الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 آلاف متحور في 3 سنوات.. قصة هجوم «كورونا» المميت على الصين

كورونا الصين
كورونا الصين
  • كارثة طبية جديدة على العالم بعد عودة كورونا في الصين
  • 4 آلاف متحور تم اكتشافهم خلال العامين الماضيين

 

ظن العالم أنه على وشك التخلص من تداعيات فيروس كورونا، إلا أنه تفاجأ بعودة الهجوم مرة أخرى لهذا المرض، وأودى بحياة ما يزيد على 60 الف شخص من الصين خلال 5 أسابيع فقط، مما ينذر بكارثة طبية جديدة على العالم، والملف للنظر في هذا الفيروس هو قدرته على المتحور في خصائص جديدة، تجعل له القدرة في تخطى المضادات الحيوية، وقد تزيد من خطورة التداعيات الطبية على المصاب.

ووفقا لما كشفته الهيئات الطبية، فإن الهجمة الجديدة التي عاد بها الفيروس بالصين، لم تكن تعبر عن متحور جديد، ولكنه أحد الأشكال التي تم رصدها سابقا من متحورات التي تم رصدها من قبل، والتي تخطت الـ4 آلاف متحور تم كشفهما خلال العامين الماضيين من عمر الفيروس وانتشاره حول العالم، وتلك القصة الكاملة لعدوة الفيورس.

كورونا يتسبب بوفاة 60 ألف صيني بـ5 أسابيع

وفي عيد ميلاده الثالث عاد فيروس كورونا، ليهاجم البشرية بشدة، وكما كانت بدايته في الصين، فإن عودته القوية كانت من هناك أيضا، ففي الوقت الذي قررت فيه الصين رفع الضوابط الصارمة التي كانت تطبقها منذ ظهور الفيروس، عاد المرض ليقتل أكثر من 60 ألف صيحين خلال 5 أسابيع فقط، وسط مؤشرات تفيد أن هناك مليون إصابة جديدة يومية بالفيروس داخل الصين.

فوفقا لما أعلنته السلطات الصحية في الصين اليوم السبت فقد تم تسجيل 60 ألف وفاة تقريباً بفيروس كورونا خلال خمسة أسابيع، وهي أول حصيلة كبيرة لوفيات بكوفيد-19 تتحدث عنها الحكومة منذ رفع التدابير الصحية فجأة في مطلع ديسمبر الماضي، حيث ذكرت لجنة الصحة الوطنية الصينية، أن الوفيات التي سجلت كانت في الفترة ما بين 8 ديسمبر 2022، إلى 12 يناير 2023.

وشملت حصيلة الوفيات 5503 حالة وفاة بسبب فشل الجهاز التنفسي الناجم عن كورونا و54435 حالة وفاة من أمراض أخرى مقترنة بالفيروس، وقالت لجنة الصحة الوطنية إن هذه الوفيات حدثت في المستشفيات، ما ترك احتمال وفاة المزيد من الأشخاص في منازلهم.

ارتفاع إصابات الفيروس بالصين إلى 900 مليون شخص

وعبر 3 سنوات ارتفعت حصيلة إصابات الفيروس "كوفيد-19" داخل الصين إلى 900 مليون شخص، وذلك وفق ما أفادته دراسة صينية، نشرتها وسائل إعلام حكومية، حيث قالت إن أكثر من 900 مليون شخص في الصين أصيبوا "على الأرجح" بفيروس كورونا، ويقول ما يقرب من 80% من المصابين إنهم في حالة أسوأ من الإصابة بالإنفلونزا.

وبحسب الدراسة، بلغ الوباء ذروته في العديد من المناطق في جميع أنحاء البلاد في 20 ديسمبر الماضي، أي بعد حوالي 13 يومًا من بدء تخفيف قيود مكافحة فيروس كورونا، وبحلول نهاية ديسمبر، بلغت الإصابات ذروتها في كل مكان في البلاد، وتشير البيانات إلى أنه اعتبارا من 11 يناير 2023 وصل معدل الإصابة التراكمي إلى 64%، مع إصابة 900 مليون شخص.

