قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

تطور إمكانات حماس الجوية لحماية سماء غزة.. إيران تعلن عن حدث مهم للمقاومة وسر السرب 122 الإسرائيلي الفريد من نوعه

معركة السماء التحدى المستقبلي للمقاومة الفلسطينية
معركة السماء التحدى المستقبلي للمقاومة الفلسطينية
×

تعد أسلحة الدفاع الجوي، والمضادة للطائرات، من الأسلحة المحرمة على الحركات والتنظيمات المقاتلة حول العالم، حيث يمكن أن تمتلك بعض التنظيمات المسلحة سفن وغواصات وصواريخ ودبابات وكل شئ إلا هذه الصواريخ، بل أن بسبب صعوبة صنعها وتعقيد تصنيعها لا يمكن لأي دولة صناعتها، ولا يُسمح نهائياً أن تصل هذه الأسلحة للتنظيمات المقاتلة في كل مكان في الأرض، فما بال الحال في قطاع غزة، والتي قامت إسرائيل بمعظم جرائمها داخل القطاع وقتل ما يقرب من 23 ألف فلسطيني باستخدام القصف الجوي.

[[system-code:ad:autoads]]

واليوم أعلن مستشار قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ليعلن أن المقاومة بغزة ستملك مستقبلا مضادات جوية للتصدي لغارات إسرائيل، وهو التصريح الذي يطرح سؤالا، هل لم تفكر المقاومة بالفعل في هذا الأمر، وبالبحث نجد أنه بالفعل كانت هناك محاولات لامتلاك وتصنيع تلك النوعية، ولكن 10 سنوات لم تكن كافية للوصول للهدف، ففي الوقت الذي نجحوا فيه في تحييد المروحيات من طائرات هليكوبتر وغيرها من الطيران فوق غزة، إلا أنه مازال أمامها طريق طويل لجعل سماء غزة آمن بنسبة 100% من الطيران الحربي المتطور، وتلك تفاصيل تلك القصة.

قوة هائلة في قبضة إسرائيل

يمتلك الجيش الإسرائيلي قوات جوية متقدمة وقواعد عسكرية ذات قدرات عالية، تضم مئات الطائرات الحربية من أنواع مختلفة، كما الولايات المتحدة من أكبر مورد للطائرات الحربية إلى الجيش الإسرائيلي، ووفق موقع "غلوبال فاير بور" الأميركي، يصل عدد طائرات القوات الجوية الإسرائيلية إلى حوالي 595 مقاتلة، تشمل: 241 مقاتلة وطائرة اعتراضية، و23 طائرة هجومية، و15 طائرة نقل عسكري، و154 طائرة تدريب، و23 طائرة مهام خاصة، بالإضافة إلى 128 مروحية بينها 48 مروحية هجومية، و11 طائرة تزود بالوقود في الجو.

كما أن طائرات القوات الجوية الإسرائيلية تنقسم إلى 5 أنواع وتشمل:

  • الطائرات المقاتلة.. وأبرزها " إف 16 آي" طائرة أميركية متعددة المهام، و "إف 16 سي" طائرة أميركية متعددة المهام، و "إف 15 آي" طائرة أميركية متعددة المهام، و "إف 15 سي" مقاتلة أميركية.
  • المروحيات العسكرية.. ويأتي على رأسها "يو إتش - 60 إيه/ إل" وهي مروحية نقل أميركية متوسطة الحمولة، و" إيه إتش - 64 إيه" مروحية هجومية أميركية، و "سي إتش 53" مروحية نقل ثقيلة أميركية.
  • طائرات النقل العسكري.. ومن أبرزها "سي 130 جيه" و"سي 130 إيه/ إتش" وهما طائرتان نقل عسكري تكتيكيتان أميركيتان الصنع، و"كينغ إير 200" طائرة نقل عسكري للإسعاف والمهام الخفيفة.
  • طائرات التدريب.. وتضم "إف 16 دي" طائرة تدريب أميركية لطياري المقاتلات، و"إم 346" طائرة تدريب متقدمة إيطالية الصنع، و"تي 6 إيه" طائرة تدريب أميركية للطيارين المبتدئين.
  • طائرات المهام الخاصة.. تشمل "كينغ إير 200" نسخة خاصة بالاستطلاع، و"جي 550" طائرة مخصصة لاعتراض الاتصالات اللاسلكية لمهام الاستخبارات، و"جي 550" نسخة مخصصة للإنذار، وجميعهم صنع أميركي.

