الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأم القاتلة.. الخلع دفعها للتخلص من أطفالها بطريقة بشعة.. هل الاكتئاب السبب؟

حوادث
حوادث

شهدت محافظة سوهاج بصعيد مصر جريمة قتل مأسوية كان الفاعل فيها الأم، التي بحث عن طريقة للحصول على حريتها والانفصال عن زوجها، ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل، فقررت التخلص من أبنائها الثلاثة في واقعة غريبة وغير مألوفة على المجتمع المصري، الذي يتميز بالترابط والتماسك الأسري مهما كانت التحديات والخلافات.

جريمة سوهاج جرس إنذار

التفاصيل كشفت عن مساع زوجة في مُقتبل العُمر للانفصال عن زوجها بعد أن اختلفت الطباع وأصبح لزاماً على المسارات أن تفترق، حيث لجأت لساحات القضاء عسى أن تضع حدًا لتلك الحياة البائسة، مطالبةً بالخُلع من زوجها أمام محكمة الأسرة بسوهاج بعد رفض الزوج تطليقها وتهديدها بالحصول على حضانة الأطفال.

توترت علاقة الزوجين حتى أعمى الانتقام قلب الأم الهوجاء التي غلت الدماء في عروقها، وأصبح الغضب هو سلطان أفعالها، فأقدمت بدون وعي على إزهاق حياة أطفالها الثلاثة، بوضع أقراص حفظ الغلال السامة لهم داخل السندوتشات انتقاما من والد أبنائها لإصراره على أخذهم في حضانته.

ووسط صرخات وتوسلات الأطفال لم يتحرك معها قلب الأم القاسي، حتى فارق الأطفال الحياة في جريمة قتل أضحت حديث الأهالي بمحافظة سوهاج.

وحاولت السيدة إبعاد الشبهة عنها بادعاء أن أطفالها أصيبوا بحالة الإعياء عقب تناولهم سندوتشات ومشروبات من أحد المطاعم، ولكن التحريات كشفت الحقيقة، حيث ألقت مباحث سوهاج القبض على المتهمة، والتي اعترفت بارتكاب الواقعة، وأمرت النيابة العامة بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وقالت المتهمة إنها على خلافات دائمة مع زوجها وأقامت ضده  دعوى "خلع" في محكمة الأسرة، فيما أصر هو على أخذ الأطفال منها ليصبحوا تحت وصايته، لذا قررت التخلص منهم انتقاما من زوجها، فاصطحبتهم للتنزه بدائرة القسم، واشترت لهم سندوتشات وعصائر ووضعت فيها "أقراص حفظ الغلال"، مما تسبب في إصابة الأطفال الثلاثة بالتسمم ووفاتهم.

وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور قسم شرطة ثانٍ سوهاج، يفيد بورود إشارة من مستشفى سوهاج الجامعي، مفادها وصول “ا. ح- 6”، سنوات، وشقيقيها “ر. ح”، 8 سنوات، و"ب. ح"، 10 سنوات، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة؛ نتيجة إصابتهم بهبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية.

وبالانتقال والفحص وبسؤال والدة الأطفال الثلاثة المدعوة الثلاثينية "ف. ا"، قررت إصابة أطفالها بتسمم غذائي عقب تناولهم وجبة طعام بأحد المطاعم الشهيرة إلا أن التحريات أثبتت شراء الأم أقراصا لحفظ الغلال من أحد الأطباء البيطريين، وأعطتها لأطفالها الثلاثة.

وبمواجهة الأم بما أسفرت عنه التحريات أقرت بارتكابها الواقعة؛ لخلعها زوجها والد الأطفال وخوفها من احتضانهم وأخذهم منها رغمًا عنها، فقررت التخلص منهم، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي أمرت بما تقدم.

أم تقتل طفلها وتأكل جثته

وفي واقعة أخرى حبس خلالها الراي العام أنفاسه على مدار أيام، أقدمت ربة منزل على إنهاء حياة طفلها البالغ من العمر خمس سنوات، وعقب ذلك أخذت تأكل أجزاء منه بعد طهيها في منزلها الكائن في قرية أبو شلبي التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة فاقوس في محافظة الشرقية.

