الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملتقى البحرين للحوار| شيخ الأزهر: وثيقة الأخوة الإنسانية أحدثت حراكًا ملموسًا في الشرق والغرب.. تسهم بشكل فعال في تعزيز التقارب والتعارف بينهما

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

شيخ الأزهر من ملتقى البحرين للحوار

 وثيقة الأخوة الإنسانية أحدثت حراكًا ملموسًا في الشرق والغرب

 قدمت أنموذجًا متميزًا لحوار الأديان والحضارات

 مسيرة ستسهم في تعزيز التقارب والتعارف بين الشرق والغرب

وجه فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال حديثه بملتقى البحرين للحوار الذي يختتم اليوم بالعاصمة المنامة، تحت رعاية الملك وحضور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، عدة رسائل بشأن وثيقة الأخوة الإنسانية. 

وقال الإمام الأكبر إنَّ وثيقةُ «الأخوة الإنسانيَّة»، أحْدَثَتْ حِراكًا مَلْمُوسًا -في الشَّرقِ والغرب- وقدَّمَتْ أنمُوذجًا مُتمَيِّــزًا لما ينبغي أن يكون عليه حوار الأديان والحضارات من احترامٍ مُتبادَلٍ وتأثيرٍ فعليٍّ في علاقاتِ الشُّعُوبِ المبنية على التعارُفِ والتعاون والأُخوَّة والسَّلام، وسلَّطتْ الضوء على أهمية العلاقة بين الشَّرق والغرب، وكيف أنَّ لكلٍّ منهما أن يستفيدَ من الآخَر.

وأعرب شيخ الأزهر  خلال كلمته بالجلسة الختامية في ملتقى البحرين للحوار، اليوم الخميس، بالقصر الملكي بحضور جلالة ملك البحرين وبابا الفاتيكان، عن ثقته -بإذنِ الله- من أنَّ مسيرةَ الأُخوَّة الإنسانيَّة والتي يُعَدُّ ملتقى البحرين التاريخي الذي نجتمع فيه اليوم على أرضِ البحرين الطيِّبة أحدَ أهمِّ روافدها وأركانها الدَّاعمة سوف تُسهمُ في تعزيزِ هذا التَّقارُب والتَّعارُف بين الشَّرقِ والغرب.. وكيف لا! وقد مثَّل إعلانَ مملكة البحرين للتَّعايُش السلمي خطوة مهمة لتعزيزِ المواطَنة وإعلاء قِيَم التَّسامُح والتَّفاهُم بين النَّاس.

حِكْمَةِ الشَّرقِ وأدْيانِه

كما قال الإمام الأكبر أ.د/ أحــمَد الطَّـيِّــب، شَـيْخ الأزهــر الشَّــريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في كلمته بمُلْتَقى: «الشَّــرق والغَــرب.. مِنْ أَجْــلِ التَّعـايُش الإنسـاني» 2022م: "إنَّ الغربَ في حاجةٍ إلى حِكْمَةِ الشَّرقِ وأدْيانِه وما تَربَّى عليه النَّاس من قِيَمٍ خُلُقيَّةٍ، ونظرةٍ مُتوازنة إلى الإنسانِ والكون وخالقِ الكون، وهو في حاجةٍ إلى روحانيَّةِ الشَّرق، وعُمْق نظرته إلى حقائقِ الأشياء، وإلى التَّوقُّف طويلًا عند الحكمة الخالدة التي تقول: «ليس كلُّ ما يَلْمَعُ ذهبًا»، بل إنَّ الغربَ لمحتاجٌ إلى أسواقِ الشَّرقِ وسواعد أبنائه، في مصانِعه في أفريقيا وآسيا وغيرهما، وهو في حاجةٍ إلى الموادِّ الخام المكنوزة في أعماقِ هاتين القارَّتين، والتي لولاها لما وجدت مصانع الغرب ما تنتجه، وليس من الإنصافِ في شيءٍ أن يكونَ جزاء المحسن مَزيدًا من الفقرِ والجهلِ والمرضِ.. والشَّيء ذاتُه يُقالُ على الشَّرقِ، فهو في حاجةٍ إلى اقتباسِ علوم الغرب والاستعانة بها في نهضَتِه التِّقنية والماديَّة، واستيراد المُنتجات الصِّناعيَّة، من أسواقِ الغرب؛ كما يجبُ على الشَّرقيِّين أنْ يَنْظُروا إلى الغربِ نظرةً جديدة فيها شيء من التَّواضُع، وكثيرٌ من حُسْنِ الظَّنِّ والشُّعُور بالجارِ القريب، والفَهْم المتسامح لمدنيَّة الغرب وعادات الغربيِّين بحُسبانِها نتاج ظروف وتطوُّرات وتفاعُلات خاصَّة بهم دفعوا ثمنَها غاليًا عبرَ قرونٍ عِدَّة". 

ضرورة لإعانة الإنسانية على التعاون المشترك

وتعد وثيقة "الأخوة الإنسانية" واحدة من أهم وأكبر المبادرات الهادفة إلى إعلاء قيم إنسانية مثل السلام، والتسامح، والتعايش وتقبل الآخر، والتي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، وقداسة البابا فرانسيس، بعد تأمل عميق لواقع عالمنا المعاصر وإيمان جازم من قبلهما بأن أهم أسباب أزمة العالم اليوم يعود إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية واستدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، الأمر الذي تسبب في إعلاء القيم الدنيوية محل المبادئ العليا. 
الدكتور علي جمعة رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري يؤكد أهمية ملتقى حوار الشرق والغرب في ظل «الصراعات العالمية» وهو ضرورة لإعانة الإنسانية على التعاون المشترك. 

إقرار مسيرة الأخوة الإنسانية

بينما أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أهمية انعقاد ملتقى البحرين للحوار تحت عنوان: «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» في هذا التوقيت الذي يمتلئ فيه العالم بالصراعات والمشكلات مثل أزمة التغير المناخي وأزمة الغذاء العالمية.
وأضاف أن ملتقى البحرين للحوار ضرورة من الضرورات التي تعين الإنسانية على فعل الخير والتعاون المشترك وإقرار مسيرة الأخوة الإنسانية من خلال عبادة الله الواحد الأحد الذي نعبده جميعًا، وقد أوجب الإسلام علينا التعاون لعمارة الأرض فقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وثمَّن رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب انعقاد هذا الملتقى من أجل التعايش الإنساني برعاية وحضور جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وبمشاركة كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، مع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ورموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المفكرين والإعلاميين البارزين.