الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صمدت أمام قنابل الحروب وتهددها أنفاق الفئران.. تفاصيل أزمة المنتجع البريطاني التاريخي

بريطانيا
بريطانيا

يبدوا أن قصص الفئران مع المملكة البريطانية لن تنتهي، وبعد أن غزت الفئرات مدن السكان بالعاصمة لندن، وكذلك توغلها داخل البرلمان البريطاني، جاء الدور في تلك المرة، مع أحد المنتجات البريطانية الشهيرة جنوب يولز، وذلك مع انتشار مقاطع فيديو لأنفاق تتوغل بها فئران عملاقة قامت بحفر تلك السراديب، مما جعل الجميع يبدي تخوفه على سلامة الجرف السياحي الشهير.

وجاء هجوم الفئران في تلك المرة، على مدينة تينبي الساحلية، واحدة من أشهر الوجهات السياحية في ويلز، حيث يتدفق عشرات الآلاف كل عام للاستمتاع بشواطئها وساحلها الخلاب، فهي منتجع بريطاني مشغول بشكل استثنائي في فصل الصيف وتجعله الشواطئ النقية نسبيا وجدران المدينة التاريخية منتجع ملحوظ على شاطئ البحر ويتم تسويق معظم المحلات التجارية والحانات والمطاعم في تينبي خصيصا للسياح ويوجد رحلات القوارب الساحلية إلى الجزر البعيدة عن الشاطئ أساسا لاستكشاف مدينة بيمبروكشاير.

فئران عملاقة تنشئ أنفاقا

لقطة شاشة من مقطع فيديو نُشر الأسبوع الماضي يُظهر الفئران وهي تنشئ أنفاقًا في الجرف فوق الشاطئ في تينبي، كانت هي أساس انتشار تقارير صحفية بريطانية حول تلك القصة، خصوصا بعد أن أثارت مخاوف من تآكل الجرف في المدينة، هذا بجانب صدمة أولئك الذين أعجبوا بالمنظر في الأسبوعين الماضيين من هذا منظر الفئران، حيث ربما رأوا فئرانًا كبيرة تختبئ داخل الجرف فوق رؤوسهم.

ظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي ، يظهر فيه قوارض "عملاقة" تحفر نفقًا في الأرض ، وتندفع داخل وخارج الثقوب - مما أثار مخاوف من أنها قد تجعل الجرف غير مستقر، وقال روجر مايلز، وفقا لما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، إنه رأى "فئرانًا كبيرة مثل القطط" وادعى أن هناك أجزاء من الجرف تآكلت بسببها، وجدير بالذكر، أن بريطانيا، حسب التقديرات، تؤوي 10.5 ملايين فأر، أي ما يعادل فأرا واحدا لكل 6 أشخاص من سكانها.

مجلس المدينة يتهم طيور النورس بالتسبب في الأزمة

وبعد انتشار تلك الأنباء، طالب مجلس بلدة بيمبروكشاير السكان المحليين والزوار على التوقف عن إطعام الطيور وإسقاط الطعام، وقال كلير سام سكيرمي - بلاكهول، عمدة البلدة، أمس الاثنين، "القضية مبالغ فيها، ونحن نتخذ إجراءات ولدينا أشخاص بالخارج هذا الأسبوع"، وفي محاولة لتهدئة المخاوف وعدم التأثير على حركة السياحة بالبلدة، قال : "لقد وضعنا الأمور في مكانها، إنه نفس الشيء في أي مكان مثل تينبي".

وتابع: "القضايا متشابهة في العديد من المدن الساحلية، حيث يرجع ذلك إلى مزيج من الأشخاص الذين يطعمون الطيور - مع القوارض التي تنقض على أي طعام متخلف - والسائحين يرمون القمامة، والضيوف في بيوت العطلات لا يتوخون الحذر بشأن وضع القمامة في الخارج أو في الصناديق، وتشتهر طيور النورس أيضًا بتمزيق أكياس القمامة مع الطعام بداخلها ، مما قد يجذب الفئران أيضًا".

