يصادف في مثل ذلك اليوم 6 يونيو عام 1933م، قيام الملك فؤاد الأول بافتتاح كوبري الخديوي إسماعيل، المعروف حاليا بكوبري قصر النيل، ويعد أول كوبري أنشئ في مصر للعبور على النيل..
قصة إنشاء كوبري الخديوي إسماعيل
بدأت قصة إنشاء كوبري قصر النيل مع تفكير الخديوي إسماعيل في إنشاء جسر يربط بين ميدان التحرير، والذى كان معروفاً وقتها باسم "ميدان الإسماعيلية"، والضفة الغربية من النيل بمنطقة الجزيرة اقتداءً بمدن أوروبا التي تربط الجسور بين ضفافها، كان الناس ينتقلون في هذه الفترة بين ضفتى النيل، باستخدام النقل النهرى، عبر المراكب الشراعية، التي تٌصف بجوار بعضها البعض وتمتد عليها ألواح من الخشب كى يسير الناس عليها، ما جعل من فكرة إنشاء الكوبرى وقتها فكرة عصرية متطورة.
وبدأ العمل بشكل جدى في إنشاء الكوبرى عام 1869 حينما أصدر الخديوي إسماعيل، الأمر العالي لتنفيذ البناء، وتم إسناد المشروع لشركة الفرنسية، وبلغت تكلفة المشروع حوالى 2.750 ألف فرنك، أو ما يعادل 108 ألف جنيه مصرى فى هذا الوقت، واستغرق البناء حوالى 3 سنوات وبلغ طول الكوبرى 406 أمتار وعرضه 10 أمتار ونصف المتر شاملة الأرصفة الجانبية التى بلغ عرضها مترين ونصف المتر.
وكان الكوبري مكونًا من 8 أجزاء، منها جزء متحرك من ناحية ميدان الإسماعيلية طوله 64 مترًا لعبور المراكب والسفن يتم فتحه يدويًا من خلال تروس، علاوة على جزئين نهائيين بطول 46 مترًا و5 أجزاء متوسطة بلغ طول كل منها 50 مترًا، وتم تأسيس دعائم الكوبري من الدبش المحاط بطبقة من الحجر الجيرى الصلب، كما تم تنفيذ الأساسات بطريقة الهواء المضغوط، وصممت فتحات الكوبرى كي يمكنها حمل 40 طنًا والسماح بعبور عربات متتابعة وزن كل منها 6 أطنان أو تحمل أوزان ضخمة موزعة على جسم الكوبرى.
سُمى الجسر بكوبري قصر النيل نظراً لأنه كان يوجد قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل أنشأه محمد على لابنته [زينب].
تم عمل كوبري جديد مكان الكوبري القديم يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة ويتلاءم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران في عهد الملك فؤاد الأول..
حيث قد قام بوضع حجر أساس الكوبري الجديد في 4 فبراير عام 1932 إحياءً لذكرى والده فقد أطلق عليه اسم (كوبري الخديوي إسماعيل).. ويبلغ طول الكوبري (382 مترا) - وعرض الكوبري (20 مترا) بتكلفة بلغت 291,955 جنيها, وقام الملك فؤاد الأول بافتتاحه في 6 يونيو عام 1933..