ليس من السهل أن تسمع عن أخبار تتحدث في روسيا عن مظاهرات، ولكن بالفعل قامت شرطة مكافحة الشغب الروسية بتفريق مظاهرة في بايماك، باشكورتوستان، يوم 17 يناير 2024، وجاء ذلك بعد الحكم على الناشط المحلي فيل السينوف بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة "التحريض على الكراهية"، وقام ألسينوف بحملة ضد تعدين الذهب ومن أجل الحفاظ على اللغة الباشكيرية.
[[system-code:ad:autoads]]وخلال الأيام الماضية تحدثت العديد من وسائل الإعلام الغربية عن أكبر مظاهرة احتجاية داخل روسيا منذ بدء الحرب الأوكرانية، وأصبح الكثيرون يتسائلون، عن أسباب تلك المظاهرة، وهل حملت شعاراتها لغة هجومية ضد بوتين شخصيا، أم كانت تلك السلطات العامة دون المساس بشخص الرئيس الروسي، وتأتي الحساسية كون أن مارس القادم هو الموعد المحدد للانتخابات الرئاسية، وهنا نرصد تفاصيل ما حدث، عبر تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية؟
[[system-code:ad:autoads]]الحدث
ترجع تفاصيل الحدث، عندما خرجت الأخبار من داخل روسيا، عن الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للكرملين في منطقة نائية في روسيا، وهو حاول الكثيرون بتحليلها وربطها على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وزاد من هذا الربط، طريقة تعامل السلطات الأمنية مع تلك الأحداث.
وقد هددت السلطات الروسية المتظاهرين بعقوبات صارمة بعد اندلاع احتجاجات مناهضة للكرملين في منطقة باشكورتوستان النائية، وبحسب تقارير نشرتها صحيفة التلغراف البريطانية، فقد تم اعتقال 45 شخصا منذ الأربعاء في المنطقة التي تقع على بعد 1450 كيلومترا شرق موسكو، وكانت هذه هي أكبر المظاهرات في روسيا منذ غزو أوكرانيا عام 2022.
امتدت الاحتجاجات من بايماك إلى أوفا
وكما قالت مجموعة حقوق الإنسان الروسيةOVD-Info، فإن الاحتجاجات بدأت في مدينة باجمك وامتدت إلى عاصمة الجمهورية أوفا، بعد يوم واحد، وقد اندلعت الاحتجاجات بسبب سجن فيل السينوف، وهو ناشط بشكير حُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة التعبير العنصري المزعوم، ويرى أنصاره العقوبة ردا على معارضته لخطط رجال الأعمال الروس ذوي النفوذ لتطوير المناجم.
رجل بوتين يهدد المتظاهرين في باشكورتوستان
وفي رسالة فيديو نُشرت على قناة التواصل الاجتماعي "تليغرام" يوم الأحد، قال راضي خابيروف، زعيم باشكورتوستان المعين من قبل الكرملين، إن المتظاهرين سيعاقبون. وقال: "بالنسبة لأولئك الذين اعتقلتهم سلطات إنفاذ القانون، فإن هذا يعني على الفور نهاية حياتهم المهنية المستقبلية".
وفي بلدة باجمك الصغيرة، أصيب ما لا يقل عن 40 شخصا في اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب وعدة آلاف من المتظاهرين يوم الأربعاء، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أيضًا أن ألف شخص نظموا احتجاجًا سلميًا في أوفا يوم الجمعة، مما أدى إلى مزيد من الاعتقالات.
الاحتجاجات في روسيا تهدد حملة بوتين الانتخابية
وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفية الاستياء المتزايد في بعض أجزاء روسيا من الحكومة، خاصة منذ الغزو الكامل لأوكرانيا وتعبئة الرجال في الجيش، ومن الممكن أيضاً أن تؤدي هذه الهجمات إلى تقويض رسالة الرئيس فلاديمير بوتن قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في شهر مارس، والتي يريد استخدامها لإظهار الدعم لحربه.