الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نفط وسلاح.. واشنطن الرابح الأكبر من الحرب بأوكرانيا وهذه خسائر الاقتصاد العالمي

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

طرحت الحرب في أوكرانيا والوضع المتأزم عالميا، الذي تسببت فيه خاصة على المستوى الاقتصادي، تساؤلات عدة حول جدوى قرار الحرب، والمستفيد الأكبر من هذا الصراع الممتد منذ عام.

أمريكا الرابح من الحرب 

الدبلوماسي الروسي السابق، فينيامين بوبوف، توقع في تصريحات إعلامية سابقة، أن تنتهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، خلال العام الجاري، موضحا أن الرابح من الحرب هو الغرب، إذ يحصل على مكاسب اقتصادية على حساب الاقتصادين الروسي والأوكراني، اللذين تضررا جراء الحرب المشتعلة التي تسببت في أزمات عالمية اقتصادية.

قال أحمد أبو علي، الباحث الاقتصادي، إن هناك مؤشرات تفيد بأن المستفيد الأكبر من الأحداث الجارية في أوكرانيا حتى الآن هو أمريكا وصناعة السلاح وتطويرها؛ فقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على استفزاز موسكو لبدء الأعمال القتالية في أوكرانيا، وبالتالي توريط الاتحاد الأوروبي؛ بهدف تحقيق قطع العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي من أجل خلق أزمة في أوروبا لإخضاع الاتحاد الأوروبي لها.

وأضاف أبو علي خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن أمريكا خططت إلى جر روسيا لمستنقع أوكرانيا بعد أن مهدت الوضع بانقلاب على السلطة الشرعية في أوكرانيا، وقد حذرت العديد من الصحف الغربية من جر أوروبا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويظهر من مقطع فيديو لعضوي مجلس الشيوخ الأمريكي لينزلي غرام وجون مكين، في أوكرانيا عام 2016، يقولان فيه للجنود الأوكرانيين إن عام 2017 موعد الحرب.

ولفت إلى أن كل المؤشرات والأحداث تشير بأن الولايات المتحدة الأمريكية سعت لهذا الوضع بهدف استمرار سيطرتها وهيمنتها على العالم والتفرد وحدها كقوة عالمية تتحكم في المشهد وتديره حسب رغباتها. إن الأزمة في أوكرانيا عمل مخطط له من قبل واشنطن ولندن لإضعاف أوروبا وروسيا والصين. ومن ضمن الخطط التي وضعتها واشنطن إعطاء دور لبولندا في هذا الصراع وجعلها رادعاً رئيسياً ضد "العدوان الروسي" في أوروبا، وبالتالي على أوروبا دعمها ومشاركة جزء من سلطاتها معها.

وهناك مجموعة من الفوائد التي تنتظر واشنطن تحقيقها من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، حيث أكد أبو علي، أن الولايات المتحدة تسعى إلى تفتيت روسيا الاتحادية كما فتت وجزأت الاتحاد السوفيتي، فواشنطن تطمع في موارد روسيا وظنت أن الحرب الاقتصادية والحرب العسكرية مع أوكرانيا ستنهي الدولة الروسية.

أهداف تسعى لتحقيقها 

وأشار إلى أنه ليس من مصلحة واشنطن وجود كيان سياسي واقتصادي منافس لها كالاتحاد الأوروبي، يعتمد على الطاقة الرخيصة التي توفرها روسيا، لذا نشوب حرب بين أوكرانيا وروسيا سيجعل ألمانيا تتخلى عن خططها لشراء الطاقة الرخيصة من روسيا، وبالتالي إخضاع القارة العجوز لها.

وتابع: الباحث الاقتصادي أن ستكون الصناعة الألمانية غير مربحة، نظراً لعدم توفر طاقة رخيصة، وسيجبر الشركات الكبيرة على المغادرة إلى أمريكا، مؤكدا أن قيام حرب بين روسيا وأوكرانيا سيكون مجال اختبار للسلاح الغربي وتطويره، والتخلص من الأسلحة القديمة وتطوير الترسانة الأمريكية بأسلحة حديثة وتحميل فاتورة الحرب لشركائها وحلفائها في العالم.

غير أن الأمور تجري في أغلبها على غير ما تشتهي واشنطن، حيث قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولجا ستيفانشينا، في مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن "الجيش الروسي يكتسب خبرة قتالية جديدة خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، نظراً لأن القوات الأوكرانية تم تدريبها على أساس معايير المعسكر الغربي بما يشمل تسلسل القيادة والرقابة، فضلاً عن تزويدها بالأسلحة الغربية الحديثة".

وأضافت المسؤولة الأوكرانية، أن "الاستخبارات الروسية تجمع المعلومات والبيانات التي توفّرت لديها أثناء النزاع المسلّح".

ولفت إلى أن وزير الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسي برونو لو مير، فال: "يجب ألا نسمح أن تكون نتيجة الصراع الأوكراني هي الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة وإضعاف أوروبا"، وإنه من غير المقبول بيع واشنطن غازها المسال بسعر أعلى بأربعة أضعاف.

وهكذا يبدو جلياً أن المستفيد الحقيقي هي واشنطن صاحبة قرار الحرب التي ترى أنه من خلاله تزدهر وتنمو وتصبح أكثر جاذبية للاستثمار ولجذب رؤوس الأموال حتى لو على حساب أضعاف الشركاء والحلفاء.