الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان.. هل يجوز الاقتراض أو الاستلاف لقضاء دين عاجل؟.. حكم المماطلة في سداد الديون مع القدرة على الدفع.. وأمور تفتح أبواب الرزق المغلقة| علي جمعة يوضح

فتاوى تشغل الأذهان
فتاوى تشغل الأذهان

فتاوى تشغل الأذهان

هل يجوز الاقتراض أو الاستلاف لقضاء دين عاجل؟ 

حكم المماطلة في سداد دين مع القدرة على سداده

كيف يفتح الله أبواب الرزق المغلقة أمام المدين؟ 

يتساءل كثير من المسلمين عن أحكام الدين وقضاؤه وكيف يفتح الله أبواب الرزق المغلقة أمام المدين وهل يجوز له الاقتراض أو الاستلاف لقضاء دين عاجل ومتى يكون هذا الفعل إغراقاً ومتى يكون رباً، أسئلة كثيرة أجاب عنها الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

وقال علي جمعة في بيانه آية الدين وأحكامه في القرآن، إن الدَين هم بالليل وذل بالنهار ، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي على متوفي إلا سأل أولا “ هل عليه دين لأحد ” ؟ ، فإذا كان مديون فلا يصلي عليه ، أما إذا كان غير مديون صلى عليه ، وهنا يجب ان نتوقف عند هذا العقاب الي فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أن هذا الميت لم ينل شرف صلاة النبي عليه.

وأضاف جمعة خلال برنامج “ من مصر” ، إذا توفى الشخص وكان عليه دين ، فإذا كان تاركا لتركة كبيرة او صغيرة فأول ما يتم هو سدادالدين قبل توزيع التركة ، او يتحمل احد سداد الدين ، لافتا الى النبي كان إذا تعهد احد من المسلمين بسداد دين المتوفي كان يصلي على المتوفي .

وأوضح علي جمعة أن سداد الدين مسألة مهمة يجب الانتباه لها جيدا ، ولا يستهان بها ، فالموت يأتي فجأة ، ويجب سداد الدين اولا وقبل كل شيء ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب لهذا الأمر ، ولعظم ذلك الامر كان يترك الصلاة على من كان مديونا . 

بينما قالت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، إن المُماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد حرام شرعًا.

واستشهدت اللجنة في إجابتها عن سؤال: «ما حكم المماطلة في سداد دين مع القدرة على سداده؟» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن رَسُول اللَّهِ ﷺ، قال: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعُ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ: «فَلْيَحْتَلْ»، ومعنى الحديث أن مماطلة القادر على سداد الدين إثم.

وفي بيانه حكم الاستلاف والاقتراض لسداد الدين قال علي جمعة، إن الاستلاف والاقتراض لسداد الدين قد يكون في الإمكان أو في غير إمكان (إغراق)، مشيرا إلى أنه إذا كان في الإمكان يجوز.

ولفت علي جمعة في شرحه الإمكان قائلاً: “راجل عليه دين وصاحب الدين عاوزه دلوقتي وهو عنده قطعة أرض هيبعها قريب فيقوم مستلف وينقل الدين من (س) إلى (ص)، انتطارا لبيع الأرض اللي فيه قرب”. 

وأوضح: "فيه واحد تاني ينزل السوق يشتري بالآجل تلاجات تمنها 30 ألف ويبعها بخصم عشان يقدر يسدد الـ 20 ألف وانتظار ا لبيع الأرض ويسدد الـ 30 ألف فهذا جائز مع الكراهة، وحينما يطالبه صاحب الـ 30 يعمل الحركة مع آخر فتصبح 40 حتى يجد نفسه غارقا فهذا حرام ويشبه الانتحار". 

وفي أبواب الرزق التي تهون على المدين قضاء دينه قال علي جمعة كلما صلىٰ العبد علىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقي.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو قبلة المؤمنين وقبلة أرواحهم، وقطب الرحى ، ونقطة الدائرة، وهو الباب إلىٰ الله، سدت كل الأبواب إلا بابه الكريم، منوهًا بأن الصلاة علىٰ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما هي بعض حقه، والصلاة علىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- تقبل من كل أحد، من المنافق ومن الفاسق، ومن المؤمن ومن التقي، ومن غيرهم.

وأضاف علي جمعة أن ذلك لتعلقها بالمقام الأجل، فمن يئس من نفسه ورأىٰ أنه لا يطيع ربه إلا قليلاً فليشرع في الصلاة علىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- مستحضراً حقه ووجوب الأدب معه، فإن ذلك يحمله علىٰ القيام بالفرائض، واجتناب المناهي، والتقرب إلىٰ الله تعالىٰ، وكلما صلىٰ علىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقي.

وأكد أنه ينبغي أن يكثر من الصلاة علىٰ سيدنا رسول الله أيضاً تكثيراً للثواب؛ لأنها جمعت فأوعت، فهى ذكر لله في نفسها، وهى مع ذلك امتثال لأمره تعالىٰ حيث أمرنا أن نصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- ومع أنها طاعة في نفسها مستقلة، إلا أنها تشتمل علىٰ تعظيم سيد الخلق، وهو أمر مقصود في ذاته، ولأنها تشتمل علىٰ أشرف كلمة وهى: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله).

وتابع علي جمعة: فالصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- إقرار منك بالوحدانية ابتداءً، لأننا نبدأها بأن نطلب الصلاة من الله وهذا توحيد، وتنتهي بالإيمان بسيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- ، مشيرًا إلى أن هذا بعض شأن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهى الوقاية، وهى الكفاية، وهى الشفاء، وهى الحصن الحصين، وهى التي تولد حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قلوب المؤمنين، فيقبلون علىٰ الطاعة ويتركون المعصية.

واستطرد : وهى التي تحافظ علىٰ ذلك الحب وتصونه، وهى التي يترقىٰ بها العبد عند ربه، وهى التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه، حيث إنه يجيب علىٰ من صلىٰ عليه، وهى مدخل صحيح، للدخول علىٰ السيد المليح الفصيح -صلى الله عليه وسلم- ، فالدخول علىٰ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبدأ بالصلاة عليه وبكثرة الصلاة عليه.

وشدد على أن الصلاة علي النبي -صلى الله عليه وسلم- ، لا شك أنها من أفضل القربات والأذكار التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالي، وتفتح لنا أبواب المغفرة والفرج والرزق والنجاة وسعادة الدارين الدنيا والآخرة، وهذا ما يطرح السؤال عن أفضل صيغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، لنيل أكبر ثواب لها.

 وبين أن هناك صيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم - يثاب عنها العبد على قدر مليون مرة،  وذلك في إجابته عن سؤال: ( أقول " اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد مليون مرة" فهل أثاب على قدر مليون مرة أي تحسب مليون مرة؟ ) ، أن هذا صحيح ، أي أن من قال عبارة ( اللهم صل وسلم على سيدنا محمد مليون مرة) ، فإن أجره عن المرة الواحدة يحتسب كمن ردد الصلاة على النبي مليون مرة.

واستشهد بحديث صفية الذي يدل على ذلك، حيث كانت تسبح من أول النهار حتى الضحى ، فلما سألها النبي -صلى الله عليه وسلم- عما تفعل كل هذا الوقت، أجابته أنها تسبح، فقال لها -صلى الله عليه وسلم- : (أقول لك قولاً يعدل ما ذكرتِ، ويزيد، قولي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)، إذن فهذا يعدل زنة العرش وعدد الخلق في الأجر والثواب.

وأضاف أن هذه الصيغ موجودة في الأوراد والدلائل والكنوز، من صيغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( اللهم صل على سيدنا محمد ألف ألف ألف مرة)، و( اللهم صل على سيدنا محمد عدد أوراق الشجر وحبات الرمال) وهكذا ، بمعنى ما لا نهاية من صيغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبناء عليه فإن في هذا دلالة على أن هذه الصيغة ثوابها مليون عن المرة الواحدة.