الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثريدز يخسر نصف مستخدميه بعد أسبوعين من انطلاقه ولن يكون تويتر لهذه الأسباب

ثريدز 
ثريدز 

 

حقق تطبيق "ثريدز" Threads نجاحًا هائلاً عندما يتعلق الأمر بعدد المستخدمين الجدد إذ استطاع خلال خمسة أيام فقط من بداية تشغيله أن يجذب أكثر من 100 مستخدم، ولكن يبدو أن بريقه بدأ يخفت سريعا ولم يتمكن من مواصلة نجاحه.

وجدت دراسة من موقع تتبع البيانات LikeWeb أن عدد المستخدمين النشطين يوميًا على “ثريدز” انخفض من 49 مليونًا إلى 23.6 مليونًا بعد الأسبوع الأول من انطلاقه رسميا، مما يعني أن الأشخاص الذين اندفعوا للاشتراك لأسباب مختلفة، غالبا للتجربة وحب الفضول ليس أكثر، و لكنهم لا يستخدمون التطبيق فعليا، فقط سجلوا حسابات.

ثريدز  

هذه النتائج لا تقلق المدير التنفيذي لـ "ميتا" مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي بل أعرب مؤخرا عن تفاؤله الشديد بنجاح تجربة ثريدز  قائلا "كان النمو المبكر بهذا الشكل بعيدًا عن كل مخططاتنا، ولكن الأهم من ذلك أن عشرات الملايين من الأشخاص يستخدمون ثريدز يوميا".

وأضاف زوكربيرج  أنه خلال الفترة القادمة وحتى نهاية هذا العام سيكون التركيز الأول على تحسين تجربة المستخدم مع إضافة خدمات على النظام الأساسي ليكون أفضل مع استخدام نفس المنهجية المستخدمة مع التطبيقات السابقة للشركة، فيسبوك وواتس آب وانستجرام، وأن الهدف في هذه المرحلة ليسن النمو في عدد المستخدمين بقدر الحفاظ على الموجودين بالفعل.

وفقا لتقرير businessinsider التطبيق الجديد لن يكون أبدا البديل القوي لتويتر أو X بعد تغيير الاسم، وعلى الرغم من التشابه الظاهري بين التطبيقين إلا أن هناك اختلافات ترجح كفة تويتر، وميزات لا نجدها في ثريدز حيث تقتصر تجربة البحث على العثور على حسابات الأشخاص، مع عدم القدرة على استخدام أداة بحث خاصة بالمنشورات فقط أو بحسب الموضوع. 

كما أنه لا توجد صفحة للترند أو الاتجاه العام، مما يجعل من المستحيل رؤية القضايا التي تهيمن على الساحة داخل الموقع، الإخطارات أيضًا مشوشة جدا ، ولا توجد رسائل مباشرة للأشخاص، وهي كلها نقاط ضعف أساسية جدا، وحتى مع تلافي هذه النقاط في التحديثات القادمة للموقع، لن يكون بنفس نجاح وتألق تويتر أبدا، لأاسباب تتلق بمنهجية وسياسة الموقع.

ثريدز  

نقطة ضعف رئيسية أخرى لم ينتبه إليها الكثيرين هو نوعية الجمهور المستهدف من قبل القائمين على "ثريدز" في إحدى منشورات آدم موسيري الرئيس التنفيذي للموقع كتب على ثريدز إن هدف الشركة "ليس استبدال تويتر" ولكن “إنشاء ساحة عامة للمجتمعات الموجودة على انستجرام التي لم تتبنى موقع تويتر ولم يعجبها وللمجتمعات على تويتر والمنصات الأخرى المهتمة بالتواجد على مجتمع أكثر ”رواقة" بالفظ الدارج وأقل غضبا، وبعيد عن شوشرة السياسة.

 بعبارات أخرى أكثر وضوحا، لا تستهدف "ميتا" قاعدة مستخدمي تويتر بأكملها ، بل جزء منها فقط، على وجه الخصوص أولئك المهتمين بموضوعات "الرياضة ، والموسيقى ، والأزياء ، والجمال، والترفيه"، والذين يريدون الحصول على "منصة حيوية دون الحاجة إلى الدخول في السياسة أو الأخبار الجادة"، بعكس تويتر الذي كان منصة وساحة رئيسية للسياسيين والشخصيات العامة والصحفيين وقادة الرأي والفكر.

الرسالة من Meta هي ببساطة، المحتويات الإخبارية لم تعد مربحة كما كانت من قبل، أو أنها لا تستحق المقايضات، و في نهاية المطاف، يرغب المعلنون في الابتعاد عن الجدل والسياسة والمواضيع الساخنة ، خاصة في الوقت الذي يمكن أن يصبح فيه أي شيء تقريبًا يتحول لقضية حرب ثقافية. وبعد فشل الميتافيرس ، تبحث شركة Meta عن بقرتها النقدية التالية، ولن تغامر بجعل ثريدز منصة سياسية مشتعلة بالخلافات وهي أهم ميزة تميز بها تطبيق تويتر.

ثريدز  

تطبيق "ثريدز" رغم التشابه الكبير في الشكل مع تويتر إلا أنه يفتقد نفس حالة الزخم والجدل ونفس روح التطبيق الأصلي، سحر تويتر كان في أجوائه وارتفاع سقف الحرية به مع وجود عدد كبير من الأشخاص المؤثرين على المنصة ، مع وجود كبير جدا من المستخدمين المنتظمين يشاركون كل ما يخطر ببالهم ، ويتحدثون عن الموضوعات التي كانوا متحمسين لها ويدخلون في مناقشات ومجادلات نارية مع بعضهم البعض.

 أعطت منصة تويتر الأشخاص العاديين درجة من القوة الجماعية. إذا قال شخص ما أيا كان مركزه أو شهرته شيئًا خاطئًا أو فعل شيئًا معيب فيمكن للمستخدمين أن يتحدوا معًا ويجعلوا الشخص يتراجع عن موقفه أو رأيه، كان منصة للرأي، وهو ما لن يحققه ثريدز بسبب سياسته البعيدة عن الجدل.

معظم المعلنين هربوا من تويتر ردًا على قرارت وسياسة إيلون ماسك المالك الجديد للتطبيق، وبالتالي هي فرصة ذهبية لشركة Meta لتتعلم من أخطاء ماسك وتحاول إنشاء نسخة مناسبة من تويتر، تستطيع تسويقها للمعلنين، وتهدف ميتا إلى البناء على نجاح Instagram ، الذي كان مزدهرًا وسط تراجع فيسبوك الفترة الماضية. 

الطبيعة المرئية لـ Instagram والإشراف الصارم على المحتوى تجعله منصة رائعة لجذب المعلنين والمفضلة لديهم ، والآن ستوفر ثريدز لنفس العلامات التجارية وصناع المحتوى مساحة إضافية للترويج لمنتجاتهم في بيئة خالية من الجدل السياسي. يتضح هذا بالفعل في كيفية إعطاء ثريدز الأولوية للمستخدمين من المؤثرين والمشاهير الذين حصلوا على وصول مبكر إلى التطبيق وتم الترويج لهم بلا هوادة من خلال الخوارزمية الخاصة به.