الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي بدرخان: الفن لا يجب أن نطرح من خلاله قضايا غير مفهومة

صدى البلد

تحدث المخرج الكبير علي بدرخان عن تجربته في الكتابة، وقد أدارت الندوة الناقدة فايزة هنداوي، خلال ندوة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ٥٣ 

وفي بداية حديثها قالت فايزة هنداوي إن بدرخان هو علامة كبيرة في تاريخ السينما المصرية، فعلى الرغم من أن أفلامه لم تكن كثيرة إلا إنه قد مثل علامة فارقة في السينما المصرية، وقد استحق أن يتحصل على جائزة النيل والتي تعد الأكبر والأهم ضمن الجوائز التي تقدمها الدولة المصرية نتيجة لأعماله العظيمة.

وأضافت هنداوي وقالت: تشكل عليّ بدرخان على يد والده محمد بدرخان والذي أخذ الخبرة منه، فهو مخرج مهموم بقضايا وطنه، ولم ينغمس في "المباشرة"  خلال الطرح لذلك تميزت أفلامه وقد ركز على الجانب الفكري والفني، واستخدم الأدوات التي بين يديه بطرق مختلفة، كما أنه له عطاء كبير في التدريس، فقد علّم الكثير من الممثلين، وقد اهتم بتعليم الشباب، كما أنه اهتم بمجال الكتابة لتوثيق تجربته، وتشريح هذه التجربة، كي يتعرف القارئ على تلك الأمور.

عملية مرهقة

ومن جانبه قال عليّ بدرخان خلال حديثه: السينما هي أم الفنون، لأن فيها الكتابة والموسيقى والديكور والإخراج، فالسينما هي فن جماعي يجمع الكثير من العناصر، وبالتالي فوظيفة المخرج هي التنسيق بين جميع تلك الأمور، فالجماعة دائما يربطها أشياء مختلفة، لذلك أردت من خلال كتابي توضيح هذه الرؤية، فكتابي حين بدأت في كتابته كان عبارة عن مذكرات قدمتها للطلبة، وبعدها تطور الأمر وأصبح كتابا، وتحمس الناس إليه فقد قمت بإعداده لمدة 10 سنوات، لأني كنت أجمع الموضوعات وأرتبها، وهذه بالطبع عملية مرهقة جدًا أخذت مني الكثير من الوقت، إذ أن السينما هي عبارة عن "لغة" فهناك لغة سينمائية لها مفردات خاصة بها، وهناك عناصر نعبر من خلالها، ونحن نحاول دائما أن نواكب التطور الكبير الموجود في التكنولوجيا.

تحقيق مواءمة

ويضيف عليّ بدرخان ويقول: أما بخصوص تجربة مشاركة المخرج في الكتابة فهو أمر ضروري، لأن المخرج دائما ما يكون لديه "وجهة نظر" ووجهة النظر هذه يجب أن أشاركها مع الكاتب والوصول لحل وسط لتحقيق المواءمة بين الأمرين.

بساطة الفن

وتطرق بدرخان لنقطة أخرى ويقول: نحن وظيفتنا هي تحريك المشاعر لدى الجمهور ليأخذ موقفا تجاهها فنحن لسنا بسياسيين، فوظيفتنا هي "الإبداع" وهذا هو ما يجب نقله دائما، فهذه الانفعالات هي التي نحاول أن نبرزها وأن يشعر بها المشاهد فهذا هو المطلوب من السينما وليس مناقشة أو طرح قضايا غير مفهومة، فالفن "بساطة" لذلك يجب علينا أن نتناول الفن ببساطة شديدة، لأن عمق الأفكار يؤدي لخلل، فالواقع هو منبع الفنون، فحتى الأفلام "الخيالية" فهي تنبع من الواقع نفسه، بدليل أننا نحاول إبراز دور غير واقعي وموجود في الواقع من خلال تلك الأفلام.

صراع مستمر

وخلال النقاش سألته الناقدة فايزة هنداوي عن فيلم  "الجوع" إذ قالت إن الفيلم قيل أنه مأخوذ من ملحمة الحرافيش لنجيب محفوظ.
ورد عليها بدرخان وقال: هذا الفيلم بدأ كمسلسل عندما قرأ الحرافيش الأستاذ يوسف شاهين وأراد أن تكون الرواية مسلسل، لكنه جاءني بعدها وطلب مني ألا أبدا فيها، لكني فهمت قصة الرواية، وحاولت تجسيد رؤية نجيب محفوظ بخصوص علاقة السلطة برأس المال وغيره وحاولت توضيح هذا الصراع المستمر وتجسيده في فيلم، فأنا اقتبسته من الحرافيش وقدمت رؤية نجيب محفوظ، لكنه لم يؤخذ بشكل مباشر من الحرافيش فقد أخذ فقط روح "الحرافيش" وهذا الفيلم لم يكتب عليه اسم نجيب محفوظ لأسباب سياسية، فقد كان الخليج مقاطعا لنجيب محفوظ، ونجيب محفوظ نفسه اختار ألا نضع اسمه عليه، إلا أن الأصدقاء قالوا إن هذا الفيلم مأخوذ من رواية الحرافيش لنجيب محفوظ.