قطار الإضراب يصل مطارات إيطاليا.. نقابات النقل الجوي تفسد موسم السفر إلى روما

يبدو أن بركان الإضرابات العمالية الذي انفجر داخل صناعة النقل الجوي العالمي، في قلب قارة أوروبا، في أعقاب جائحة كورونا الوبائية لن يهدأ؛ فأمس ضرب مطارات إنجلترا وفرنسا واليوم مطارات إيطاليا، ليتسبب في إلغاء نحو أكثر من ألف رحلة طيران أضرت بحوالي ربع مليون مسافر (250 ألف) ظلوا عالقين هناك.

إلغاء رحلات الطيران عرض مستمر في أوروبا

الإضراب الذي خطط له عمال المراقبة الجوية في إيطاليا وعمال المناولة الأرضية، وعمال نقابات النقل الجوي هناك، نتيجة لخلافات حول عقود الموظفين مع الشركات، ضرب ذروة موسم السفر إلى روما، تحديدًا بعدما ألغيت حوالي 200 رحلة جوية إلى مطار روما و150 رحلة أخرى من مطاري ميلانو مالبينسا وعدد من الرحلات الأخرى الملغاة أيضا في مطاري تورينو وباليرمو.

وسائل الإعلام الإيطالية، ذكرت أن العديد من رحلات الطيران قد تأثرت بشدة بعد سلسلة الإضرابات، ودعت شركات الطيران الركاب إلى التحقق من حالة رحلاتهم قبل موعدها، مع توقع الإلغاء والتأخير المحتمل.

‎مشيرة إلى أن الموظفين الأرضيين الذين يتولون إجراءات تسجيل الوصول في المطارات الإيطالية، خططوا للإضراب لحوالي 8 ساعات، أمس السبت، بالإضافة إلى ذلك، خطط الطيارون العاملون في طيران مالطا، الذين يتولون رحلات رايان إير في إيطاليا ، للإضراب من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة 4 مساءً من نفس ذات اليوم.

‎وقالت Ryanair (رايان إير)، إن الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا ستكون محدودة أو ملغاة بسبب الاضرابات العمالية كما أعلنت، فيما أعلنت شركة ITA Airways، عن إلغاء 133 رحله أيضا للشركة.

خبير الطيران والملاحة الجوية الكابتن عمرو صبحي، الباحث في العلاقات الصناعية من جامعة تورين بإيطاليا، يرى أنه ‎من المحتمل أن يكون هناك تأثير تراكمي كبير على الصعيد الوطني ما لم يتم تجنبه، مشيرا إلى أنه متوقع أن يؤدي الإضراب إلى مزيد من الاضطراب بشكل كبير إذا تم المضي قدمًا هو الإضراب الذي نظرت فيه الوكالة الأوروبية Eurocontrol ، التي تنسق خدمات مراقبة الحركة الجوية في جميع أنحاء أوروبا لضمان قدرة الطائرات على التحليق من المجال الجوي لدولة إلى أخرى دون مشاكل. 

‎وقال “خبير الطيران عمرو صبحي”، في حديثه مع “صدى البلد”، إن احتمال حدوث المزيد من الإلغاءات والتعطيل هذا الصيف لا يزال مرتفعا، ولكن لا يجب السماح بتكرار إخفاقات بعض شركات الطيران والمطارات في العام الماضي مرة أخرى، لذلك يجب على منظم الطيران مراقبة هذا الوضع من كثب وأن يكون مستعدًا لاتخاذ إجراء في حالة فشل شركات الطيران في تحمل مسؤولياتها القانونية تجاه الركاب .

كيف يضمن المسافر حقوقه؟

‎وتوقع أن يشهد النقل  الجوي في أوروبا صيفًا آخر من الاضطراب، وهذه المرة من إضراب مراقبي الحركة الجوية (ATCs)، مشيرا إلى أن مراكز ATCs الإيطالية هي الوحيدة التي أكدت تواريخ إضرابها الصناعي، وسط وجود انسحاب محتمل يلوح في الأفق في Eurocontrol - هيئة إدارة الحركة الجوية الأوروبية - والتي يمكن أن تؤثر على رحلة واحدة من كل ثلاث رحلات، لذا يجب على كل من يخطط للسفر إلى أوروبا في الأشهر المقبلة، يحتاج إلى إدراك بعض الأمور، خاصة ‎أن إضرابات مراقبة الحركة الجوية تعتبر "ظرفًا استثنائيًا" ، مما يعني أن المسافر لن تستحق أي تعويض من شركة الطيران. ومع ذلك ، لا يزال لدى شركات الطيران التزامات قانونية معينة وعليها واجب العناية إذا كنت مسافرًا بالفعل.

وأوضح “عمرو صبحي”، قائلا، "إذا كنت على وشك السفر ، فتأكد من أن شركة الطيران لديها تفاصيل الاتصال الصحيحة لك حتى يتمكنوا من الاتصال إذا كان هناك تأخير أو إلغاء. يجدر تنزيل تطبيق شركة الطيران الخاص بك، والذي سيحتوي غالبًا على معلومات غير متوفرة في أي مكان آخر.

‎وإذا تم إلغاء رحلتك، يتعين على شركة الطيران إما أن تقدم لك استردادًا كاملاً للرحلة ، وكذلك عن أي رحلات عودة متأثرة على نفس الحجز ، ليتم تعويضها في غضون سبعة أيام، أو تقدم لك رحلة بديلة ، بما في ذلك مع شركة طيران منافسة في بعض الحالات.

‎وأضاف:" يجب على شركة الطيران الناقله أيضا أن توفر لك قدرًا معقولًا من الطعام والشراب ،ووسائل التواصل، والإقامة إذا لم تكن رحلتك حتى اليوم التالي  والتنقلات من وإلى مكان الإقامة إذا كان هذا هو الحال.

‎أشار إلى أنه في بعض الحالات ، يتم تزويد المسافر بقسائم لهذه العناصر ولكن غالبًا ما يُتوقع منك المطالبة باسترداد النفقات المعقولة من شركة الطيران بعد ذلك، لذلك يجب عليه الاحتفاظ بالإيصالات، أو بوليصة تأمين السفر أن يجب حصولك على شئ كتابي من شركة الطيران لتأكيد سبب التأخير أو الإلغاء لضمان حقوقك.

على الناحية الأخرى، أشار إلى أن القانون الإيطالي يطالب العمال بالحفاظ على حد أدنى من الخدمة أثناء الإضرابات العمالية في قطاعات النقل والبنية التحتية الهامة، مشيرا إلى أن الاحتجاجات ممكنة من خلال إضراب العمال، ولكن تنص اتفاقيات والقوانين الدوليه الخاصة ببنود الإضرابات العمالية على عدم استخدام الاضرابات في وقف خدمات الانسانية وفيما يتعلق بالسلامة الجوية وتأخير مطالب العملاء في الوصول إلى وجهتم والتسبب في خسائر قد تكون كارثية.

‎