السرب 122 فريد من نوعه

يضم سلاح الجوي الإسرائيلي، وفق موقع "إسرائيل ديفينس" في تقرير سابق، السرب 122، وهي طائرات لا تطلق النار ولا الصواريخ ولا تُجري معارك جوية، لكنها تحمل أنظمة رادار واتصالات متقدمة وتجلبها إلى ساحة المعركة؛ لمساعدة القوات الجوية في إنجاز مهامها، وبحسب الموقع، يُعرف السرب 122 بسرب المخابرات التابع لسلاح الجو، وهو سرب فريد من نوعه، إذ يضم مزيج أفراد من سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية، وهم موظفون فنيون وجنود نظاميون ومستشارون مخضرمون في صناعة الطيران، يستطيعون التعامل مع أنظمة المراقبة والاتصالات التي تحملها طائرات السرب.

ويحتوي السرب على 3 نماذج من الطائرات، متشابهة مع بعضها من الخارج، لكنها مختلفة من الداخل وفي المحتوى، وهي: طائرة "ناخشون شافيت"، ومهمتها جمع المعلومات الاستخبارية، وطائرة "ناخشون إيتام"، ومهمتها التحكم والمراقبة وإنشاء صورة جوية، بالإضافة إلى طائرة "ناخشون أورون" التي تحتوي على مزيج من قدرات جمع المعلومات والتحكم والمراقبة، وتتميز بقدرتها على التحليق عاليًا جدًا وبعيدًا جدًا بهدوء أكثر، ولها قدرة على البقاء في الجو لفترة طويلة بأقل الوقود.

متبر 1 .. منظومة حماس الصاروخية لم تك كافية

وفي بداية الحرب الحالية في غزة، وتحديدا في 11 أكتوبر، أعلنت حركة حماس لأول مرة، عن إدخالها منظومة دفاع جوي محلية الصنع للخدمة ضد الطائرات الإسرائيلية، بعد استخدامها قذائف "رجوم" قصيرة المدى التي نجحت في الوصول إلى تل أبيب ومعظم المستوطنات الإسرائيلية خلال عملية "طوفان الأقصى"، ونشرت حماس مقطعا مصورا يظهر لحظة تنصيب صواريخ المنظومة "متبر 1" واستهداف الطيران الإسرائيلي، ومقطعا آخر تضمن مشاهد عمليات التصدي لطيران إسرائيل عن طريق صواريخ محمولة على الكتف، وأخرى أُطلقت من منصات أرضية.

كما أعلن الجناح العسكري لحماس عن عدة عمليات استهداف للطيران الإسرائيلي عن طريق صواريخ دفاع جوي مصنوعة محليا، مؤكدا عمله المستمر على تطوير أسلحة تحقق لها تحييد الطيران الإسرائيلي، ووفق حديث خبراء عسكريين لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن من أبرز خواص تلك المنظومة العسكرية ما يلي:

  • صواريخ "أرض جو" محلية الصنع.
  • تستخدم في التصدي لطائرات الهليكوبتر.
  • صواريخ تقليدية لا تناور فيزيائيا ولا تمتلك رأس توجيه.
  • متفجرات تتشظى قرب الطائرات الحربية.
  • لا تمتلك خواص صواريخ الدفاع الجوي من الأجنحة التي تدفعها إلى الطيران والمناورة للانقاض على المقاتلات.
  • تطير ثم تنفجر قرب الهدف.
  • تعتمد على الإحداثيات ومراقب جوي يبلغ عن قدوم الطائرات.
  • تعمل عبر مسار متوقع للطائرات على ارتفاعات معينة.

وهذا الصاروخ يشبه في التصميم صاروخ "شهاب ثاقب" العامل على منظومة "يا زهراء"، وهي نسخة إيرانية محلية الصنع من منظومة "إتش كيو 7" الصينية، المثيلة لمنظومة "كروتال" الفرنسية، لكن النسخة الفلسطينية من دون أي أجنحة للمناورة، مما يضعف قدرتها على الاستهداف، فمثل هذه المنظومات بالأساس مصممة لاستهداف المسيرات أو الهليكوبتر القتالية، فصاروخ حماس الجديد لديه محدودية على المناورة ويتحرك ضد أهداف بطيئة أو قليلة المناورة مثل الهليكوبتر وليس ضد مقاتلات أسرع من الصوت أو ذات سرعة فائقة، لذلك يمكن القول أنها لم تك كافية لجعل سماء غزة آمن.

