الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النابغة والفقيه سامي مهران.. الحياة النيابية تودع أحد أعمدة البرلمان المصري

المستشار سامي مهران
المستشار سامي مهران

قامة قانونية رفيعة حفرت اسمها في تاريخ الحياة النيابية على مدار 40 عاما، بعدما تولى العديد من المناصب هي الأبرز داخل أروقة البرلمان، عاصر خلالها التيارات السياسية بمختلف توجهاتها تحت القبة، لتتراكم لديه مجموعة من الخبرات التي جعلته أحد أعمدة البرلمان المصري، إنه المستشار سامي مهران، الذي غيبه الموت، أمس الإثنين، عن عمر ناهز 70 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

تاريخ طويل قضاه المستشار سامي مهران بين أروقة البرلمان المصري،  فقد عاصر العديد من قادة ورؤساء مجلس الشعب، في الدورات التشريعية المتعاقبة، بداية من المستشار صوفي أبو طالب، مرورا بـ أحمد فتحي سرور، وانتهاء ببرلمان 2012 الذي جاء في أعقاب ثورة 25 يناير، والذي لم يتخط عمره في الحياة النيابية سوى 5 أشهر فقط.

 المستشار سامي مهران 

ليكون بذلك قد أمضى "مهران" قرابة ربع قرنٍ من الزمان، كأمين عام لمجلس الشعب "مجلس النواب حاليا"، بعد أداء قوي وخبرة قانونية وإدارية جعلته أهلا لهذا المنصب الذي يحظى بخصوصية داخل البرلمان المصري، والذي تفرض مقتضياته على صاحبه الحيادية التامة والوقوف على مسافة واحدة من جميع أطراف العمل السياسي، وهو الأمر الذي تمتع به الراحل.

وقد جاء منصبه الذي استمر لربع قرن كأمين عام لمجلس الشعب، امتدادًا لمنصب آخر يمثل ثقلا كبيرا ويعكس الخبرات القانونية التي انفرد بها سامي مهران، وأهلته ليتولى على مدار  40 عاما منصب المستشار القانوني لرؤساء المجالس النيابية، واحتفظت له خبرته الطويلة بهذا المنصب مع تغير رؤساء مجلس الشعب

وعاصر المستشار سامي مهران، خلال منصبه كمستشار لرؤساء مجالس الشعب، كلا من حافظ بدوى، الذى تولى منصبه أوائل حكم الرئيس الراحل أنور السادات، مروراً بالمهندس سيد مرعى «1974 - 1978»، ود. صوفى أبوطالب «1978 - 1983»، ود. كامل ليلة «1982 - 1984» والدكتور فتحى سرور «1990 - 2011.

المستشار سامي مهران 

كما تولى مناصب أخرى خارج المجالس النيابية، أبرزها رئيس جهاز الكسب غير المشروع، ووكيل وزارة الشئون الاجتماعية.

وقد خيم طابع الحزن على الوسط النيابي، بعد خبر وفاة "مهران"، حيث حرص البرلمان بغرفتيه على نعيه، لما قدمه للحياة النيابية من جهود كبيرة مهدت الطريق لصدور كم كبير من التشريعات ورقابة صارمة على الحكومة.

وقد حرص كلا من المستشار أحمد سعد الدين، والنائب محمد أبو العينين، وكيلا مجلس النواب، والمستشار أحمد مناع، أمين عام المجلس، على نعي المستشار سامي مهران، داعين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح ‏جناته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وبكلمات مؤثرة، ودع مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، والذي عاصره في أكثر من حقبة برلمانية، المستشار سامي مهران، مستدعيا دوره التاريخس داخل المجالس النيابية، واصفا إياه بأحد أعمدة البرلمان المصري.

يقول "بكري": "لقد كان الراحل الكريم واحدا من أعمدة البرلمان المصري على مدى عدة دورات برلمانية، كان يعمل صباحا مساء، لا يكل ولا يمل، وكان فقيها في عمل البرلمان وشؤونه المختلفة، وكان ملجأ للنواب في مشاكلهم وأزماتهم".