الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبتا المسجدين الحرام والنبوي.. أشرف علم بالله والأعمال الصالح .. التقوى مصباح البصائر .. أعراض المسلمين محرمة.. الغيبة أخطر آفات اللسان تفتك بالحسنات وصاعقة مهلكة للطاعات

خطبتا المسجدين الحرام
خطبتا المسجدين الحرام والنبوي

خطيب المسجد الحرام :

  • مَدارُ النفعِ الدينيِّ على علمٍ نافعٍ وعملٍ صالح
  • العلمُ حياةُ القلوب وغِذاءُ الأرواح وبه الفوزُ في الدارَين
  • العلمُ بالله وبأسمائِه وصفاتِه وأوامرِهِ ونواهيِهِ وشرائعِهِ أشرفه وأنفعه
  • تقوى الله هي مِصباحُ البصائر ومِفتاحُ الذَّخائر
  • أُمِر العبدُ بالجِدِّ في تحصيل الأمورِ النافعةِ في دينه ودنياه
  • لم يَرْمِ في ميدانِ الانتفاع بسَهم فهو الفاتِرُ الخاسر

خطيب المسجد النبوي: 

  • الغيبة في الآخرين من أخطر آفات اللسان وأشدها فتكا لحسنات الإنسان 
  • الغيبة هي الصاعقة المهلكة للطاعات
  •  أعراض المسلمين محرمة كحرمة دمائهم 

حذر خطيبا المسجدين الحرام والنبوي من الغيبة، حيث إنها أشد آفات اللسان فتكًا لحسنات الإنسان، وطاعاته ، فأعراض المسلمين محرمة كحرمة دمائهم،وعلى العبد أن يتقي الله تعالى فهي مصباح البصائر ومفتاح الذخائر.

ومن مكة المكرمة ، قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن تقوى الله سبحانه وتعالى هي مِصباحُ البصائر، ومِفتاحُ الذَّخائر.

وصية نبوية جامعة

وأوضح " بليلة" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة،  أن الدنيا للآخرة مَزرعة، والأرواحُ والأموالُ فيها مُستودَعَة، والحَصيفُ من انتهزَ منها فُرصَتَه، واغتَنم نَفحتَه، مشيرًا إلى أن هذه وصيةٌ نبويةٌ جامعة، ونصيحةٌ محمديةٌ نافعة، هي للمؤمن نِبراس، ولعملِه أساس، وبها بُلوغُ المطالب، ونَيلُ المآرب.

واستشهد بما أخرج الإمامُ مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، عن النبي  -صلى الله عليه وسلم -  أنه قال: (احرِص على ما ينفعك، واستعِن بالله)، منوهًا بأنه قد أُمِر العبدُ بالجِدِّ في تحصيل الأمورِ النافعةِ في دينه ودنياه، ولا يكون ذلك إلا بسُلُوك ما لها من السُّبُل والأسباب، وصدِقِ اللَّجَأ إلى الملِكِ الوهاب؛ توكُّلا عليه، واستعانةً به على إدراكها وتكميلها.

هو الفاتِرُ الخاسر

وأضاف : وإذا لم يَرْمِ في ميدانِ الانتفاع بسَهم فهو الفاتِرُ الخاسر، فلا خيرًا أصاب، ولا عِزًّا نال، ولا دينًا أَحْرز، ولا دُنيا أدرك، وإذا ما عَلا المرءُ رام العُل ، ويَقنَعُ بالدُّونِ مَن كان دُونا، مشيرًا إلى أن مَدارُ النفعِ الدينيِّ على علمٍ نافعٍ وعملٍ صالح، فالعلمُ حياةُ القلوب، وغِذاءُ الأرواح، وبه الفوزُ في الدارَين، وأنفعُهُ وأشرفُه: العلمُ بالله وبأسمائِه وصفاتِه، وأوامرِهِ ونواهيِهِ، وشرائعِهِ وأحكامِهِ وكتابِه.

