الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حالة انهيار.. الأسلحة الإيرانية تظهر ضعف روسيا

حرب روسيا وأوكرانيا
حرب روسيا وأوكرانيا

تواجه روسيا واحدة من أكثر لحظات التوتر في الأشهر الأخيرة، ومع هجوم أوكرانيا المحتمل على خيرسون، قد يدخل الصراع مرحلة جديدة.

وحسب صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يحتاج إلى مساعدة على الجبهة العسكرية أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد أن تصدرت إيران المشهد بشكل غير متوقع.

ولمدة شهرين تقريبًا، كان الجانب الأوكراني متقدما بشكل كبير وكان هو من يقرر أين وكيف يهاجم، وبعد انهيار الجبهة الشمالية بدا أن الجانب الروسي في حالة انهيار.

لكن ظهور المسيرات "الانتحارية" الإيرانية غيّر من المشهد، هذا النوع من الطائرات دون طيار، الذي يهاجم الأهداف بشحنات متفجرة، بسيط للغاية ومصنوع من مكونات منخفضة الجودة، لكنه فعال جدا.

وحققت المُسيرات الإيرانية أهدافا أساسية لموسكو، فمن ناحية سمحت للروس باستعادة جزء من التقدم بعد التراجع المشهود لقواتها، ومن ناحية أخرى، سمحت لبوتين بإعادة شن هجمات جوية بعد أن ظهرت عدم فاعلية قواته الجوية بصورة غير مسبوقة.

وبالطبع غيرت المسيرات إستراتيجية الحرب ولم تعد أهداف موسكو الآن عسكرية فقط كما كانت من قبل، لكنها الآن تحاول خنق السكان المدنيين وتركهم بلا خدمات، ومهاجمة البنية التحتية بالكامل وإحداث دمار في المدن الأوكرانية.

وتعد المسيرة "شاهد-136"، التي أطلق عليها الروس اسم "جيران-2"، كبيرة مقارنة بالنماذج الأخرى التي تسمَّى "انتحارية"، ويسمح حجمها الكبير بحمل شحنة متفجرة أكبر، مع منحها مدى تحليق أطول.

ومقارنة بالطائرات دون طيار الأخرى ذات الاستخدام الواحد، مثل "Switchblade" الأمريكية، التي يمكن التحكم فيها يدويا، فإن الطائرة الإيرانية تتمتع بالتحكم الذاتي المستقل تمامًا، فيما تحتاج المُسيرة الأمريكية إلى مُشغل لتوجيهها نحو الهدف المنشود، رغم خفتها وبساطة تصميمها.

وميزة نماذج التوجيه في المسيرات الإيرانية، أنها تتيح نطاقات تحليق طويلة جدا، إذ يمكن أن يصل مدى "شاهد-136" إلى أكثر من 1000 كيلومتر، نظرًا لأنها لا تعتمد على روابط لاسلكية، لكنها غير قادرة على مهاجمة الأهداف المتحركة.

وتعتمد المسيرة الإيرانية في الوصول إلى وجهتها، على استخدام نظام التوجيه"GLONASS"، وهو الإصدار الروسي من "GPS"، لذلك يتم تسجيل إحداثيات الهدف قبل الإطلاق، وتحلق الطائرة دون طيار إليه دون أي تدخل.

وتجعل تلك القدرة المسيرات الإيرانية، مثالية لمهاجمة أهداف ثابتة كبيرة، مثل: محطات الكهربائية، والمستودعات، ومراكز القيادة، وحتى مواقع المدفعية الثابتة.

وتطلق القوات الروسية المُسيرات الإيرانية في شكل أسراب، للدلالة على أن الطائرات دون طيار تحت السيطرة والتنسيق.

وقد تكون الأسراب فعالة للغاية، لأنها من ناحية تشبع الدفاعات وتزيد من احتمال وصول وحدة ما إلى الهدف، ومن ناحية أخرى، فإن تكلفتها المنخفضة تجعل العدو ينفق صواريخ باهظة الثمن وقيّمة ضد عنصر رخيص.

ويمكن أن يكلف صاروخ أوكراني ما يزيد عن 100 ألف دولار مقابل 20 ألف دولار فقط للمُسيرة الإيرانية، لذا فإن الضرر الذي يلحق باقتصاد الحرب في كييف واضح.

ولا يقتصر الدعم الإيراني على هذا النوع من الطائرات دون طيار فقط، وقد يأتي المزيد من المواد المدمرة، ويمكن أن يضاف إليها الصواريخ التكتيكية قصيرة المدى.

وتعد الصواريخ الإيرانية من نوع "فاتح" و"ذو الفقار"، هي الاحتمال الأقرب بعد زيارة النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر إلى العاصمة موسكو، برفقة مسؤولين عسكريين وحكوميين كبار، في الـ6 من شهر أكتوبر الجاري.

وأصبح من المستحيل بالفعل إخفاء المساعدات الإيرانية، وهو ما يشير إلى غضب كبير في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تطبيق الاتحاد الأوروبي للعقوبات على العديد من الأفراد والشركات الإيرانية.