دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس يومها الـ 87، حيث تواصل قوات الاحتلال القصف بالطيران والمدفعية مستهدفة المنطقة الوسطى لقطاع غزة، ومحيط مسجد أبو داوود في مخيم 2 بالنصيرات.
بينما تواصل القصف المدفعي على محيط مناطق جباليا البلد شمال قطاع غزة وحي التفاح شرق مدينة غزة ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين.
إسرائيل وقعت في فخ استراتيجي
ذكر تقرير لصحيفة هآرتس، الأحد، أن إسرائيل وقعت في فخ استراتيجي وضعها أمام حرب طويلة الأمد قد تصبح متعددة الجبهات.
وأشار التقرير إلى أن المعلومات الاستخباراتية أساءت تقدير خطر حركة المقاومة الفلسطينية حماس قبل 7 أكتوبر، وبات لزاما على خطط الحرب ترشيد استهلاك مخزونات الأسلحة تحسبا لحرب طويلة الأمد.
وأوضح التقرير أن إسرائيل تواجه تهديدات أمنية على جبهات عدة وحرب استنزاف قد تكون طويلة الأمد.
وفصل تقرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية ملامح ما يصفه بأنه معضلة وفخ استراتيجي وقعت فيه إسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر وربما قبل ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين استصغروا قوة حماس، بينما أغفلت المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية التهديد الذي تشكله الحركة، فضلا عن الخطط الهجومية والدفاعية التي كان يعد لها مقاتلو حماس ضد الجيش الإسرائيلي.
وعن شن الجيش الإسرائيلي عملية برية في قطاع غزة، ذكرت هآرتس أن القرار أساسا اتخذ في ظل وضع صعب وجدت إسرائيل نفسها فيه، يسوده جدال في أعلى هرم السلطة.
وبعد 3 أشهر تقول هآرتس إن الجيش الإسرائيلي يعتمد على تحقيق إنجازات تدريجية، بينما تعيب على الانتشار التكتيكي المكثف عبر ثلثي أراضي القطاع أنه يسبب مساحة واسعة للاشتباك ونقاط الضعف كذلك.
وتشدد هآرتس على الحاجة للحفاظ على مخزونات الأسلحة لاحتمال تطور حرب مكثفة مع حزب الله في الشمال.
وبقدر تلك الأهمية تبرز التحذيرات من تداعيات الاستنفار المستمر لنظام الاحتياط والأعباء الاقتصادية وأثرها على الجاهزية القتالية طويلة الأمد، تحسبا لاندلاع حرب متعددة الجبهات.
تحديات تواجه كيان الاحتلال
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية والشؤون الأمريكية، إن حكومة الحرب الإسرائيلية التي يترأسها "نتنياهو" وقعت في فخ عندما رفعت سقف مطالبها في الحرب على غزة دون رؤية واضحة.
وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل رفعت أهدف كبيرة مثل القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة وتحرير الرهائن بالكامل وبعد ثلاثة شهور لم تحقق أيا من تلك الأهداف ولم تحرر الرهائن سوى فقط من خلال الهدنة التي تمت في 24 من نوفمبر 2023 عبر المفاوضات والحوار، ولكن الخيار العسكري فشل وتعثر ولم يحقق أي هدف.
وتابع: زادت الخسائر الإسرائيلية نتيجة سقوط عدد كبير من العسكريين مع العملية البرية ومع التلاحم ومع قوة عناصر المقاومة الفلسطينية.
وأكد أن مع بداية العام الجديد 2024 قامت الفصائل الفلسطينية بأطلاق رشقة من الصواريخ على منطقة "تل ابيب الكبرى" وهي صواريخ بعيدة المدى مما يعكس ان إسرائيل فشلت في تقليص او نزع أسلحة المقاومة وقدراتها العسكرية.
وواصل: هذا يعني ان إسرائيل وقعت في فخ في اعتقادها انها ستحقق الأهداف في خلال أسابيع قليلة ولكن الان نتحدث عن شهور وربما عن عام كامل او اكثر في ظل غياب أي رؤية وهذا سيكون له تداعيات سلبية خطيرة على الجانب الإسرائيلي في :
- فشل حكومة الحرب الإسرائيلية في تحقيق اهداف العسكرية والقضاء على المقاومة.
- كما فشلت استخباراتيا في التنبؤ بعملية “طوفان الأقصى”.
وهناك تداعيات سلبية نتيجة وقوع المزيد من الجنود القتلى والمصابين من جيش الاحتلال. - وهناك تداعيات سلبية أيضا في ظل انقسام الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتزايد الانتقادات لنتنياهو وحكومة الحرب المتطرفة ومطالبة محاكمتها وتغييرها.
- إضافة الي التداعيات الاقتصادية وتوقف السياحة والأنشطة والاستثمارات.
وأضاف أن هناك ضغوط دولية خاصة من الجانب الأمريكي الذي بدأ يشعر أن هناك تكلفة للدعم المطلق لإسرائيل، وبالتالي بدأت تضغط على إسرائيل بوضع جدول زمني ورؤية للعمليات العسكرية.
ولفت الى أن صورة إسرائيل انهارت تماما كدولة معتدية على الأطفال والنساء بعد أن كانت تقدم نفسها دولة ديمقراطية.
واختتم: نحن أمام تداعيات خطيرة مع استمرار الحرب دون وجود أي رؤية وفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها.
المقاومة الفلسطينية تقصف تل أبيب
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس قصفها برشقات صاروخية مناطق واسعة في تل أبيب وضواحيها وضواحي القدس في موديعين ومنطقة بيت شيمش.
وانطلقت صواريخ من غزة باتجاه وسط إسرائيل خلال الليل مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في جميع أنحاء وسط وجنوب البلاد.
وأكد الجيش الإسرائيلي الهجوم، دون الإبلاغ في البداية عن وقوع إصابات أو أضرار.
يأتي ذلك في وقت لم تهدأ الغارات الجوية الإسرائيلية، ولم تتوقف المعارك البرية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر المقاومة حماس، فيما يسود اليأس بين سكان قطاع غزة المحاصر الذين يعانون تداعيات الحرب اليومية.
كما أفادت اليوم وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في قطاع غزة.
وذكرت الوكالة أن غارات وقصفا مدفعيا استهدف المنطقة الوسطى من القطاع، كما شهد شرق وشمال مدينة خان يونس قصفا مدفعيا على مناطق متفرقة من المدينة.
وأضافت أن انفجارات عنيفة هزت المنطقة الوسطى لقطاع غزة، في قصف مكثف بالطائرات والمدفعية.
كما أصيب عدد من المواطنين غالبيتهم من الأطفال، بعد قصف طائرة مسيرة للاحتلال منزلا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، فيما وصل عدد من الإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى نتيجة استهداف قوات الاحتلال للمنازل في مخيم النصيرات.
وبحسب الوكالة، فقد أدى القصف الإسرائيلي على القطاع إلى مقتل 21822 مواطنا، وإصابة 56451 آخرين، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة لآلاف المفقودين، في حصيلة غير نهائية.