قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

إبراهيم شعبان يكتب: أحلى من الشرف مفيش.. ذكرى ميلاد توفيق الدقن

إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان
×

الكتابة في ذكرى ميلاد الفنان الأسطوري توفيق الدقن اليوم الجمعة، 3 مايو 1923، ليست كأي كتابة عن أي فنان فتوفيق الدقن علامة سينمائية مصرية ليس لها نظير، ولم تتكرر في تاريخ السينما المصرية.
ومن المثير للفرحة، أن السينما المصرية عرفت قيمة توفيق الدقن وحجم موهبته، فاحتفت به في عشرات الأفلام، حتى أحصت له موسوعة ويكبيديا 224 فيلما بالتمام والكمال.
توفيق الدقن، لم يكن أبدًا الشرير الظريف أو السكير أو العربيد أو المجرم الفاجر، أو اللص، لكنه كان كل ألوان الشخصيات الفنية التي قدمها على الشاشة السينمائية، لذلك ظهر هائلا وفنانا جميلا، ملىء بالصدق وتفجّر الموهبة في عشرات الأفلام، ولم يكن غريبا ان يشهد عقد الخمسينيات وقت تفجر موهبة وظهور توفيق الدقن مشاركته في نحو 34 فيلما، أولها ظهور الإسلام ومنها درب المهابيل وابن حميدو ذائع الصيت مع الفنان إسماعيل يس، وخالد بن الوليد وأحبك يا حسن وسر طاقة الإخفاء، والعلبة دي فيها فيل مع الفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم.
وفي الستينات من القرن الماضي، أدركت السينما المصرية وكل مخرجوها، أن توفيق الدقن، هو ساحر السينما، الشرير والقاتل والسياسي والعربيد وكل ما يمكن تخيله من شخصيات فنية، فشارك في 83 فيلما أي بنحو 8 أفلام في العام الواحد، منها في بيتنا رجل، ونهاية الطريق وبطل للنهاية، والناصر صلاح الدين وبنت الحتة وأمير الدهاء والقاهرة 30 ،والناس اللي جوا، وشنبو في المصيدة ويوميات نائب في الأرياف.
واللافت أن توفيق الدقن، وإن لم يتصدر لأي بطولة مطلقة في حياته، وكان ذكيا في ذلك تماما، الا إنه كان بالفعل بطل كل فيلم، القادر على سرقة الكاميرا والأضواء من أي نجم أمامه.
ولا يمكن أن ينسى أحد دوره الهائل، "طبّاع الديك" في رائعة نجيب محفوظ الشيطان يعظ، فقد استطاع ان يسرق الكاميرا بدوره وإفيهاته وكلماته من العملاقين فريد شوقي وعادل أدهم وبجواره نور الشريف والفنانة الجميلة نبيلة عبيد، وجملته في نهاية الفيلم:"هو جرا إيه للدنيا، كل الناس بقت فتوات.. أمال مين اللي هينضرب".
وفي السبعينيات أدركت السينما المصرية، إنه لابد من تواجد توفيق الدقن، في كل فيلم إن صح الوصف، فهو أيقونة النجاح، فشارك رحمه الله في نحو 96 فيلما منها، الأرض وسفاح النساء والشيطان والخريف ودوره الرهيب في ليل وقضبان وقاع المدينة وأبو ربيع والشياطين في أجازة مع الجميلة سهير رمزي، والفيلم العاصفة "المذنبون"، صاحب أكبر ضجة في السينما المصرية للمخرج الكبير الراحل سعيد مرزوق. ولا يزال التحقيق مستمرا وغيرها من روائع توفيق الدقن.
وفي الثمانينات، قدم توفيق الدقن روائع عديدة منها الشيطان يعظ، مع فريد شوقي وعادل أدهم، وعلى باب الوزير ولعدم كفاية الادلة وعالم وعالمة وضربة شمس والتخشيبة والدرب الأحمر وغيرها.
وفي الدراما كان له باع طويل، وقدم فيها أعمالا عديدة منها أحلام الفتى الطائر مع النجم الكبير عادل إمام، ومارد الجبل والقط الأسود وهارب من الأيام وغيرها وكذلك في المسرح، انتهى الدرس ياغبي والفرافير وسكة السلامة وغيرها.
توفيق الدقن، هو أحد إبداعات السينما المصرية وأيقوناتها الخالدة، ولا يزال الجمهور يتذكر إفيهاته وأقواله المشهورة ومنها، أحلى من الشرف مفيش وألوو يا أمم، وصلاة النبي أحسن مع ابن حميدو ويا أه يا أه وغيرها.
توفيق الدقن، سيظل مدرسة فنية خالصة وموهبة متفجرة، يستحق احتفاءا خاصا وتقديرا كبيرا، في كل وقت وزمان، ولتكن كل أدوار الدقن وتنوعها وصدقها وإخلاصها وبعدها عن الاستظراف والاستسهال و"الهجص" طريقا للفنانين الشباب.
رحم الله توفيق الدقن، جزاء المتعة التي قدمها في أفلامه، والفن الأصيل الذي يعيش لليوم ولعشرات السنين القادمة، يشاهده الناس ويستمتعوا بشخصياته وقصص أفلامه.