EN 
جزيرة لابالما ذات شكل ثلاثي مثلث، جزيرة جبلية تتكون من ثلاثة براكين: بركان كالديرا دي تابورينت، بركان كومبر فيجا، وكذلك كومبر نويفا، سمحت تضاريسها الشديدة الانحدار وهطول الأمطار بتشكيلها، وكذلك الحفاظ على الغابة مما يجعل لا بالما، الجزيرة الأكثر غطاءً نباتياً في جزر الكناريـ ما يجعلها مقصدًا سياحيًا.
تعتمد لابالما على زراعة الموز، كـ مورد اقتصادي رئيسي، فتغطيها بساتين الموز بمساحة 50 كيلومتراً مربعاً، وتنتج حوالي: 000 150 طن من الموز سنوياً. المحاصيل الأخرى هي الطماطم والتبغ واللوز.
ومع كل الجمال النابع من تلك الطبيعة، يأتي بركان كومبر فيجا بفاجعة، تقضي على الكثير من تلك المعالم الجمالية، والمنازل، والمحاصيل، ويصيد الجزيرة بالخراب لفترة من الزمن...
ثورة بركان لابالما
بدأ بركان لابالما الذي يقع على سلسلة جبال كومبر فيجا في جنوب الجزيرة ، في الثوران في 19 سبتمبر ويطلق تيارًا مستمرًا من الحمم البركانية والرماد منذ ذلك الحين، وقد اوضح الخبراء في وقت سابق أن ثوران البركان قد يستمر ما بين أسبوعين وثلاثة أشهر، أن هناك فترات من النشاط المرتفع والمنخفض منذ بدء الثوران ، وكان يوم الاثنين الماضي أول يوم يتوقف فيه البركان تمامًا.
المنزل المعجزة
أظهرت صور جوية التقطت لبركان كومبري فييخا الحمم البركانية والصخور المنصهرة تحيط بالعديد من القرى والمنازل وقد تحول لونها من الأحمر الدموي إلى اللون الأسود نتيجة أكسدة الصهارة بالتعرض للهواء، ورغم ذلك بقت بعض المنازل سليمة تماما، ولم تتعرض لأضرار كبيرة رغم حصارها بالحمم.
"المنزل المعجزة" هكذا سمى رواد موقع التواصل الاجتماعي أحد هذه المنازل، بعد تداول صورة جوية له، التقطها المصور، ألفونسو إسكاليرو، وقد أحاطت به الحمم البركانية من كل جانب لكنها لم تسبب له أي أضرار.
تدمير المورد الرئيسي لرزق الأهالي
وفي هذه الأثناء، يسابق المزارعون الزمن لجني أكبر قدر ممكن من محصول الموز، الذي يعتمد عليه سكان الجزيرة، كمورد رئيسي لرزقهم، علاوة على محصولي الأفوكادو، والعنب، ويخشى المزارعون وصول الحمم البركانية إلى مزارعهم وحرق المزروعات، خاصة وأن الأرض المزروعة في الجزيرة بركانية التربة، في الأساس، وشديدة الخصوبة، ما يسرع نمو النباتات.
توقف الثوران
توقف بركان لا بالما فجأة عن الثوران يوم الأثنين الماضي الموافق 27/9/2021، واختفت الحمم البركانية والرماد من فوهة البركان، وذلك بعد عدة ساعات من الانصهارات والتدفق المستمر والإنفجارات التي سمع صوتها على بعد أميال.
الأمر الذي دفع العلماء للسعي لمعرفة ما يعنيه، وسط تحذيرات من أن الثوران لم ينته بعد ويمكن ببساطة أن يدخل مرحلة جديدة أخرى، حيث افترض علماء البراكين أن فتحة التهوية يمكن أن تكون مسدودة لفترة وجيزة أو أن القنوات تحت الأرض قد تتحول، مما قد يحول الحمم إلى مكان آخر ويفتح فتحة جديدة، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي الوقت نفسه ، صدرت أوامر إغلاق جديدة لثلاث مناطق اليوم حيث استمرت الحمم البركانية التي تخرج بالفعل من البركان في التدفق نحو المحيط، حيث أوضح أنجيل فيكتور توريس ، رئيس جزر الكناري ، إن وصول الصخور المنصهرة إلى المحيط، سيتسبب في إطلاق سحابة من الغاز السام أثناء اختلاطها بمياه البحر - محذرة السكان القريبين من البقاء في منازلهم مع إغلاق نوافذهم.
إخلاء المنطقة
وسط تحذيرات وترقب لثوران البركان مرة أخر تم بالفعل إجلاء أولئك الموجودين مباشرة في مسار تدفق الحمم البركانية، فقد يغطي أمر الإغلاق الجديد مناطق سان بوروندون ومارينا ألتا ومارينا باجا ولا كونديسا.
وقالت خدمات الطوارئ على تويتر: "سيتعين على السكان اتباع إرشادات السلطات والبقاء في منازلهم مع إغلاق الأبواب والنوافذ".
يثور مرة أخرى
أذاعت فضائية يورونيوز عربية، لقطات يظهر من خلالها، استعادة بركان كومبري فييجا "القمة القديمة" في جزيرة لابالما الإسبانية بجزر الكناري نشاطه مجددا ونفث حممه البركانية بعد فترة هدوء.
بينما يستعد مئات الأشخاص في القرى الساحلية لوصول الحمم المنبعثة سابقا من البركان إلى البحر وسط مخاوف من انطلاق الغازات السامة.
وظهرت دفعات من الحمم البركانية من البركان الثائر في وقت مبكر من مساء الإثنين وتتمدد على سفح الجبل.
و تتدفق الحمم السوداء ببطء على الجانب الغربي للبركان باتجاه البحر، ما أدى إلى تدمير أكثر من 500 منزل بالإضافة إلى الكنائس ومزارع الموز، وفقًا لبرنامج مراقبة الكوارث التابع للاتحاد الأوروبي.
