يحاول النظام القطري تعزيز أقدامه في أفريقيا بعد عزله لسنوات وانكشاف المخططات الخبيثة للإمارة للاستيلاء على ثروات المنطقة، فعقب محاولات لتعميق تواجدها في عدد من البلدان الإفريقية تبحث الدوحة عن بوابة أخرى تسمح لها بتعزيز نفوذها في القارة السمراء، وهذه المرة عن طريق "إثيوبيا".
يسعى بنك قطر للتنمية لاختراق المجتمع الاثيوبي بقوة وزيادة الاستثمار في أديس أبابا مستغلا حوجة ذلك البلد للاستثمار ومزيد من الاموال، حيث تخطط الدوحة لزيادة استثماراتها في اثيوبيا في مختلف القطاعات، وفقا لموقع "نيو بيزنس اثيوبيا".
من المقرر أن يعقد المسؤولين القطريين مع نظرائهم في اثيوبيا منتدى استثماري في الـ27 من يناير الجاري لزيادة فرص التعاون والاستثمار بين البلدين.
ويوضح الموقع أن قطر تسعى إلى تقوية صلتها بالمستوردين والموزعين وتجار الجملة الإثيوبيين، لتعزيز الشراكة التجارية معها، فيما حددت الشركات الاثيوبية عدد من الشركات القطرية لزيادة التعاون معها في مختلف المجالات.
اقرأ ايضًا:
وسيعقد ممثلو البنك القطري اجتماعات مع الوكلاء والموزعين لإقامة شراكات تتعلق بالاستيراد والتصدير في مختلف القطاعات مثل البناء والأدوية والمستلزمات الطبية والتغليف وما إلى ذلك.
وترى الدوحة في اثيوبيا فرصة سياسية للتوغل في افريقيا، وفرصة استثمارية جيدة بفضل مناخ أعمالها واقتصادها المتنامي، حيث كانت أديس أبابا واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم حيث بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 6.8% عام 2018.
وفي أكتوبر الماضي، اعلنت قطر دعمها لإصلاحات الإيجابية في إثيوبيا وتطلعها إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وخلال الشهر الجاري، عززت الدوحة علاقتها العسكرية بأديس أبابا بعد لقاء رئيس الأركان الإثيوبي اللواء آدم محمد، ونظيره القطري، الفريق غانم بن شاهين الغانم.
وخلال الفترة الأخيرة، عملت قطر على استثمار تحالفها مع تركيا لاختراق القارة السمراء، تحت غطاء الاستثمارات والمساعدات الإنسانية، مستغلة حاجة عدد من الدول الإفريقية للأموال للضغط عليها.
ففي الصومال، تقوم قطر بتمويل المتمردين والإرهابيين، وفي الوقت ذاته قدمت نحو 68 مدرعة للجيش الصومالي، كما قامت بتسليم مدرعات لكل من بوريكنا فاسو ومالي خلال العامين الماضيين، فضلا عن تمويل التحالف القطري التركي للإرهابيين في ليبيا.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن قطر تسعى لامتلاك ورقة للضغط على الأنظمة في الدول الإفريقية وخاصة في المحيط الإقليمي لليبيا، حيث تعمق الدوحة علاقتها بالميليشيات والمتمردين في الدول الافريقية من تشاد والنيجر وكينيا والصومال.