الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهر حافل باللقاءات والزيارات.. أبرز نشاطات الرئيس الخارجية ودلالاتها على مكانة مصر

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهدت شهر يونيو الجاري نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث قام الرئيس بعدد من الزيارات الخارجية سواء داخل القارة الأم أو خارجها؛ بهدف توطيد العلاقات الثنائية المشتركة مع الأشقاء والشركاء الإقليميين والدوليين، إضافة لعرض رؤية مصر في الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما استقبل السيسي عددا من قادة الدول العربية والصديقة، وبعض رؤساء المؤسسات والهيئات الأممية والدولية، الذين زاروا مصر؛ لبحث الملفات المشتركة والقضايا العالقة إقليميا ودوليا بعيدا عن التعاون المشترك، إضافة لدور مصر المهم والقوي والمؤثر في حل أزمات المنطقة.

الرئيس عبد الفتاح السيسي

جولة أفريقية حافلة بالنشاط 

وبدأ الرئيس السيسي جولاته الخارجية هذا الشهر بجولة إفريقية شملت 3 بلدان، هي أنجولا وزامبيا وموزمبيق، حيث عكست الجولة التي صاحبها زخم كبير اهتمام مصر العميق بأفريقيا وحرصها على دعم أشقائها داخل القارة السمراء.

وجمع الرئيس السيسي على هامش الجولة التي امتدت لعدة أيام، لقاء مع رئيس موزمبيق، حيث أشار السيسي - خلال اللقاء إلى أن: "هناك 5 آلاف شركة بتشتغل ولديها قدرات وتستطيع تقديم خبراتها إلى دولة موزمبيق لنقل جزء من هذه التجربة في المجالات المختلفة إن كان هذا الأمر يناسبها".

وتابع: "مصر تقوم عبر شركة المقاولون العرب ببناء سد جوليوس نيريري في تنزانيا وهو سد ضخم جدا، ولدينا الخبرات لعمل أى شىء قد يكون فيه فائدة تعود بالنفع على موزمبيق، بحثنا مع الرئيس الموزمبيقى ما يمكن تقديمه من مساعدة في المنطقة التي تشهد شكلا من أشكال الإرهاب في المستوى الصحي، وهذا الأمر سنكون مهتمين بالتنسيق فيه مع وزارة الصحة في موزمبيق لنرى ما يمكننا ان نقدمه في هذا المجال".

كما شملت جولة السيسي الأفريقية زيارة للعاصمة الأنجولية لواندا، وهي الزيارة الأولى لرئيس مصري للبلد الأفريقي، حيث شهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع على مذكرتي تفاهم للتعاون في مجالي التعاون الأمني، والاستفادة من المياه الجوفية؛ وأعقب ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين.

وشارك الرئيس السيسي، خلال زيارته إلى زامبيا، وهي الأولى أيضاً من نوعها، في أعمال قمة الكوميسا وتسليم مصر رئاسة الكوميسا، والتقي كذلك بالرئيس الزامبي هاكيندي هيتشيليما، حيث اتفق الجانبان على أهمية مواصلة العمل لتنفيذ الأهداف التنموية في مختلف المجالات المنصوص عليها في أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذلك التركيز على تنفيذ المشروعات القارية التي تمثل أولوية للدول الأفريقية، فضلاً عن تعزيز الآليات الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وتكثيف الجهود في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية،  فضلاً عن تعظيم التعاون في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والاستزراع السمكي والصحة.

كما كان هناك لقاءات على هامش الكوميسا في العاصمة الزامبية لوساكا، حيث التقى الرئيس السيسي مع الرئيس "لازاروس تشاكويرا"، رئيس جمهورية مالاوي، كما التقى مع الرئيس ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا.

الرئيس عبدالفتاح السيسي مع محمد ولد الشيخ الغزواني

العلاقات المصرية الموريتانية

كان هناك لقاء للرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ، و ثمن الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الموريتانى محمد ولد الغزواني التطور المستمر في العلاقات المصرية الموريتانية وما شهدته الروابط التاريخية الممتدة بين البلدين الشقيقين من تقدم مضطرد خلال السنوات الأخيرة على الأصعدة كافة، خاصةً فيما يتعلق بالشق العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، كما تباحث الرئيسان حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة.

تم الاتفاق على عقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى وزيري الخارجية في شهر يوليو المقبل، ليتم التوقيع خلالها على عدد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات، بما يعزز أطر التعاون والشراكة المصرية الموريتانية ويحقق مصالح الشعبين، وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن آليات دفع العمل العربي والإفريقي المشترك مع مناقشة تطورات عدد من القضايا الإقليمية، خاص السودان وليبيا وسوريا وسد النهضة.

الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس وزراء العراق 

تعزيز العمل العربي المشترك

وكان قد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، 13 يونيو ، بقصر الاتحادية، رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، وأكد السيد الرئيس خلال اللقاء دعم مصر الثابت والراسخ لأمن واستقرار العراق الشقيق، والاعتزاز بعمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائي المتبادل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي مع الأردن .

وتناول اللقاء التباحث بشأن سبل الارتقاء بأطر التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، خاصةً على صعيد التعاون الأمني، والتبادل التجاري، والاستثمارات، وتطوير البنية التحتية ، كما تم تبادل وجهات النظر حول القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في ضوء الدور المحوري للدولتين في المنطقة، حيث تم تأكيد الحرص على تعزيز العمل العربي المشترك بما يسهم في التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة، وبما يحقق آمال شعوب المنطقة في العيش في سلام واستقرار .

الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس إيمانويل ماكرون

لقاءات موسعة مع الرؤساء

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدار يومي  22 و23 يونيو في القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد"، التي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس وذلك لتعزيز المبادرات الدولية الهادفة لدعم الدول النامية والأقل نمواً، بسب التحديات العالمية مثل تغير المناخ وجائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وما لحقها من أزمات للطاقة والغذاء وسلاسل الإمداد.

وكان هناك لقاءات على هامش القمة مثل لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رودولف سعادة، رئيس شركة الخطوط الملاحية الفرنسية العالمية، وتناول اللقاء سبل توسيع وتعميق أنشطة الشركة في مصر خلال المرحلة المقبلة، ومتابعة التعاون القائم معها في مجال الملاحة والموانئ والنقل البحري في مصر، خاصةً ما يتعلق بتشغيل وإدارة محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية الكبير، والتي تم افتتاحها مؤخراً بحضور السيد الرئيس.

وكان هناك لقاء ايضاً مع  "هنري بوبار لافارج" رئيس مجموعة "ألستوم" الفرنسية، وتناول اللقاء التعاون المشترك مع شركة ألستوم الفرنسية في قطاع النقل العا مع الاهتمام كذلك بإنشاء مراكز لتدريب الخبراء المصريين للاستفادة من الخبرة الأجنبية في نقل المعرفة .

فضلاً عنى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في باريس مع الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، وذلك على مأدبة غداء عمل، أقامها الرئيس الفرنسي على شرف السيد الرئيس بقصر الإليزيه، تكريماً لسيادته واحتفاءً بزيارته لفرنسا، للمشاركة في قمة الميثاق التمويلي العالمي الجديد ، وثمن الرئيس الفرنسي الروابط الوثيقة بين مصر وفرنسا وعمق أواصر الصداقة التي تجمع بين البلدين، خاصةً في ظل الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما أكد الرئيس الفرنسي حرص بلاده على التنسيق والتشاور المكثف مع مصر كأحد أهم شركائها الإقليميين، مثمناً دورها في إرساء دعائم الاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط والقارة الأفريقية، وجهودها في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية .

وكذلك التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في باريس مع الرئيس التونسي قيس سعيد، وتناول اللقاء التباحث حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن تبادل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الجهود الدولية لإصلاح النظام المالي العالمي في ضوء الأزمة التي يمر بها، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة إضفاء مزيد من العدالة وتحسين آليات منظومة التمويل العالمي، لاحتواء التداعيات السلبية الكبيرة الناتجة عن الأزمات المركبة، وخاصة على الدول النامية .

وأيضاً التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في باريس مع السيد شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، وتناول اللقاء متابعة تطورات مختلف أوجه العلاقات بين الجانبين، في إطار وثيقة "أولويات المشاركة المصرية الأوروبية حتى عام 2027"، التي تمثل مساراً حيوياً لمزيد من تعميق الشراكة المصرية الأوروبية خلال السنوات القادمة في كافة المجالات .

فضلاً عن لقاء مع الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، وتناول اللقاء استعراض مختلف الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، إضافةً إلى سُبل تعزيز الجهود المبذولة لتسوية النزاعات والازمات القائمة في مختلف أنحاء القارة الأفريقية، خاصةً الأزمة في السودان، فضلاً عن آفاق تدعيم التعاون الاقتصادي والتنموي وزيادة التبادل التجاري بين الدول الأفريقية، وكان هناك ايضاً لقاء مع الرئيس الكيني ويليام روتو.

كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءً ودياً مع سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، في العاصمة الفرنسية باريس، حيث أكد الزعيمان قوة ورسوخ العلاقات المصرية السعودية والاعتزاز بما يربط الشعبان الشقيقان من أواصر المودة والتقارب، وبحثا كيفية تعزيز آليات التعاون المشترك ودفعها إلى آفاق أرحب. وناقش الزعيمان كذلك العديد من الملفات العربية والإقليمية والدولية، وتوافقا حول مواصلة جهودهما المكثفة لتدعيم العمل العربي المشترك والمساهمة في تسوية الأزمات وتوطيد أركان الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة بما يحقق مصالح شعوبها ويصون مقدراتها .

الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى

زيارة الاولى من نوعها 

بعدما عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء الجمعة 23 يونيو إلى أرض الوطن، استقبل اليوم رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، بعد وصوله مصر في زيارة لمدة يومين، وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر والهند، وتستغرق الزيارة التى تستغرق يومين هي الأولى من نوعها إلى مصر منذ توليه مهام منصبه في عام 2014 حيث من المقرر أن يعقد مودي، خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات مع عدد من كبار المسئولين المصريين كما يلتقى مع أبناء الجالية الهندية بالقاهرة.

وأعلن رئيس وزراء الهند الثلاثاء الماضي أنه سيقوم بزيارة إلى القاهرة الأسبوع الجارى بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال مودى فى تصريح له قبيل مغادرته الهند متجها إلى العاصمة الأمريكية واشنطن إنه متحمس للقيام بزيارة دولة إلى مصر هذا البلد الصديق لأول مرة. 

وأضاف أنه كان من دواعي سرورنا استقبال الرئيس السيسي كضيف رئيسي في احتفالاتنا بعيد الجمهورية هذا العام، وقال: تعكس هاتان الزيارتان اللتان لا يفصل بينهما سوى بضعة أشهر شراكتنا السريعة التطور مع مصر وهي الشراكة التي تم ترقيتها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس السيسي. 

وأعرب مودي عن تطلعه لإجراء محادثات مع الرئيس السيسي وكبار المسئولين بالحكومة المصرية لإعطاء المزيد من الزخم لشراكتنا الحضارية والمتعددة الأوجه، كما ستتاح له الفرصة أيضًا للتفاعل مع الجالية الهندية النشطة في مصر.