الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص| السفير الصيني بالقاهرة: مستمرون في استثماراتنا بمصر.. صور وفيديو

السفير الصيني في
السفير الصيني في مصر

تطورت العلاقات الصينية المصرية منذ الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014. 
وتبادل الجانبان الصيني والمصري دائما الدعم والتأييد في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الرئيسية لكل منهما، وحقق التعاون بين الجانبين في جميع المجالات نتائج مثمرة للغاية، خاصة في مجال اللقاحات ومكافحة وباء كورونا.

وفي الآونة الأخيرة، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر، وزادت الاستثمارات الصينية فى مصر بشكل ملحوظ، على سبيل المثال، قامت الشركات الصينية ببناء 20 ناطحة سحاب تجارية وسكنية ومنشآت حكومية ومن بينهم البرج الأيقوني، وهو أطول مبنى في أفريقيا، ولتسهيل حركة الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، فتم توقيع اتفاقية بين مصر والصين، بشأن إنشاء القطار الكهربائي الخفيف "LRT".  


وفي هذا الصدد أجرينا حوار خاص لـ"صدي البلد" مع السفير لياو ليتشيانغ، سفير جمهورية الصين الشعبية بمصر.. وإلى نص الحوار..

س: في ظل العلاقة الجيدة بين الصين ومصر والرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينغ كصديقين حميمين، ما رأيك في التعاون المستقبلي بين مصر والصين، وكيف يتم تعزيز العلاقات بين البلدين؟

ج: إنني على ثقة تامة في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، وفي ظل القيادة الحكيمة للرئيس، عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني، شي جين بينغ ، لأنهما أخوان و صديقان قريبان، كما يجب تطوير العلاقات الصينية المصرية باستمرار، وتحقيق نتائج جديدة باستمرار.  

وأود أن أشير إلي أن الصين تبني مبادرة الحزام والطريق، والتي تتواصل مع رؤية مصر التنموية لعام 2030، على سبيل المثال، مشاركة الصين في العديد من المشروعات في منطقة الأعمال المركزية في العاشر من رمضان، بالإضافة إلى التواصل التكنولوجي.  ويجب أن نقول إن التعليم والتعليم المهني والتجارة المشتركة بين بلدينا قد حقق الكثير من التقدم الإيجابي في هذه المجالات.

س: ماهي الاستثمارات والمشاريع الصينية المستقبلية في مصر؟

ج: كما أن الاستثمار الصيني في مصر ينمو كل عام، وأود على وجه الخصوص أن أشير إلى أنه على الرغم من التأثير الذي سببه وباء كورونا، فإن تعاوننا لا يزال قائم بشكل جيد للغاية.

وفي الوقت نفسه، هناك أيضًا سمة مميزة للعلاقة بين البلدين، وظهر ذلك في تعاوننا لمكافحة الوباء. لقد زودنا مصر بأكثر من 8000 جرعة لقاح، وقمنا ببناء أول مجمع تبريد لقاحات في إفريقيا، و بناء أول خط إنتاج مشترك في إفريقيا، وأعتقد أن هذا التعاون سيستمر.

وباعتبار مصر والصين حضارتين قديمتين، فنحن لا ندعم بعضنا البعض سياسيًا فحسب، بل نحمي بعضنا البعض بحزم، تمامًا كما يؤكد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني على الحفاظ على طريقتنا الخاصة، والتي تتماشى مع الظروف الوطنية لبلدنا، وطريق التنمية الذي اختاره شعبنا. كما أننا نعارض التدخل فى الشؤون الداخلية تحت دعاوى حقوق الإنسان.

وأريد أيضًا أن أقول، كحضارتين قديمتين، ندعو دائمًا إلى أن الحضارات يجب أن تتواصل وتتعلم وتستفيد من بعضها البعض.  كما أن لدينا الكثير من اللغة المشتركة، ومشاريع شعبينا عميقة جدًا، لذلك أنا فخور جدًا بكوني سفير الصين في مصر، كما أنني أحب مصر أيضًا. أنا أيضًا سعيد بالإنجازات المصرية الجديدة المستمرة في ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، وأعتقد أيضًا أن طريق مصر إلى النهضة الوطنية سيكون بالتأكيد أكثر إشراقًا ونجاحًا وسيحرز العديد من التقدم.


يذكر أنه تم إعادة انتخاب الرئيس الصيني، شي جين بينغ لخمس سنوات جديدة، ومع اقتراب انعقاد مؤتمر قمة المناخ 2022 في مصر، فما هي الاقتراحات المحددة التي تقدمها الصين للقوى العالمية لدعم البلدان النامية والاقتصادات الناشئة لمواجهة التغيرات المناخية، وهل ستطرح الصين أجندة خاصة في هذا الصدد؟

وكان أكد عضو مجلس الدولة وانغ يي، خلال اللقاء مع وزير الخارجية سامح شكري في مارس وسبتمبر من هذا العام، على أن الصين تدعم مصر في استضافة المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتحرص على تعزيز التعاون مع مصر في مواجهة التغير المناخي.

في الأسبوع القادم، سيُعقد مؤتمر COP27 الذي تستضيفه مصر في شرم الشيخ الجميلة، فاغتنم هذه الفرصة لأعبر عن تمنياتي الطيبة لهذا المؤتمر. وإن الصين مستعدة لمواصلة تعزيز التعاون الأخضر وتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى مع مصر، بغية مساعدة مصر في تحقيق التحول الأخضر والمنخفض الكربون والتصدي لتحديات تغير المناخ بالجهود المشتركة.

يعد تغير المناخ تحديا مشتركا للبشرية جمعاء ويتعلق بمستقبل البشرية ومصيرها، ويتطلب جهودا مشتركة من المجتمع الدولي. ستواصل الصين التزامها بطريق التنمية الخضراء المنخفضة الكربون والمستدامة، وتسريع التحول الأخضر لنمط تنميتها، وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، مستعدة للعمل مع مصر وغيرها من أعضاء المجتمع الدولي على المشاركة في الحوكمة العالمية لمواجهة التغير المناخي وتقديم مساهمات جديدة وأكبر لبناء عالم أجمل.

في العقد الماضي، بتوجيه فكر شي جينبينغ للحضارة الإيكولوجية، شهدت حماية البيئة الإيكولوجية في الصين تحوُّلا تاريخيا وانعطافيا أثر في الوضع الكلي، وخلقت معجزات فيما يتعلق بتوفير الطاقة وتقليل الكربون وخفض انبعاثاته. حيث قامت الصين بوضع هدف "بلوغ ذروة الانبعاثات الكربونية" و"الحياد الكربوني"، والذي سيحقق أعلى خفض في كثافة انبعاثات الكربون في العالم، وسيحقق الحياد الكربوني بعد بلوغ ذروة الانبعاثات في أقصر وقت في تاريخ العالم. 
سجلت حصة الفحم في مزيج الطاقة المستهلكة في الصين أسرع انخفاض في التاريخ إلى 56٪. ويمثل الوقود غير الأحفوري 16.6٪ من إجمالي الطاقة المستهلكة في الصين. وتمثل القدرة المركبة للطاقة المتجددة في الصين أكثر من ثلث إجمالي الطاقة المتجددة العالمية، والتي تتجاوز مليار كيلوواط. كما تبقى الصين صدارة العالم من حيث القدرة المركبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية والكتلة الحيوية. نمت مساحة الغابات في الصين لتصل إلى 227 مليون هكتار، مما يجعلها القوة الرائدة في العالم لتخضير كوكبنا.

لم تنتهج الصين طريق التنمية الخضراء فحسب، بل شاركت أيضًا بشكل بناء في العملية المتعددة الأطراف بشأن تغير المناخ وقدمت مساهمات تاريخية في إبرام اتفاق باريس ودخوله حيز التنفيذ. لا سيما فيما يتعلق بدعم البلدان الأفريقية وغيرها من البلدان النامية والاقتصادات الناشئة في معالجة تغير المناخ، كانت الصين موجودة دائما بموقفها الثابت. اعتمد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي إعلان التعاون الصيني الأفريقي بشأن تغير المناخ، الذي يقترح إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وأفريقيا بشأن تغير المناخ في العصر الجديد.

وفي سبتمبر الماضي، استضافت الصين الاجتماع الوزاري لـ"مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية" واقترحت مبادرة لتعزيز "الشراكة العالمية من أجل الطاقة النظيفة". وتضمنت الدفعة الأولى من مشاريعها التعاون بشأن تغير المناخ والتنمية الخضراء في 19 الدول الافريقية. حتى الآن، خصصت الصين أكثر من 1.2 مليار يوان للتعاون بين بلدان الجنوب بشأن تغير المناخ، ووقعت 43 وثيقة تعاون بين بلدان الجنوب بشأن تغير المناخ مع 38 دولة نامية، وقامت بتأهيل حوالي ألفي مسؤول وموظف متخصص في مجال التغير المناخي من أكثر من 120 الدول النامية.