ليس متحورا جديدا .. والفيروس مصدر قلق عالمي

والملف للنظر في عودة انتشار فيروس الكورونا بقوة داخل الصين، أن الفيروس المنتشر ليس متحورا جديدا، فوفقا لما قاله مسؤولون من منظمة الصحة العالمية، فإن البيانات الواردة من الصين تظهر أنه لم يتم العثور على متحور جديد لفيروس كورونا هناك، وأكدت المنظمة أن ما حدث بالصين أعاد كورونا ليكون مصدر قلق عالمي من جديد، وهو ما عبر عنه الرئيس الأميركي جو بايدن، وأضاف أيضا شعوره بالقلق حيال طريقة تعامل الصين مع تفشي الفيروس.

وأشارت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى أنه تم تقديم أكثر من 770 نوعا من المتواليات الفيروسية من الصين حتى أمس الثلاثاء، مؤكدة عدم وجود متحور جديد حسب البيانات الفيروسية المتاحة، وأضافت أن تفشي كوفيد-19 في الصين في الآونة الأخيرة ناجم في الأغلب عن متحوري أوميكرون "بي إيه 5.2" و"بي إف 7″، وأن المتحورين معا تسببا في 97.5% من جميع الإصابات المحلية، وذلك استنادا إلى تحليل المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها لأكثر من ألفي شفرة جينوم بشري.

التطور والتغير طبيعة الفيروسات بشكل عام

ووفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإن جميع الفيروسات، بما فيها فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19)، تتغير بمرور الوقت، ومعظم التغييرات لها تأثير طفيف على خصائص الفيروس أو ليس لها أي تأثير عليها على الإطلاق، ولكن مع ذلك، فقد يؤثر بعض هذه التغيرات على خصائص الفيروس، مثل مدى سهولة انتشاره، أو درجة وخامة المرض المرتبط به، أو أداء اللقاحات أو الأدوية العلاجية أو أدوات التشخيص أو غيرها من تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية.

وذكرت المنظمة أنها ومنذ ظهور الفيروس في يناير 2020، تعكف بالتعاون مع الشركاء وشبكات الخبراء والسلطات الوطنية والمؤسسات والباحثين، على رصد وتقييم تطور الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، وقد أدى ظهور المتحورات التي تشكل خطرا متزايدا على الصحة العامة العالمية إلى تحديد خصائص مجموعة محددة من المتحورات المثيرة للاهتمام والمتحورات المثيرة للقلق من أجل إعطاء الأولوية للرصد والبحث العالميين، وفي نهاية المطاف، الاسترشاد بها في الاستجابة الجارية لجائحة كوفيد-19.

4 آلاف متحورة من فيروس كورونا

والسلالات المتحورة (variants) هي نسخة من الفيروس تضم مجموعة من الطفرات، أي التغيرات في مادته الوراثية، وكتبت الخدمات الصحية البريطانية على موقعها على الإنترنت، أنه إلى الآن تم تحديد أكثر من 4 آلاف متحورة من فيروس كورونا -واسمه العلمي "سارس-كوف-2" (SARS-CoV-2)- حول العالم، ولكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن "معظمها ليس له تأثير من حيث تدابير الصحة العامة".

وعلى غرار جميع الفيروسات، يتحور فيروس كورونا بشكل مستمر، وتسمح له بعض الطفرات العشوائية بمزيد الانتشار ومقاومة أجهزة المناعة المكتسبة واللقاحات، فالفيروس من الناحية العلمية عبارة عن مادة وراثية محمية بغشاء دهني، وفيروس كورونا، تتم تغطية هذا الغشاء بشويكات مكونة من 3 بروتينات متطابقة تمكنه من التشبث بالخلايا البشرية، ومن ثم دمج الأغشية بحيث يمكن للمادة الوراثية الفيروسية أن تخترق الخلية، وإثر ذلك، يحول الفيروس آلية الخلية لإنتاج البروتين الخاص به واستنساخ خلاياه.

تلك أهم متحورات الفيورس

ونشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا عن أهم متحورات فيروس كورونا خلال السنوات الـ3 الماضية، وتم تقسيمها إلى مجموعتان، المجموعة الأولى، وهي المتحورات المثيرة للقلق، وهذه السلالات من فيروس كورونا تتميز بصفة واحدة ترتبط بتغيير واحد أو أكثر من الصفات، وتشمل المتحورات المثيرة للقلق أربع سلالات، سلالة ألفا Alpha، وسلالة بيتا Beta، وسلالة غاما Gamma، وسلالة دلتا Delta.