تاريخ المدينة أسماك داخل حصن

وتينبي تعني بلدة صغيرة من الأسماك أو قلعة صغيرة من الأسماك، فهي مدينة ساحلية مسورة في بيمبروكشاير، جنوب غرب ويلز، على الجانب الغربي من خليج كرمرثن، والسمات البارزة من تينبي تشمل 2.5 ميل (4.0 كم) من الشواطئ الرملية وجدران المدينة من القرون الوسطى في القرن ال13، بما في ذلك خمسة أقواس الحصن الأمامي عند مدخل المدينة، وكنيسة سانت ماري من القرن ال15، وبيت التاجرتيودور (الثقة الوطنية)؛ ومتحف ومعرض فنون تينبي. 

مع موقعها الاستراتيجي على الساحل الغربي من الجزر البريطانية، وميناء محمية طبيعية من كل من المحيط الأطلسي والبحر الأيرلندي، تعتبر تينبي نقطة التسوية الطبيعية، وقد بنى ويليام دي فالنسيا أسوار المدينة، الإيرل الأول من بمبروك في أواخر القرن ال13، وقد حفزت ملاك الأراضي لتطوير جدران المدينة الواسعة وتضم جزءا كبيرا من التسوية وهي ما تسمى الآن «البلدة القديمة» وعلى الرغم من أن البوابات الخشبية الفعلية في تينبي لم تعد موجودة وقد تعطي الخمسة أقواس عند حافة البلدة القديمة نظرة ثاقبة قد تعجب التجار في أثناء دخولهم.

هكذا تكونت الإحياء الفيكتوري بالمدينة

مع الحروب النابليونية التي تقيد السياح الأغنياء من زيارة المنتجعات الصحية في أوروبا، نمت الحاجة إلى الاستحمام البحري المنزلي وفي عام 1802 اشترى المقيم محليا المصرفي التاجر السياسي السير وليام باكستون ممتلكاته الأولى في البلدة القديمة ومن هذه النقطة فصاعدا فقد استثمر بكثافة في هذه البلدة، وبموافقة كاملة من مجلس المدينة وبمشاركة الفريق الذي كان قد بنى منزله في قاعة ميدلتون تم اطلاع المهندس جيمس جرير ومهندس صموئيل بيبيس كوكريل لإنشاء «الاستحمام الأنيق المناسب للمجتمع الأعلى».

وقد أصبحت الحمامات حيز التنفيذ في يوليو 1806 و، بعد الحصول على غلوب ان تم تحويله إلى «النمط الأنبل والأكثر أناقة وأريحية» لتقديم الزوار الأكثر أناقة لحماماته ونصبت البيوت المجاورة للحمامات، واسطبلات الأحصنة ومجاورتها لبيوت المدربين، وفي عام 1814 تم بناء طريق على أقواس تطل على الميناء على نفقة باكستون الكاملة وعلى الرغم من انه في وقت لاحق حصل على مشروع قانوني في البرلمان لنقل المياه العذبة عن طريق الأنابيب في المدينة، ولكنه قد أغلق له مسرح 1809 في 1818 بسبب عدم وجود المحسوبية.

واليوم توفر تينبي الحديثة العديد من المعالم السياحية والأنشطة لكل من السكان المحليين والسياح من خارج موسم السياحة للاستمتاع ويوجد أكثر من 200 من المباني المدرجة وغيرها من المباني في وحول تينبي، ولا تزال جدران قلعة المدينة القديمة وفن عمارة الاحياء الفكتوري موجودة والتي تم الاحتفاظ بها والحفاظ عليها وفي كثير من الأحيان في نظام ألوان الباستيل التي يتم تسليط الضوء عليها، مما يجعل المدينة تبدو كأنها مدينة الريفيرا الفرنسية في الطبيعة والمظهر ولا يزال يعتمد الاقتصاد إلى حد كبير على السياحة، دعما من مجموعة من الحرف والفن ومخازن السلع المحلية، والتي تم إنشاؤها بواسطة المجتمع الفني المزدهر.