تراجعت أسعار الذهب اليوم الاثنين، لتقترب من أدنى مستوى لها منذ عامين ونصف العام متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي ومع تبني البنوك المركزية الرئيسية موقفا صارما بشأن أسعار الفائدة لخفض التضخم.
وتراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1637.85 دولار للأوقية الأونصة. وتراجعت الأسعار 1% في وقت سابق من الجلسة إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل 2020 مسجلة 1626.41 دولار، فيما هبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.6% إلى 1645 دولارا.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام 6 عملات رئيسية، إلى أعلى مستوى له منذ عام 2002 مدعوما بانخفاض الجنيه الإسترليني.
ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي وعدد من البنوك المركزية الكبرى الأخرى أسعار الفائدة الأسبوع الماضي مما أثار مخاوف بشأن تأثيرها على النمو، فيما أظهر استطلاع يوم الجمعة، تفاقم تباطؤ النشاط التجاري في منطقة اليورو في سبتمبر.
وكان الذهب اختتم تداولاته الأسبوعية يوم الجمعة عند أدنى مستوى في عامين ونصف العام؛ حيث هبط بأكثر من 1.5% عند الإغلاق مسجلا 1644 دولارا للأوقية. وهذا ثاني أسبوع من الانخفاض، وذلك بسبب ارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
ترويض التضخم
وفي الوقت الذي أعلن فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنه مستمر في نهج سياسات التشدد لكبح جماح التخضم عبر زيادات مستمرة في أسعار الفائدة، كشف رئيس المجلس في أتلانتا رافائيل بوستيك أمس الأحد أنه لا يزال يعتقد بأن بإمكان البنك "ترويض التضخم" دون خسائر كبيرة في الوظائف نظرا لاستمرار "القوة الدافعة" للاقتصاد.
وأضاف بوستيك في تصريحات لشبكة "سي.بي.إس" أنه "إذا نظرت إلى التاريخ، فهناك فرصة جيدة حقا لأن فقدان الوظائف إذا حدث سيكون بمعدل أقل" مما كان يحدث في حالات التباطؤ السابقة.
وفيما يتعلق بخطط البنك المركزي لمواصلة الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة، التي تهدف إلى إبطاء الاقتصاد وزيادة الطلب على السلع والخدمات بما يتماشى مع العرض وخفض التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى له في أربعة عقود، قال بوستيك إن "التضخم مرتفع، إنه مرتفع جدا. وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لخفضه".
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إنه في الوقت الذي تهرع فيه البنوك المركزية حول العالم إلى رفع أسعار الفائدة وتشديد السياسات النقدية، ثمة مخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي أسرع بكثير مما كان متوقعًا، حيث انخفضت أسواق الأسهم يوم الجمعة وذلك لليوم الثالث على التوالي، في وقت بدأ المستثمرون في "وول ستريت" الحديث عن سقوط حرّ لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500".