فيما تسمى المجموعة الثانية، بالمتحورات المثيرة للاهتمام، وتشكل السلالة أو التحور في فيروس "كوفيد-19" متحورا مثيرا للاهتمام إذا، كان جينومها ينطوي على طفرات ذات آثار مثبتة أو مشتبه فيها على النمط الظاهري عند مقارنتها بالسلالة المرجعية، إذا اتضح أنها تسبب الانتقال المجتمعي للعدوى، حالات متعددة أو مجموعات حالات إصابة بعدوى "كوفيد-19"، وكذلك إذا تم اكتشافها في بلدان متعددة.

وأيضا إذا قدرت منظمة الصحة العالمية، بالتشاور مع فريقها العامل المعنيّ بتطور الفيروس المسبب لمرض "كوفيد-19″، أنه متحور مثير للاهتمام، وتشمل المتحورات المثيرة للاهتمام لفيروس كورونا سلالة إبسيلون Epsilon، وسلالة زيتا Zeta، وسلالة إيتا Eta، وسلالة ثيتا Theta، وسلالة إيوتا Iota، وسلالة كابا Kappa.

"كراكن" أشرس متحورات أوميكرون

ومتحور "إكس بي بي.5.1" يصفه الخبراء بأنه "سلالة الهروب" وأنه الأكثر قابلية للانتقال حتى الآن، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن سلالة أوميكرون XBB.1.5 يعد "أكثر متغير فرعي قابل للانتقال الذي تم اكتشافه حتى الآن"، وهو من أكثر الأنواع انتشارا داخل الصين.

ويتوقع الخبراء أن سلالة أوميكرون الجديدة XBB.1.5، التي يطلق عليها اسم "Kraken"، ستتسبب في موجة كوفيد الرئيسية التالية، وذلك بفضل قدرتها على الهروب المناعي وقابلية انتقال عالية للغاية، وذلك لما يمتلكه من خصائص مثيرة للقلق، وذلك نظرًا لأن "إكس بي بي.5.1" قد "استبدل المتغيرات الأخرى بسرعة" في بعض البلدان الأوروبية وفي شمال شرق الولايات المتحدة، فما هو معروف حتى الآن، أن كراكن هي تواصل إرث أوميكرون المتمثل في التكاثر المتنوع، الذي ينتشر ويتجنب المناعة من العدوى والتحصين السابقين، بسهولة متزايدة.

وعلى الرغم من أنه لم يتم إطلاقه عالميًا إلا مؤخرًا، إلا أن متحور كراكن كان موجودًا منذ فترة، فقد تم اكتشافه لأول مرة - في الولايات المتحدة - في 22 أكتوبر، وفقًا للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها ECDC، ويعد متحور كراكن أو "إكس بي بي.5.1" هو عبارة عن "مؤتلف" - أو مزيج - من مجموعتين فرعيتين من أوميكرون هما BA.2، والتي كانت تُعرف باسم "أوميكرون الشبح" لأنه كان من الصعب على المختبرات تمييزها عن "دلتا".

من المقدر أن يتميز متحور كراكن بنسبة نمو تبلغ حوالي 140٪ مقارنة بالمتغيرات المتداولة الأخرى، حسبما ذكر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض في تقرير صدر حديثًا، في حين أنه على الرغم من التوقعات بأن يصبح "كراكن" هو المهيمن في الولايات المتحدة، إلا أن نموا مغايرا متوقعا في أوروبا، حيث "لوحظت اختلافات كبيرة في تداول المتغير بين أميركا الشمالية وأوروبا عدة مرات خلال الوباء".

وأعرب مسؤولو منظمة الصحة العالمية عن احتمالات أن المتغير الجديد المثير للقلق يرتبط أيضًا بشكل قوي بالخلايا التي يصيبها، مما يسمح للفيروس بالتكاثر بسهولة في جسم المريض، مما قد يؤدي إلى حالات مرضية أكثر خطورة، لكن حتى الآن، لا يوجد دليل على ذلك.