الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبيرة في الشأن الأفريقي: النيجر تحظى بأهمية عند الدول الكبرى أكثر من الجابون

الدكتورة نجلاء مرعي
الدكتورة نجلاء مرعي خبيرة الشئون الأفريقية

بعد اندلاع الأزمة في الجابون، يوم الأربعاء الماضي بعد حوالي شهر واحد من أحداث النيجر، بدأ العديد من المراقبين في المقارنة بين البلدين، ورصد أوجه التشابه والاختلاف فيما شهدته الدولتين من أحداث متسارعة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة إن الوضعين في النيجر والجابون "مختلفان للغاية".

وفي هذا السياق قالت الدكتورة نجلاء مرعي خبيرة الشئون الأفريقية، إن ردود الأفعال الدولية على الأحداث في النيجر مختلف عن الجابون نظرا لاختلاف وضع كل دولة منهما.

وأضافت "مرعي" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن النيجر تحظى بأهمية لدى الدول الكبرى لعدة عوامل أبرزها الثروات التي تتمتع بها مثل اليورانيوم وغيره، إلى جانب موقعها الاستراتيجي ودورها المحوري في محاربة الجماعات المتطرفة في دول الساحل والصحراء، وتعتبر واشنطن أن نيامي خط الدفاع الأخير ضد هذه الجماعات.

وأوضحت أن الغرب ممثل في الولايات المتحدة وفرنسا يتخوف من توغل قوات فاجنر الروسية الشبه عسكرية في النيجر، إلى جانب خشية ارتفاع موجات النزوح واللجوء من البلد الواقع في غرب أفريقيا إلى جانب تزايد معدلات الجريمة.

وأضافت أن موقع النيجر قريب من تواجد تنظيمات القاعدة وبوكو حرام وداعش الإرهابية، في منطقة غرب أفريقيا، وتسعى الولايات المتحدة إلى ترسيخ وجودها بهذه المنطقة في إطار استراتيجيها لمكافحة الإرهاب بالقارة السمراء.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ترسل المساعدات المالية إلى النيجر، إلى جانب وجود قاعدتين عسكريتين لها يضمان نحو 1100 جندي، وطورت القاعدتين مؤخرا بنحو 30 مليون دولار.

وفيما يتعلق بفرنسا، فإن النيجر تعد الملاذ الأخير لنفوذ البلد الأوروبي في أفريقيا، خاصة وأن الرئيس بازوم هو آخر حلفاء فرنسا إلى جانب اعتمادها على صادرات اليورانيوم الذي يستخدم في تشغيل محطات الكهرباء، بالإضافة إلى قدرة الجيش الفرنسي على مراقبة الحدود الليبية والحد من الهجرة الغير شرعية.

ويلاحظ توقف تصدير اليورانيوم إلى فرنسا، وإلغاء المعاهدات الأمينة والعسكرية مع النيجر، وهو ما يمثل ضربة للنفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا بعد الانكسارات التي عانت منها طوال الأعوام القليلة الماضية وما شهدته مالي وبوركينا فاسو وتشاد.

وأوضحت أن الولايات المتحدة تخشى اللجوء للخيار العسكري في النيجر، لأن ذلك يدفع بالبلد الأفريقي في أحضان روسيا.

ونوهت الخبيرة في الشئون الأفريقية إلى أن تحرك الجيشين في النيجر والجابون، ليس بالأمر المفاجئ وإنما هو انعكاس للتنافس بين روسيا والدول الغربية في منطقة الساحل والصحراء خاصة وأنها كانت منطقة نفوذ فرنسي.

ولفتت إلى أن قواعد اللعبة ستتغير في منطقة الساحل والصحراء، بعد انحسار النفوذ الفرنسي.

وفيما يتعلق بالتشابه بين البلدين، أشارت “مرعي” إلى أن أول هذه التشابهات هو الضعف الاقتصادي للجابون والنيجر، إلى جانب البيئة الأمنية المضطربة ولجوء بعض الحكام إلى تمديد فترات الحكم مخالفة للدستور.

ولفتت إلى أن الجابون على الرغم أنها إحدى الدول الكبرى في انتاج النفط بأفريقيا وأحد أعضاء منظمة "أوبك" ولديها احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي إلا أن ثلث سكانها يقع تحت خط الفقر.