مبطلات الوضوء تطلق على كل فعل ينقض الوضوء، فمبطلات الوضوء هي الأسباب التي ينتهي عندها الوضوء ويجب بعدها تجديده، ومن الضروري على كل مسلم أن يكون على علم بمبطلات الوضوء، وبناءً عليه تنقسم مبطلات الوضوء إلى حدثين أحدهما يسمى الحدث الأكبر والآخر يسمى بالحدث الأكبر.
وعندما يطلق لفظ الحدث؛ فيقصد به الحدث الأصغر، وهي أمور عادية تفعلها أعضاء الوضوء، وتجعل الصلاة باطلة في حالة أن فعل الفرد أحد هذه الأمور ولم يجدد وضوئه بعدها.
وفي الأحكام الشرعية يسمى الفرد الذي يبطل وضوئه "محدث" وعلى ذلك تنقسم مبطلات الوضوء إلى قسمين، القسم الأول متفق عليه بين جميع الفقهاء، والقسم الثاني مختلف فيه.
مبطلات الوضوء للنساء
مبطلات الوضوء للنساء كثيرة منها البول والغائط وهما ما يخرجا من السبيلين (القبل والدبر)، ودليل ذلك ما ذكر في سورة النساء من قوله تعالى (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ)، وما ورد في السنة النبوية عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني رضي الله عنه: أنه شُكِي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيَّل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: (لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا)؛ متفق عليه.
زوال العقل وهو ما يقصد به غياب الوعي تحت أي سبب من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك والتي منها المخدرات، أو الخمور، أو الجنون، أو الإغماء، أو النوم الثقيل الذي يذهب معه الإحساس أما النوم بدون فقدان الوعي فلا يبطل الوضوء، ودليل ذلك ما رواه الإمام مسلم لقول أنس (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يصلون، ولا يتوضؤون).
-مس الفرج قبلًا كان أو دبرًا عن عمد بدون حائل من ملابس أو غيرها بين اليد والعضو من مبطلات الوضوء للنساء، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من مس فرجه، فليتوضأ) رواه أحمد.
- مس الرجل للمرأة بشهوة أو عكس ذلك زوجة كانت أو أجنبية ، فإذا حدث تقبيل بينهم أو لمس بدون شهوة فلا ينقض وضوئهما وهو ما ذهب إليه الأحناف، فشرط النقض هنا أن يكون مع المس شهوة مبطلات الوضوء ، ودليل أن اللمس بدون شهوة لا ينقض الوضوء، ما جاء في صحيحي البخاري و مسلم عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: (كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا، قَالَتْ: وَالبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ).
مبطلات الوضوء
ومما ذكر مهم أيضا أن من مبطلات الوضوء أكل لحم الإبل ينقض الوضوء، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالوضوء بعد أكل لحوم الإبل، ودليل ذلك حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ». رواه مسلم.
تغسيل الميت يعد من مبطلات الوضوء فعلى من يغسل ميتًا أو يشارك في تغسيله عليه أن يتوضأ إذا قام للصلاة، ودليل ذلك عن ابن جريج، عن عطاء، قال: سُئل ابن عباس: (أعَلى مَن غسَّل ميتًا غُسل؟ قال: لا، إذًا نجسوا صاحبهم، ولكن وضوء)، وقال أبو هريرة: (أقل ما فيه الوضوء).
-الردة عن الإسلام لإن المرتد يعتبر كافرًا بإجماع الفقهاء لذلك في حالة أنه تاب ورجع إلى الإسلام فعليه أن يغتسل ويتوضأ بعد الغسل.
وأمر آخر وهو المذي والودي أيضا من مبطلات الوضوء ، والودي هو ماء أبيض يخرج بعد البول من العضو الذكري للرجل، والمذي هو ما يخرج نتيجة المداعبة أو النظر بشهوة أو التفكير الجنسي وهو ما لزج كالمني وكلا منهما ينقض الوضوء، ودليل ذلك ما روى سهل بن حنيف قال: (كنت ألقى من المذي شدة وعناء، وكنت أكثر منه الاغتسال، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “إنما يجزيك من ذلك الوضوء) رواه الترمذي.
-الغيبة والكلام القبيح، يري المالكية أنهما ينقضان الوضوء، ويري الأحناف والشافعية أن إعادة الوضوء في حالة الغيبة والكلام القبيح مستحب.
-سيلان الدم الكثير وهو ما يعرف بالنزيف، أما خروج الدم القليل كالحرج الخفيف فليس فيه شيء ولا ينقض الوضوء وهذا مذهب المالكية والشافعية، وكذلك القيح أو القيء الكثير فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أصابه قيء، أو رعاف، أو قلس، أو مذي، فليتوضأ).
حالات تنقض الوضوء
حالات تنقض الوضوء من الحالات التي تنقض الوضوء وذكرناها سابقا مثل البول والغائط وخروج الريح ومس المرأة بشهوة، أو القيء، والمذي والذي هو عبارة عن سائل أبيض يخرج بعد البول ، كل هذه المور تنقض الوضوء ، وهناك حالات أخرى تنقض الوضوء تشغل بال الناس.
هل طلاء الأظافر يبطل الوضوء
طلاء الأظافر "المناكير" يبطل الوضوء في حالة وجوده على الأظافر من النوع الذي لا يزول بالمياه أو يمر من خلالها الماء فيصل إلى الظفر ففي هذه الحالة الوضوء غير صحيح لأن هناك شيء حال من وصول الماء للأظافر، أما إذا توضأت المرأة ثم وضعته فوضوئها صحيح.
هل نزع الحفاضات للأطفال ينقض الوضوء
يرى المذهب الحنفي التخفيف في هذه الحالة ويذهبون لعدم نقض الوضوء في هذه الحالة، أما المذهب الشافعي فيرى أن مس العورة الفرد نفسه أو غيره ينقض الوضوء سواء كان الفرد كبيرًا أو صغيرًا، والأولى في ذلك من باب الاحتياط إعادة الوضوء ومع ذلك من أراد أن يأخذ برأي الأحناف فلا إثم عليه.
هل ترك سنة من سنن الوضوء يبطل الوضوء
ترك فرض من الفرائض الوضوء المتفق عليها من قبل جمهور الفقهاء هو ما ينقض الوضوء وهي النية غسل الوجه وغسل اليدين إلى المرفقين ومسح الرأس وغسل الرجلين إلى الكعبين وهو ما ذكر في قوله تعالى لقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبًا فاطّهروا)، أما ترك السنن مثل الاستنشاق والمضمضة وغيرها من السنن لا يبطل ولا يجب على الفرد إعادته إذا نسي واحدة من هذه السنن.
هل التدخين يبطل الوضوء
هل التدخين يبطل الوضوء من أكثر الأسئلة الموجودة على محرك البحث جوجل وتكثر أيضا في شهر رمضان المبارك، شرب السجائر لم يفعل شيء يجعل الوضوء، وبناءًا عليه إن شرب السجائر لا ينقض الوضوء ولكن يستحب المضمضة منه قبل الصلاة مع الأخذ في الاعتبار أن ذلك لا يبيح من التدخين.
هل الكلام أثناء الوضوء يبطله أم لا
الكلام أثناء الوضوء لا يبطله ولكن من الأفضل السكوت والتدبر في غسل أعضاء الوضوء وأن يكون مصحوبًا بالذكر، فالمولاة أي التتابع من الشروط الأساسية لصحة الضوء فلا يصح للفرد يتوضأ الكلام مع شخص آخر لبعض الوضع الوقت ثم يكمل وضوئه.