السيدة البالغة من العمر نحو ثلاثين ربيعًا أقدمت على قتل طفلها وتقطيع جثته وطبخ أجزاء منها، وبالتحديد رأس الصغير، قبل أن يتبين ما جرى ويتم ضبط السيدة والتحفظ ومحاكمتها.

البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، إخطارًا يفيد بورود بلاغ بضبط سيدة تبلغ من العمر نحو ثلاثين عامًا، ربة منزل؛ متهمة بقتل طفلها البالغ من العمر خمس سنوات.

وتبين من التحريات فيما بعد أن السيدة منفصلة عن زوجها منذ نحو ثلاث سنوات، وتعيش رفقة ابنها في منزل بقرية أبو شلبي التابعة لمركز شرطة فاقوس، وأنها قد أقدمت على قتل طفلها البالغ من العمر خمس سنوات، وبعدما أنهت حياته أخذت في تقطيع جثته وطبخت جزءًا منها في إناء، وبالتحديد رأس الصغير.

وفي واقعة هزت مدينة الغردقة، تم القبض على سيدة بعد ادعائها وفاة طفلتيها التوأم الرضيعتين بسبب تسرب الغاز، فيما أثار عدم قدرتها على تقديم شهادات ميلاد للتوأم منذ ولادتهما بسبب زواجها عرفيًا اهتمام رجال المباحث.

وعلى الرغم من محاولة الأم تبرير وفاة التوأم بسبب تسرب الغاز، إلا أن التحقيقات أظهرت شيئًا مروعًا، حيث تبين من الفحص الطبي أن الجثتين تحملان آثارا واضحة للخنق في منطقة الرقبة، مما يشير إلى احتمال وجود جريمة قتل.

وبعد استجوابها من قبل الأجهزة الأمنية، اعترفت الأم بتفاصيل مروعة، وأكدت أنها تزوجت عرفيًا منذ خمس سنوات من شاب، وبعد عام واحد من زواجهما عرفيًا، رزقت بتوأم رائع هما الطفلتان الرضيعتان المغدورتان.

من جهته قال وليد هندي الاستشاري النفسي، إن المرض النفسي قد يدفع صاحبه للقتل في حالات معينه كالاكتئاب الوجداني، فهو يعد من أنواع الاكتئاب الشديدة والمسيطرة مع أفكار تشكيكية، وقد يدفع حالة الأم إلى قتل أولادها ثم التخلص من حياتها مباشرة.

الاكتئاب المتهم بالجرائم

وأضاف هندي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك مرض الانفصام مع شعور الاكتئاب مع وجود هلاوس سمعية تعطي أوامر للشخص بالقتل، أو من يصاب بنوبة صرع غير مسيطر عليها في فترة ما بعد النوبة تدفع صاحبها إلى قتل من يتواجد أمامه دون تعمد، مشددا على ضرورة الانتباه جيداً لأي أعراض طارئة غير معتادة تظهر على الأم مثل أي تغير في السلوك أو تغير في النوم أو  في التعامل.

من جانبه قال ميشيل حليم المحامي والخبير القانوني، إن جريمة القتل العمد يتحقق فيها أمران، أحدهما قصد الشخص بالقتل، فلو كان غير قاصد لقتله، فإنه لا يسمى عمدًا؛ وثانيهما، أن تكون الوسيلة في القتل مما يقتل غالبًا، فلو أنه ضربه بعصا صغيرة، أو بحصاة صغيرة في غير مقتل فمات من ذلك الضرب فإنه لا يسمى ذلك القتل قتل عمد، لأن تلك الوسيلة لا تقتل في الغالب.

وأضاف حليم، أن العقوبة القانونية للمتهمة حسب الفقرة الثانية من المادة (2344) من قانون العقوبات تنص على أنه "يحكم على فاعل هذه الجناية (أي جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى".

وأشار إلى أن القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات تقضى بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد في حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطًا لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات).

وخرج المشرع على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد في حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلًا هذا الاقتران ظرفًا مشددًا لعقوبة القتل العمدي.

وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة في شخصية المجرم، الذي يرتكب جريمة القتل وهي بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه في نفس الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.