الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«وتقلبك في الساجدين».. هل تعني أن النبي من سلالة لم تعرف الكفر؟

النبي محمد صلى الله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم

«وتقلبك في الساجدين» هل تعني أن النبي من سلالة لم تعرف الكفر؟، سؤال أفرد له العلماء والمفسرون الحديث ضمن كتبهم وذلك في تفسير قوله- تعالى-: «وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ»، حيث سلط الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء الضوء على الآية الكريمة. 

المقصود بقوله تعالى وتقلبك في الساجدين 

وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تحت عنوان:(المولد العليّ)، إن للشريعة الإسلامية الغراء، مزيد إشادة واعتناء، بشرف منبت خير الأنبياء وسيد الأصفياء؛ تأكيدًا على أن أصول المصطفى من ذوي الاصطفاء، وأن آباءه وأمهاته وأجداده من أهل الاجتباء، جعلهم الله من المصطفَيْنَ الأخيار، والمجتبَيْنَ الأطهار، ليؤهلهم لحمل نور نبوة المختار، من أصلاب آبائه الكرام الأبرار، إلى أرحام أمهاته ذوات الأنوار، فهم أهل المجد والشرف والفخار، عبر الأجيال والعصور، وذلك بالأدلة المتواترةٍ، والبراهين القاطعة الباهرة، من الآيات القرآنية الواضحة الظاهرة، والأحاديث النبوية المتكاثرة، التي هي لذلك مؤيدة ناصرة.

وبين قول البرهانُ إبراهيمُ الباجوريُّ شيخُ الإسلام، العلامةُ الإمام، بلّغه الله أعلى مقام: «جميع آبائِه وأمهاتِه صلى الله عليه وآله وسلم ناجون، ومحكومٌ بإيمانهم، لم يدخلهم ڪفرٌ ولا رجسٌ ولا عيبٌ ولا شيءٌ مما كان عليه الجاهلية؛ بأدلة نقلية؛ كقولِه تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}، وقولِه صلى الله عليه وآله وسلم: «لَمْ أَزَلْ أَنْتَقِلُ مِن الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَاتِ إِلَى الْأَرْحَامِ الزَّاكِيَاتِ»، وغيرِ ذلك من الأحاديثِ البالغةِ مبلغَ التواتر».

ما زالَ نورُ المصطفى مُتنقِّلا .. في الطيبينَ الطاهرينَ ذوي العُلا

حتى لعبد الله أوفى مُعلِنًا .. وببطنِ آمنةٍ بدا مُتهلِّلا

فهم الساجدون الذين قال الله فيهم: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أي: تقلبك من أصلاب طاهرة مِن أبٍ بعدَ أبٍ إلى أن جعلتُك نبيًّا، وقد كان نورُ النبوة في آبائه ظاهرًا».

تنقَّل أحمدٌ نورًا مبينا .. تلألأ في جباه الساجدينا
تقلَّب فيهمُ قرنًا فقرنًا .. إلى أن جاء خير المرسلينا

كما أنهم هم المصطفَوْنَ الأخيار، الذين افتخَرَ بالانتساب إليهم المختار، ومحالٌ أن يفتخر بأحدٍ من الكفار؛ فقد نهى عن عُبِّـــيّةِ الجاهلية - تكبُّرَها وتجبُّرَها - التي يُمَجَّدُ فيها آباءٌ هم فحمُ النار - قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللهِ مِنَ الجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الخِرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ اللهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ» - ، وقد افتخر بآبائه وأخبر أنهم خيارُ الأخيار، فعلمنا بذلك أنهم السادة الأبرار، والكُمّل الأطهار، في سائر الأعصار.


فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ، قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ».


وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» ، وفي لفظ: «وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ».


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ الْعَرَبِ مُضَرُ، وَخَيْرُ مُضَرَ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَخَيْرُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ بَنُو هَاشِمٍ، وَخَيْرُ بَنِي هَاشِمٍ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاللهِ مَا افْتَرَقَ فِرْقَتَانِ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ آدَمَ إِلَّا كُنْتُ فِي خَيْرِهِمَا».