EN 
أصبحت عملية شراء سيارة جديدة أكثر تعقيدا وصعوبة من أي وقت مضى، حيث انعكست مشاكل التصنيع من اضطراب سلاسل التوريد وشح المواد الخام و الإغلاقات المتكررة لخطوط الإنتاج على مدى توافر العدد الكافي من السيارات وبالتالي نتج عنه زيادة كبيرة في الأسعار.
منذ 2020 ومع بداية انتشار وباء كوفيد 19 والقيود المفروضة على سلاسل التوريد و النقص العالمي في أشباه الموصلات، اختلت العملية التصنيعية بكل شركات السيارات بلا استثناء وإن كان وقع الأكارثة أخف بالنسبة للشركات الكبيرة والرائدة، ومع ذلك كل السيارات بمختلف أشكالها وأحجامها أصابها سُعار الارتفاعات المتتالية في السعر، وخلال سنتين فقط تضاعفت لكل المركبات.
الوضع أصبح معقد للغاية ، خاصة في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر أسواق بيع السيارات، حيث تشير الأبحاث التي أجرتها JATO Dynamics الاستشارية والخبيرة في الأسواق، إلى أن متوسط سعر التجزئة لمركبات البنزين المتاحة في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 14% بين عامي 2015 و 2022.، ليقفز السعر من 39143 دولارًا في عام 2015 إلى 44641 دولارًا هذا العام، وهو ما يعني أكثر من 5 آلاف دولار في 7 سنوات فقط.
في جميع أنحاء البلدان الأوروبية، كانت الزيادات أكثر خاصة في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا وهولندا والنرويج أي قلب القارة الاوروبية، كان متوسط سعر السيارة الجديدة 35،500 يورو (36،037 دولارًا أمريكيًا) في عام 2015، ولكن خلال هذا العام ، وحتى يونيو ، كان متوسط سعر التجزئة للسيارات المتاحة 44101 يورو (44.769 دولار)، وهو السبب الذي جعل شركات التصنيع تركز على قطاع السيارات الفاخرة ذات الهوامش الربحية العالية.
على سبيل المثال في النرويج ، ارتفع متوسط ثمن السيارة من 42،199 يورو (42،838 دولارًا) إلى 68،677 يورو (69،707 دولارًا)، أي زيادة بنسبة 63 %، وهي نتيجة للتشريعات التي تهدف إلى إلغاء سيارات الاحتراق الداخلي من الشوارع والتحول بالكامل للسيارات الكهربائية. في أسواق أخرى مثل المملكة المتحدة ، أدى تخفيض قيمة الجنيه البريطاني إلى تسريع زيادة الأسعار ، من 32247 جنيهًا إسترلينيًا (37409 دولارًا أمريكيًا) في عام 2015 إلى 46230 جنيهًا إسترلينيًا (53631 دولارًا) بحلول نهاية يونيو 2022.
في المقابل ، لم يشهد السوق الصيني سوى زيادة طفيفة بنسبة 5 % خلال نفس فترة السبع سنوات، ويرجع ذلك أساسًا إلى توافر العرض ليتناسب مع كمية الطلب، نجد في الصين شركات محلية كثيرة تنتج وحدات بمختلف الأشكال والأنواع تغرق بها السوق الصيني، فهو سوق لا يعاني من نقص بل وفرة في السيارات الكهربائية وبأسعار تناسب الطبقات الدنيا والشرائح محدودة الدخل، المركبات الكهربائية أصبحت في متناول الجميع.
قامت معظم العلامات التجارية التي تبيع منتجاتها في أوروبا والولايات المتحدة بإنتاج سياراتها الكهربائية كسيارات من فئة الـ premium، أي الفاخرة مع التركيز الكلي على القطاعات الراقية وإلغاء السيارات الاكثر شعبية المخصصة للطبقة المتوسطة، معظم العروض الموجودة في هذه الأسواق هي سيارات السيدان وسيارات الدفع الرباعي الفاخرة ، على الرغم من أن هذا الاتجاه قد بدأ يتغير مع إدخال سيارات أقل تكلفة، مثل سيارات الـ SUV الصغيرة وسيارات المدينة وهو الاتجاه الذي بدأت تنحاز له كلا من جنرال موتورز و فولكس فاجن لإدراكها المتأخر لأهمية هذه الشريحة.
