الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: كفار قريش زعموا أنهم على دين إبراهيم

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن تعالى قد بعث نَبِيَّهُ  -صلى الله عليه وسلم-  بَدين الْإِسْلَام، الحنفي  الَّذِي لَا اعْوِجَاجَ فِيهِ وَلَا انْحِرَافَ .

بريئا من الشرك وأهله 

واستشهد " غزاوي" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما قال الله عز وجل : ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾، منوهًا بأن إبراهيم عليه السلام هو النَّبِيُّ الَّذِي يُعَظِّمُهُ أهْلُ الشَّرائِعِ والدِّياناتِ، و قد زعمت كُفّارُ قُرَيْشٍ أنَّهم عَلى دِينِهِ، ونسبت إليه ضلالاتهم كذبا وزورا فَرَدَّ الله تَعالى عَلَيْهِمْ بِقَوْلِه :﴿وما كانَ مِنَ المُشْرِكِينَ﴾.

وأكد أن إبراهيم  فكان عليه السلام بريئًا من الشرك وأهله، و مَعْنى كَوْنِ الإسْلامِ مِلَّةَ إبْراهِيمَ: أنَّهُ جاءَ بِالأُصُولِ الَّتِي هي شَرِيعَةُ إبْراهِيمَ وهي: إثبات التَّوْحِيد واتباع ما تقتضيه الفِطْرَة، كما نَزَّه الله تَعَالَى الخليلَ عليه السلام مِنْ الدَعَاوى الْكَاذِبَةِ ورد على من حاج فيه وجادل بالباطل فقال تَعالى: ﴿مَا كَانَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ یَهُودِیࣰّا وَلَا نَصۡرَانِیࣰّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِیفࣰا مُّسۡلِمࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ﴾.

وأضاف أن في هذا ثناء على أبي الأنبياء وإمام الحنفاء إبْراهِيم عليه السلام إذ وصفه ربه بالتوحيد الخالص، والاستسلام لله عز وجل وأنه لم يكن معتنقا ديناً من الأديان غير الإسلام، فطرة ومنهجاً، بل هو عليه السلام الذي أشاع التَّوْحِيدِ، وبنى الكَعْبَة، ودعا الناس إلى الحج، وأعْلَنَ تَمامَ العبودية لِلَّهِ تَعالى، فأكرمه الله وزاده تَعْظِيمًا وجَلالَةً بِأنْ أمر نبيًّنا  -صلى الله عليه وسلم-   بِاتِّباعِ مِلَّته.

ودلل بما قال  الله تَعالى: ﴿ثُمَّ أوْحَيْنا إلَيْكَ أنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنِيفًا وما كانَ مِنَ المُشْرِكِينَ﴾ وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أَصبَحَ يقولُ: "أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ، وكَلِمةِ الإخلاصِ، ودِينِ نَبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى مِلَّةِ أبِينا إبراهيمَ، حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان مِنَ المُشرِكينَ".

كل مولود يولد على الفطرة

وأفاد بأن الله تَعَالَى فَطَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ، يَوْمَ أخْرَجَهم مِن ظَهْرِ آدَمَ كالذَّرِّ، وأشْهَدَهم عَلى أنْفُسِهِمْ أنَّهُ رَبُّهم وآمَنُوا بِهِ، فَمَن كَفَرَ فَقَدْ غَيَّرَ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها، فقال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

وبين أنه يَشْهَدُ لِهَذا قوله  -صلى الله عليه وسلم- : "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلى الفِطْرَةِ فَأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ أوْ يُنَصِّرانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ..."، وفي الحديث القدسي: "إنِّي خَلَقْتُ عِبادِيَ حُنَفاءَ فَجاءَتْهُمُ الشَّياطِينُ فاجْتالَتْهم عَنْ دِينِهِمْ وحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ ما أحْلَلْتُ لَهم"، ومما توعد الشيطان به بني آدم تغيير فطرتهم التي خلقوا عليها فقد حكاه سبحانه في قوله: ﴿وَلَآمُرَنَّهم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾.

وأوضح أن هناك صور متعددة لتغيير خلق الله إضافة إلى تغيير دين الله، منها: قطع آذان الدواب وتغيير الخلقة الظاهرة بالوَشْمِ والنمص والتفلج للحسن وما إليها من التغيير والتشويه الذي حرمه الإسلام ومن ذلك أيضا فعل بعض القبائح والرذائل كالتخنث وعمل قوم لوط والسِّحاقِ والدياثة ونَحْوِ ذَلِكَ.