كان لحبه أثر واضح على شعره فأضاء لنا كوكب الشرق.. إنه الشاعر الكبير أحمد رامي الذي ارتبط اسمه بسيدة الغناء العربي أم كلثوم، ويصادف اليوم ذكرى وفاته في 5 يونيو.
كتب 137 أغنية ولم يتقاض أجر
كانت قصة عشق أحمد رامي للسيدة أم كلثوم سبب كبير لنجاحها فكان يكتب لها أشعار ليس لها مثيل ووصلت عدد كتباته حوالي 137 أغنية ولم يتقاض عنها أجرًا.
وقال عن حبه لأم كلثوم “إنني أحب أم كلثوم كما أحب الهرم، لم ألمسه، ولم أصعد إليه، لكني أشعر بعظمته وشمُوخه، وكذلك هي”
قطيعة لشهور
أفسد الود بينهم بسبب جملة"يا ريتني ما عرفتك يا شيخ" من أم كلثوم تلك كانت بمثابة قنبلة وقعت على سمع رامي وفجرت صفو العلاقة بينهما وطوت صفحات الود التي استمرت على مدار سنوات، بسبب حدوث سوء تفاهم في حفل تكريم لعبد الوهاب في دار الموسيقى العربية.
وعندما عاد لمنزله مزق وأزال كل صور أم كلثوم التي كان يعلقها على جدران منزله، واستمر توتر العلاقة بينهما لشهور، وانتهت في النهاية بالأغنية التي عبر فيها عن استيائه من تصرفها، والتي كانت تقول: "أصون كرامتي من قبل حبي.. فإن النفس عندي فوق قلبي.. رضيت هوانها فيما تقاسي.. وما إذلالها في الحب دأبي".
زواج أحمد رامي
وعندما سألت أم كلثوم عن رامي في إحدى اللقاءات الصحفية قالت أحب رامي الشاعر، وعندما أحبَّت وتزوجت أم كلثوم، ازداد شقاؤه وتعاستُه، وطلبت منه يكتب أغنية بتقول “شايف الدنيا حلوة لأنك فيها” للرجل الذي أحبته ثم تزوجته ، غضب أحمد رامي وقال وقتها “أنا شايف الدنيا سودة، أشجارها بتلطم، وأرضها بتبكي” ورفض أن يُنّظم القَصيدة ال طلبتها منه، وخاصمته أم كلثوم، وأصرّ رامي ألا يجعل الدنيا تضحك وهو يبكي وبعدما يأس من الحصول على أم كلثوم قرر رامي الزواج هو الأخر وتأقلمت زوجته علي حُبة لأم كلثوم
كان يذهب إلى حفلاتها بكامل أناقته ويجلس في المقعد رقم 8 بحيث يكون في مواجهتها، فكانت الإذاعة المصرية هي من تعطيه تذكرة المقعد في كل حفلة لها، وكانت زوجته تذهب أيضًا لحضور الحفل مع صديقاتها ولا تذهب لمصافحة رامي ولا تشعره بوجودها، فقد كانت تعلم بحبه لأم كلثوم ولم تعترض على ذلك يومًا.
وفاة أم كلثوم
حزن رامي بشدة عندما علم خبر وفاة حب عمره باول فبراير سنة 1975، عندما أقيم عزاء لأم كلثوم اصر رامي علي الذهاب، و بعد أن كان طوال ثلاثين عاما يُخصص له مقعد بالصف الأول في حفَلات أم كلثوم سواء بحديقة الأزبكية أو سينما قصر النيل أو سينما ريفولي ،لكنه هذه المرة جلس في سرادق عزاء أم كلثوم في آخر صف بل اختار آخر مقعد
ولم يحتمل كثيرا غلبته دمُوعه وسط الناس فانصرف حزينا يتوكأ علي كتف أحد أصدقائه.
قصيدة رثاء أم كلثوم
ولما الرئيس السادات طلبه في حفل تأبينها عام 1976 في أول ذكرى لوافاتها ، قال قصيدة كتبها لها
ما جال في خاطري أنّي سأرثـيها
بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها
قد كنتُ أسـمعها تشدو فتُطربني
واليومَ أسـمعني أبكي وأبـكيهــا
صحبتُها من ضُحى عمري
أدُف شهد المعاني ثم أهديها
وقف رامي بكل حرارة يرثي حُب حياته الذي استمر حُبه لها لأكثر من نصف قَرن ومنذ لحظة وفاة كوكب الشرق لم يكتب قَصيدة شعر واحدة أو حتى كلمة شعر واحدة حتى مات هو الآخر عام 1981