10 سنوات لم تك كافية

منذ الحرب الثالثة على غزة في العام 2014، ظلت كتائب القسام وقوى المقاومة الفلسطينية، تعتمد استخدام مدافع 14.5 سوفياتية الصنع، بمدى إطلاق نار يصل إلى ألفي متر، مما أسهم في تحييد المروحيات، في حين أسفرت جهود مهندسي المقاومة -بحسب ما نشرته مواقع إخبارية قريبة من تلك المنظمات - عن نسخة محلية من صواريخ "ستريلا 2″، وفي العام 2013 كشفت كتائب القسام عن امتلاكها صاروخ "ستريلا 2" ويعني بالعربية "السهم"، لم تفصح عن مصدره، واستخدمته -لأول مرة- في 19 أبريل 2020، في التصدي لمقاتلات إسرائيلية في أجواء غزة.

وفي ذلك الحين، أقرت إسرائيل باستهداف طائرتها بصاروخ أرض جو، ولاحقا قالت أوساط أمنية وعسكرية إن "الطائرات أصبحت تحلق في أجواء غزة على ارتفاعات بعيدة، إثر تأكد امتلاك حماس لصواريخ مضادة للطيران"، وهذه المنظومة من الصواريخ خفيفة الوزن، وتحمل على الكتف، وهي مصممة لاستهداف المقاتلات والمروحيات الحربية على ارتفاعات منخفضة تتراوح بين ألف و1500 متر، وقد دخلت حيز الاستخدام فعليا في العام 1968، وتمتاز بقدرتها على المباغتة، لسهولة نقلها وإطلاقها في ثوان معدودة، مما يجعلها في مأمن من الرصد والاعتراض.

وفي بداية 2023، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم، "المقاومة تنتهج إستراتيجية جديدة في التعامل مع طيران الاحتلال في سماء غزة، وتواصل تطوير قدراتها وأدواتها للرد على جرائمه، حيث هدفت مخططات المقاومة إلى الوصول لمرحلة تأمين سماء غزة من الطيران الإسرائيلي المعادي، ومنعه من حرية التحليق والاستهداف، فالمقاومة تعمل على مدار الساعة من أجل تثبيت نظرية الردع"، ورغم تلك التصريحات، وتطوير أسلحة وصواريخ محلية الصنع، فلا يزال التطوير عليها يحتاج إلى سنوات أخرى لتحسين قدراتها، وكي لا تكون طائرات الاحتلال في مأمن أثناء تحليقها في سماء غزة، حيث لم تك 10 سنوات كافية في هذا المجال.

تجارب في محيط غزة تكشف صعوبة الأمر

ولا يمكن أن يقلل هذا القصور العسكري الناتج عن فرق القدرات من قدرة المقاومة الفلسطينية عن توجيه ضربات موجعة للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما حدث في عملية طوفان الأقصى، إلا أن هذا سد تلك الفجوة ليس من الأمور السهلة، وبالنظر إلى المحيط بغزة، نجد دولا مازالت إسرائيل تمتلك القدرة لى توجيه ضربات جوية لها دون رادع، وهو ما يحدث في سماء لبنان وسوريا، ولك رغم امتلاك تلك الدول لجيوش وأسلحة أكثر تدقما من المقاومة الفلسطينية.

ورغم أنه كانت هناك محاولات لصناعة، ولصيانة هذه الأسلحة بتلك المناطق، ولكن، النتيجة هي تصفية كل من عمل في هذا المجال قلة منهم من نجى، وهو مختفي عن الأنظار، وذلك بحسب ما تنشره المواقع المرتبطة بتنظيمات مسلحة في لبنان وسوريا، وأعلنت تلك التنظيمات أنهم فشلوا بإجراء تعديل على بعض الصورايخ بعد محاولات استمرت ثلاث سنوات رغم توفر المساعدة والمعلومات الأساسية من مصدرها المصنع، فهذه الأسلحة دقيقة وحساسة، لذلك فمسألة اسقاط الطائرات ليست بالسهلة وتحتاج لدقة كبيرة وخطورة مع تطور الطائرات قدراتها على تحديد مكان الاطلاق، وهو التحدي الذي ينتظر المقاومة الفلسطينية في المرحلة المقبلة.