ارتفعت عملية الدولار الأمريكية اليوم الاثنين الذي شهد أيضاً انخفاضا قياسيا في الجنيه الإسترليني والليرة التركية، فيما هوى الذهب إلى أدنى مستوياته منذ عام 2020، وسط مخاوف جمة بشآن آفاق الاقتصاد العالمي.
الذهب يهبط
وتراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1637.85 دولار للأوقية الأونصة. وتراجعت الأسعار 1% في وقت سابق من الجلسة إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل 2020 مسجلة 1626.41 دولار، فيما هبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.6% إلى 1645 دولارا.
وانخفض السعر الفوري للذهب بنسبة 1% ليصل إلى 1626.93 دولار للأوقية قبل التداول عند مستوى 1638.5 دولار بحلول الساعة 12:41 مساءً في سنغافورة. وتراجع النحاس بـ1.1% إلى 7351 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن، فيما تراجع الألمنيوم والزنك أيضًا، بينما انخفض خام الحديد في سنغافورة بـ3% إلى 95 دولارًا للطن.
الليرة والجنيه الاسترليني في أدني مستوى لهما
وخلال تعاملات صباح اليوم الاثنين، هبطت الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار مُواصِلة بذلك سلسلة خسائر بدأت بعد خفض البنك المركزي غير المتوقع لسعر الفائدة الأسبوع الماضي.
وأصبحت تركيا صاحبة أعلى معدل فائدة سلبية في العالم بعد تعديلها وفقًا للتضخم، الذي تجاوز 80% الشهر الماضي، وذلك نتيجة السياسة النقدية غير التقليدية التي يتبعها البنك المركزي.
ووفقًا لوكالة "بلومبرج" بلغ سعر الليرة 18.4440 مقابل الدولار متراجعة عن مستواها عند الإغلاق يوم الجمعة، الذي بلغ 18.4280 ليرة للدولار الواحد، فيما كانت الليرة قد هبطت في وقت سابق إلى مستوى قياسي بلغ 18.4450 ليرة للدولار، حسب وكالة "رويترز".
ترتفع بذلك خسائر العملة التركية إلى أكثر من 28% منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، وهي ثاني أسوأ العملات أداءً في الأسواق الناشئة بعد البيزو الأرجنتيني.
أما الجنيه الإسترليني فقد انخفض لأدنى مستوى في تاريخه أمام الدولار حيث وصل في تعاملات اليوم الاثنين إلى 1.0350 دولار، فيما أشارت وكالة “بلومبرج” إلى أن هناك توقعات بأن احتمالات تراجع العملة البريطانية إلى مستوى التعادل مع الدولار هذا العام قد زادت إلى 63%.
وقالت الوكالة إن الجنيه الإسترليني انخفض بنسبة 5% عقب تعاملات بيع استمرت 20 دقيقة وذلك بعد أن صرح وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتنج بأن بريطانيا سوف تضغط لإجراء مزيد من التخفيضات الضريبية، ما دفع المتعاملين للتخارج من العملة، في ظل عدم ثقتهم في الخطة الاقتصادية للحكومة الجديدة في لندن.
وكانت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَاس، أكبر حزمة تخفيضات ضريبية جذرية في المملكة المتحدة منذ 1972، إذ تم تخفيض الرسوم على أجور الموظفين والشركات في محاولة لتعزيز إمكانات الاقتصاد طويلة الأجل.
ترويض التضخم
وفي الوقت الذي أعلن فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنه مستمر في نهج سياسات التشدد لكبح جماح التخضم عبر زيادات مستمرة في أسعار الفائدة، كشف رئيس المجلس في أتلانتا رافائيل بوستيك أمس الأحد أنه لا يزال يعتقد بأن بإمكان البنك "ترويض التضخم" دون خسائر كبيرة في الوظائف نظرا لاستمرار "القوة الدافعة" للاقتصاد.
وأضاف بوستيك في تصريحات لشبكة "سي.بي.إس" أنه "إذا نظرت إلى التاريخ، فهناك فرصة جيدة حقا لأن فقدان الوظائف إذا حدث سيكون بمعدل أقل" مما كان يحدث في حالات التباطؤ السابقة.
وفيما يتعلق بخطط البنك المركزي لمواصلة الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة، التي تهدف إلى إبطاء الاقتصاد وزيادة الطلب على السلع والخدمات بما يتماشى مع العرض وخفض التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى له في أربعة عقود، قال بوستيك إن "التضخم مرتفع، إنه مرتفع جدا. وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لخفضه".
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إنه في الوقت الذي تهرع فيه البنوك المركزية حول العالم إلى رفع أسعار الفائدة وتشديد السياسات النقدية، ثمة مخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي أسرع بكثير مما كان متوقعًا، حيث انخفضت أسواق الأسهم يوم الجمعة وذلك لليوم الثالث على التوالي، في وقت بدأ المستثمرون في "وول ستريت" الحديث عن سقوط حرّ لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500".