كارثة جديدة تسبب فيها نشاط شمسي غير معروف سببه لتخرج من لهبها ما يعرف باسم "لهب النار" والذي تسبب في دمار 3 أقمار صناعية في الفضاء. ويحذر العلماء من تأثر أشعة الراديو والانترنت بالتوقف عن العمل.
ما سبب خروج لهب النار، وتدمير الأقمار الصناعية، والموعد المرتقب لتأثر الانترنت بالتوقف، كل هذا ذكرته وكالة ناسا لعلوم الفضاء في أحدث تقاريرها والتي سوف نستعرضها معا.
دمار الأقمار الصناعية
في الأسبوع الماضي، شهدنا حادثة غير متوقعة في الفضاء عندما احترقت ثلاثة أقمار صناعية صغيرة تابعة لبرنامج الفضاء بينار، الذي تديره جامعة كيرتن الأسترالية، في الغلاف الجوي للأرض.
هذه الأقمار الصناعية، التي كانت تحمل أسماء بينار 2 و 3 و 4، كانت جزءا من مشروع مبتكر يهدف إلى اختبار تقنيات جديدة في مجال الفضاء. لكن بدلًا من أن تواصل مهمتها حتى انتهاء المدة المحددة، احترقت هذه الأقمار بعد مرور شهرين فقط من إطلاقها، وهو ما يمثل ثلث الوقت المتوقع لها في المدار
ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. كما يشير اسم برنامج "بينار"، الذي يعني "كرة نارية" في لغة نونجار التي يتحدث بها سكان الأمم القدماء، وكان مصير هذه الأقمار الدمار. فالأقمار الصناعية التي تعمل في مدار أرضي منخفض (حوالي 2000 كيلومتر أو أقل) عادة ما تتعرض للتحلل المداري مع اقترابها من سطح الأرض، مما يؤدي إلى احتراقها في النهاية.
هذا ليس أمرًا جديدًا، لكن ما حدث هذه المرة كان مفاجئًا. ويفسر العلماء سبب الحرق المفاجئ للأقمار الصناعية بأنه لم يكن مجرد التحلل المداري المعتاد، بل كانت هناك قوة خارجة عن المألوف أدت إلى تسريع العملية. فالنشاط الشمسي الأخير كان أكثر قوة من المعتاد.
زيادة النشاط الشمسي
تسببت زيادة النشاط الشمسي خلال الأسابيع الماضية، في مشكلات غير متوقعة لمشغلي الأقمار الصناعية حول العالم.
يؤثر النشاط الشمسي المرتفع على الأقمار الصناعية، خاصة تلك التي تعمل في مدارات منخفضة. الأشعة الشمسية المشحونة يمكن أن تتسبب في تسخين الأجزاء الخارجية للأقمار الصناعية، مما يؤدي إلى تغيير في شكلها ومدارها، وأحيانًا إلى فقدان السيطرة عليها بشكل كامل.
لكن لماذا تعد الشمس نشطة جدا؟ يقول الخبراء أن النشاط الشمسي يشمل ظواهر مثل البقع الشمسية والانفجارات الشمسية والرياح الشمسية، وهي عبارة عن تيار من الجسيمات المشحونة التي تتدفق نحو الأرض.
وهذا النشاط هو نتاج للمجال المغناطيسي المتغير باستمرار للشمس، والذي يتغير كل 11 عاما، وفي منتصف هذه الدورة يكون النشاط الشمسي في أعلى مستوياته.
ورغم أن هذه الدورة معروفة، فإن التنبؤ بالنشاط الشمسي المحدد أمر صعب، وفي الأشهر القليلة الماضية، كانت مؤشرات النشاط الشمسي أعلى بمقدار مرة ونصف من التوقعات.
هل ينقطع الانترنت؟
تؤثر الشمس أيضا على الطقس الفضائي، ويشير مصطلح الطقس الفضائي إلى التأثيرات البيئية التي تنشأ من خارج الغلاف الجوي أو من الشمس تحديدا، تؤثر على الأرض بطرق مختلفة ملحوظة وغير ملحوظة.
وأكثر ما يلفت الانتباه هو وجود الشفق القطبي. ففي الأشهر القليلة الماضية، أصبح الشفق القطبي مرئيا بشكل أكثر كثافة وأقرب إلى خط الاستواء، ويعني النشاط الشمسي العالي بالمزيد من التوهجات الشمسية والرياح الشمسية القوية، مما يؤدي إلى تدفق أعلى للجسيمات المشحونة التي يمكن أن تتسبب في إتلاف أو تعطيل المكونات الكهربائية على الأقمار الصناعية.
ويؤثر أيضا نشاط الشمس المتزايد على الطيارين، والاتصالات اللاسلكية طويلة المدى، وتهدد بانقطاع أشعة الراديو والانترنت.
ولكن بالنسبة للأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض، فإن التأثير الأكثر ثباتًا للنشاط الشمسي هو أن الطاقة الزائدة يتم امتصاصها في الغلاف الجوي الخارجي، مما يؤدي إلى تضخمها في الخارج.
وتتعرض جميع الأقمار الصناعية التي تبعد أقل من 1000 كيلومتر عن الأرض لزيادة كبيرة في المقاومة ونتيجة لذلك، تؤدي إلى تعطل مدارها وتكون سببا في سقوطها، وزيادة كبيرة في مقاومة الغلاف الجوي باتجاه سطح الأرض.
تشمل الأقمار الصناعية في هذه المنطقة محطة الفضاء الدولية وكوكبة ستارلينك. والتي تحتوي على محركات دفع لمقاومة هذا التأثير.