الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف يكشف أسباب التطرف والانحراف الفكري وخطورته على المجتمع

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

كشف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن أسباب التطرف ودوافع المتطرفين التي تدفعهم إلى هذا الجرم.

وقال وزير الأوقاف، في مقال، إنه لا شك أن معرفة أسباب التطرف والغلو والانحراف الفكري والعمل على علاجها وتفنيد شبهات المتطرفين من أهم الأولويات في معركة التصدي للفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وأضاف، أن الانحراف الفكري من أخطر أنواع الانحراف، ولا سيما إذا كان مرتكبه على قناعة به مُغيَّبًا أو مُضلَّلًا، فلا يفكر في الرجوع عنه أو التوبة منه، بل إنه قد يتبناه ويدعو إليه بقوة وحماس، فيَضِل ويُضِل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا" (صحيح البخاري)، مع ما قد يترتب على هذا الانحراف الفكري من سفك الدماء أو تدمير الأوطان وترويع الآمنين، حيث يقول الحق سبحانه : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ " (البقرة : 204،205).

وأشار إلى أن هناك صنف آخر يجادل بغير علم ولا دراية، عصبية عمياء للرأي أو الجماعة المتطرفة أو المتشددة أو الغالية التي ينتمي إليها ويتبنى فكرها، حيث يقول الحق سبحانه : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ" (الحج : 3)، ويقول سبحانه : "الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " (غافر : 35).

وتابع: ويرجع الخطأ في الفهم والتفسير والتأويل إلى أسباب عديدة، منها : اجتزاء النصوص وإخراجها من سياقها وتأويلها تأويلًا فاسدًا لا يحتمله النص، مع عدم التفرقة بين الأصول والفروع، والثوابت والمتغيرات، وعدم الإلمام بفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وفقه الترجيح والموازنات، أو معرفة طرق الجمع بين الأدلة، ومتى يمكن الجمع بينها  ومتى يتقدم الترجيح على الجمع.

كما تابع: هذا إذا أحسنَّا الظن بهؤلاء المنحرفين فكريًّا، ناهيك عن من يقومون بذلك عن قصد ودراية خدمة لجماعات متطرفة أو قوى معادية لديننا وأوطاننا تعمل على تجنيد عناصرها من العملاء الذين يعيثون - وعن قصد - في أوطانهم بل في الأرض فسادًا. 

ويتطلب ذلك أن نعمل معا : علماء ومثقفين وإعلاميين وكتاب ومفكرين تلتفنيد ضلالات وأباطيل الجماعات الإرهابية المتطرفة وغيرها من المنحرفين والمتشددين والمُضَلَّلين على حد سواء.