الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أثارت غضب بكين.. اليابان تشدد على ضوابط تصدير معدات تصنيع أشباه الموصلات للصين

صدى البلد

بدأت الحكومة اليابانية في تشديد ضوابط التصدير على معدات تصنيع أشباه الموصلات اليوم الأحد. حيث ستواجه الشحنات إلى الصين لوائح أكثر صرامة.

وشددت اليابان على ضوابط التصدير على معدات تصنيع الرقائق للحد من انتشار التكنولوجيا الحساسة إلى الصين وغيرها من الدول. 

وأضافت اليابان 23 صنفًا من معدات تصنيع الرقائق إلى قائمة التصدير المحكم، والتي تتطلب ترخيصًا مسبقًا من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة. وتشمل المعدات المستهدفة أجهزة التنظيف والترسيب والحفر بالضوء والنقش، والتي تستخدم في تشكيل أنماط الدوائر واختبار الرقائق.

وأعلنت اليابان أيضا عن قيود جديدة على تصدير معدات تصنيع أشباه الموصلات، وهي تكنولوجيا حيوية للصناعات الإلكترونية والرقمية. واستهدفت القيود منع استخدام هذه المعدات لأغراض عسكرية أو انتهاك حقوق الإنسان، وتتطلب من الشركات اليابانية الحصول على ترخيص من الحكومة قبل التصدير.

ومن جانبها الصين استنكرت القيود واعتبرتها تدخلاً في شؤونها الداخلية ومحاولة لكبح نموها التكنولوجي، وحثت اليابان على توخي الحكمة وعدم خلق عوامل تعقيد جديدة للعلاقات الثنائية.

أشباه الموصلات 

أشباه الموصلات هي مواد تستخدم لإنتاج الشرائح والدوائر المتكاملة، التي تشكل قلب الأجهزة الإلكترونية والرقمية مثل الحواسيب والهواتف والسيارات والأسلحة.

وتعتبر صناعة أشباه الموصلات صناعة استراتيجية ذات قيمة عالية ومنافسة شديدة، وتتطلب استثمارات ضخمة ومستمرة في البحث والتطوير والإنتاج.

ومن حيث معدلات الإنتاج، تعتبر الولايات المتحدة هي القائدة العالمية في صناعة أشباه الموصلات، وتضم شركات رائدة مثل إنتل وآي إم دي،  وأبلايد ماتيريلز. كما تضم دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وتايوان واليابان شركات متخصصة في هذه الصناعة مثل سامسونج وإس كي، هاينكس وإم إس سي وأس إس إم جابان.

وتعد الصين أكبر سوق لأشباه الموصلات في العالم، حيث تستورد نحو 60% من إجمالي الإنتاج العالمي، بقيمة 300 مليار دولار سنوياً. كما تسعى الصين لزيادة إنتاجها المحلي من أشباه الموصلات، بهدف تحقيق الاستقلال التكنولوجي والأمن القومي، وتواجه عقبات في الحصول على المعدات والتكنولوجيا اللازمة من الدول الغربية.

وما كان من الولايات المتحدة وحلفائها إلا أن قاموا بفرض قيود على تصدير معدات تصنيع أشباه الموصلات للصين، خاصة لشركة هواوي، التي تعتبر زعيمة في مجال الاتصالات الخلوية من الجيل الخامس. وقد أثرت هذه القيود على قدرة الشركة الصينية على تطوير وإنتاج شرائحها الخاصة.

تأثيرات

قرار اليابان بشأن ضوابط تصدير معدات تصنيع أشباه الموصلات يعكس موقفها المتحالف مع الولايات المتحدة في مواجهة الصين، ويظهر قلقها من التهديدات الأمنية والتنافسية التي تمثلها الصين في المنطقة.

وقد يؤثر قرار اليابان سلباً على علاقاتها التجارية مع الصين، التي تعتبر أكبر شريك تجاري لها، وقد يؤدي إلى ردود فعل انتقامية من جانب بكين، مثل فرض رسوم جمركية أو حظر استيراد بعض المنتجات اليابانية.

كما قد يزيد قرار اليابان من حافز الصين لتطوير صناعة أشباه الموصلات المحلية، والبحث عن مصادر بديلة للمعدات والتكنولوجيا من دول أخرى، مثل روسيا أو أوروبا أو إسرائيل. بالإضافة إلي تغير في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات، وإلى تشكيل تحالفات جديدة بين الدول والشركات في هذا المجال، وإلى زيادة التنافس والتوتر في سباق التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين.