EN 
بسبب فيضانات باكستان، تبين أن أكثر من طفل واحد من كل 9 أطفال دون سن الخامسة تم إدخالهم إلى المرافق الصحية في المناطق المتضررة جراء الفيضانات في إقليمي السند وبلوشستان الباكستانيين، كما أن هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يهدد بحالة طوارئ حرجة وفقًا لبيان صادر عن اليونيسف، بحسب ما نشرت صحيفة “هندوستان تايمز”.
فرصة واعدة في مصر
حذرت اليونيسف من أنه في أعقاب الفيضانات المدمرة في باكستان، أبلغت المرافق الصحية عن مستويات مقلقة من سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في المناطق المتضررة، ذلك بالإضافة إلى مستويات قياسية من الدمار، وهو ما أدى إلى تصريح لرئيس الحكومة الباكستانية بأن مؤتمر الأطراف الأممي (كوب 27) في مصر، والذي ستستضيفه مدينة شرم الشيخ، يمثل فرصة واعدة لدعم باكستان وحمايتها من الآثار المهلكة تلك.
وسبق أن لفت شريف إلى أنه يأمل في أن يتيح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بمصر الشهر المقبل، والذي سيقام بشرم الشيخ، فرصة لباكستان لعرض موقفها من قابلية تأثر العالم النامي فيما يتعلق بالخطر المناخي.
وأفاد بيان صادر عن اليونيسف بأن أكثر من طفل واحد من كل 9 أطفال دون سن الخامسة تم إدخالهم إلى المرافق الصحية في المناطق المتضررة من الفيضانات في السند وبلوشستان.
طفل من كل 9 معرض لسوء تغذية حاد
وذكرت اليونيسف: "إجمالاً، من بين أكثر من 22000 طفل تم فحصهم من قبل المتخصصين الصحيين منذ سبتمبر 2022 في المرافق الصحية في المناطق المتضررة من الفيضانات، تم تشخيص أكثر من 2630 طفل بسوء التغذية الحاد الوخيم، أو أكثر من 1 من كل 9 أطفال.. وسوء التغذية الحاد الشديد، المعروف أيضًا باسم الهزال الشديد هو حالة تهدد الحياة، حيث يكون الأطفال نحيفين للغاية بالنسبة لطولهم، مما يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة".
تشير التقديرات المستندة إلى انتشار سوء التغذية والجوع الموجود مسبقًا في أحدث مسح وطني للتغذية إلى أن ما يقرب من 1.6 مليون طفل قد يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ويحتاجون إلى علاج عاجل في المناطق المتضررة من الفيضانات في مقاطعتي السند وبلوشستان.
النساء الحوامل
كما أن النساء الحوامل اللائي يعانين من سوء التغذية معرضات لخطر ولادة أطفال مبكرًا، حيث يعانين من نقص الوزن عند الولادة ويعانون من سوء التغذية.
نتجه نحو نتيجة كارثية
قال عبد الله فاضل، ممثل اليونيسف في باكستان: "لا يمكننا إطلاق هذا الإنذار بصوت عالٍ بما فيه الكفاية. نحن نواجه حالة طوارئ حرجة في التغذية تهدد حياة الملايين من الأطفال. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، نتجه نحو نتيجة كارثية تهدد نمو الأطفال وبقائهم على قيد الحياة. ونحن ممتنون لدعم المجتمع العالمي حتى الآن، ولكن هناك حاجة إلى المزيد لإنقاذ حياة الأطفال".
وتقول الأمم المتحدة إن سبعة ملايين امرأة وطفل في باكستان يحتاجون بشكل حرج وصولا فوريا إلى الغذاء.
وقبل ذلك، أعلنت باكستان الأربعاء الماضي أن البنك الدولي قدر خسائر الفيضانات التي شهدتها البلاد خلال فصل الصيف - والتي حطمت أرقاما قياسية – بأربعين مليار دولار.
يزيد هذا الرقم بمقدار عشرة مليارات دولار عن تقدير سابق للحكومة الباكستانية.
كانت باكستان تعاني أزمة اقتصادية خطيرة بالفعل قبل هطول الأمطار الموسمية الغزيرة منتصف يونيو الماضي.
إغراق ثلث أراضي البلاد
تسببت الأمطار في فيضانات عارمة غير مسبوقة أدت إلى إغراق ثلث أراضي البلاد بالمياه، ما أجبر مئات الآلاف من السكان على الانتقال إلى أماكن أكثر أمنا.
تسببت الفيضانات، التي يقول خبراء إنها تفاقمت بسبب تغير المناخ، في مقتل 1719 شخصا، وإلحاق أضرار بنحو 33 مليونا آخرين منذ منتصف يونيو، كما أسفرت عن تدمير مليوني منزل وإلحاق أضرار بها.
عدّلت الأمم المتحدة مناشدتها لمساعدة باكستان بخمسة أضعاف، إلى 816 مليون دولار بعد أن كان الرقم السابق 160 مليون دولار، قائلة إن التقييمات الأخيرة للأضرار التي سببتها الفيضانات تشير إلى الحاجة الملحة لمساعدة طويلة الأمد تستمر حتى العام المقبل.
