الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا والصين.. الرابحون والخاسرون من الحرب الروسية الأوكرانية بعد عام ؟

الحرب بين روسيا وأوكرانيا
الحرب بين روسيا وأوكرانيا

عام مر على الحرب في أوكرانيا، والتي تسببت في تحولات في موازين القوى العالمية، إضافة إلى التحولات الاقتصادية الكبيرة، فقد حققت كل من أمريكا والصين مكاسب من دخول روسيا الحرب، بالتزامن مع معاناة الاقتصاد العالمي من ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

المستفيد من حرب أوكرانيا

وقال رامي إبراهيم، الباحث في العلاقات الدولية، إن أكثر الدول المستفيدة من الحرب بين روسيا أوكرانيا، هي المنتجة والمصدرة للنفط والغاز، وشركات الأسلحة، والولايات المتحدة الأمريكية والصين، مشيرا إلى أن الأخطر من ذلك هم تجار الحروب الذين يستطيعون استغلال الأزمات لرفع أسعار السلع والخدمات، دون أي اعتبارات إنسانية.

وأضاف إبراهيم، خلال تصريحات لـ "صدى البلد": لكل دولة مكاسب مختلفة عن الدول الأخرى، وإذا بدأنا بمكاسب الدول المنتجة والمصدرة للنفط، سنجد أن استفادتها الاقتصادية كانت كبيرة جدا حيث تجاوز سعر البرميل حاجز الـ 100 دولار بكثير قبل أن يتراجع إلى قرابة الـ 90 رغم سعر البرميل في 2016 كان في حدود الـ 50 دولار للبرميل، فقد استطاعت هذه الدول تحقيق مكاسب مالية كبيرة جدا، هذا أيضا بالإضافة إلى شركات الأسلحة وشركات السلع الغذائية وأيضا الدول المنتجة والمصدرة للحبوب.

وأشار الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، حققت مكاسب كبيرة من خلال هذه الحرب التي لم تنته حتى الآن، ورغم أن روسيا لم تهزم ومازالت موجودة عسكريا في الأراضي الأوكرانية قائلا إن مكاسب واشنطن منها أضعاف روسيا وعزلها دولياً، والتأثير على نفوذها في الدول الأخرى مثل سوريا وليبيا وبعض الدول الأفريقية، بالإضافة  استنزافها عسكريا واقتصاديا.

أمريكا وقدراتها العسكرية 

كما تمكنت واشنطن من رفع قدراتها العسكرية في أوروبا وتجديد دماء حلف شمال الأطلسي "الناتو" أي بمعنى آخر منحه "قبلة الحياة"، وسعيه إلى ضم حلفاء جدد مثل فنلندا والسويد، وتوسع الحلف في مواجهة روسيا، حيث رفع ميزانيته العسكرية بنسبة 25.8٪ لتصل إلى قرب 2 مليار يورو.

وأوضح إبراهيم، أن استمرار الحرب جعل الدول الأوروبية وبعض الدول في شرق آسيا المتحالفة، مع الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تفعيل اتفاقياتها المشتركة في مجال الأمن والدفاع وغيرها وذلك لمواجهة روسيا والصين، لأن إضعاف موسكو وإنهاك قوتها في الحرب هو إضعاف لبكين، مشيرا إلى أن الصين أيضا حققت مكاسب كبيرة من الحرب الروسية الأوكرانية، حيث استطاعت أن تحصل على كميات كبيرة من الغاز الروسي بأسعار منخفضة لدعم مصانعها التي تعتمد الغاز.

واختتم: تعزيز التعاون الاقتصادي فيما بينهما بالإضافة إلى اعتماد التبادل بالعملات المحلية، وأيضا جعلت جهود الولايات المتحدة الأمريكية مشتتة بين شرق أوروبا وشرق آسيا، مضيفا أن هذا لا يمنع أن الصين قد تتعرض لخسائر كون الغرب يحسبها على روسيا، وأيضا تمكن واشنطن من تفعيل الأحلاف الأمنية والدفاعية مع بعض دول شرق آسيا مثل اليابان والهند واستراليا وكوريا الجنوبية.