وتابع: وأما العملُ الصالحُ فهو عبادةُ الله وطاعتُهُ وطاعةُ رسولِه  -صلى الله عليه وسلم - ، بأداء الفرائضِ والنوافلِ والتطوُّعات، مُخلَصًا فيها له سبحانه، مُتابَعًا لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتلك الغايةُ الكبرى من الإيجاد والخَلْق ، فقال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الآية 56 من سورة الذاريات ، ولا يَفُتِ العبدَ حظُّهُ من النفعِ الدنيوي، من عمل مُثمِر، أو كَسبٍ حلالٍ طيب؛ إعفافًا لنفسه، وصيانةً لماءِ وجهِه، وقيامًا بواجب نفسِه ومَن يعول.

تفتحُ عملَ الشيطان

ونبه إلى أنه إذا بَذل في التماسِ النافع جُهدَه، واستفرَغ له وُسْعَه، ولم يَنَلْ مطلوبَه ومرغوبَه، فلْيَتفيأْ جَنةَ الرضا، فيما قدَّرَ اللهُ وقضى! فبذا يَزدادُ إيمانُه، ويَطمئنُّ قلبُهُ، وتَسكُنُ نفسُهُ، قال عليه الصلاةُ والسلام: (وإن أصابك شيءٌ فلا تَقُلْ: لو أني فعلتُ كذا كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قَدَّرَ اللهُ وما شاء فعلْ، فإنَّ لو تفتحُ عملَ الشيطان).

وأكد أنَّه لن يفت العبد حظه الدنيوي من عمل مثمر أو كسب حلال طيب، وعلى المؤمن أن يستعين بالله ويحرص على ما ينفعه، لافتًا إلى أنه ليس شيءٌ أحسنَ للعبدِ في الحرص على النافعِ مِن صِدقِه مع ربه سبحانه، فيَصدُقُهُ في عزمِه وفِعِله، فصِدقُ العزيمةِ جَمْعُها وجَزْمُها، وصِدقُ الفعلِ استقصاءُ العملِ وعدمُ تَخَلُّفِ شيءٍ من الظاهر والباطن عنه، وذاك معنى شريفٌ كريمٌ مِن صحةِ الإخلاصِ وصدقِ التوكل، وأصدقُ الناسِ مَن صحَّ إخلاصُهُ وتوكُّل.

 ومن المدينة المنورة ، قال الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن من أخطر آفات اللسان وأشدها فتكا لحسنات الإنسان الغيبة في الآخرين.

أشدها فتكا للحسنات

واستند " آل الشيخ" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة،  لما قال الله جل وعلا : (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) الآية 12 من سورة الحجرات، وقال تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) الأية الأولى من سورة الهمزة، ومن مضمون تجسيدها أن الهمزة من يأكل لحوم الناس، ومن يطعن بهم.

وتابع:  كما روي عن غير واحد من السلف، قال أحد العلماء: الغيبة هي الصاعقة المهلكة للطاعات، ولهذا قال ابن المبارك: لو كنت مغتابا أحدا من الناس لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي، مر عمرو بن العاص رضي الله عنه على بغل ميت فقال لبعض أصحابه: لإن يأكل رجل من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم.

أعراض المسلمين

وشدد على أن أعراض المسلمين محرمة كحرمة دمائهم كما أعلنها المصطفى صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع، فاتق الله أيها المسلم واحذر من ورطات اللسان، وآفات الجوارح فالخطر عظيم، يقول صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره في جميع شؤونه، قال صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذكرك أخاك بما يكره"

وأوضح أن الأمر خطير والشأن كبير، فاحفظ لسانك من أعراض المسلمين أشد الحذر من غيبتهم والطعن في أعراضهم فربنا جل وعلا يقول: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يحذر من عقوبة الغيبة فيقول: لما عرج بي مررت على أقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.

كبائر الذنوب

ودلل بما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، قال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته"، قال النووي وهذا حديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة، عد جماهير أهل العلم الغيبة من كبائر الذنوب، فالواجب على المسلم أن يحفظ لسانه وأن يشتغل بعيوبه عن عيوب الآخرين.

ونبه إلى ما قال صلى الله عليه وسلم: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ إلا حصائد ألسنتهم"، وفي وصاياه صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، وإن الواجب على من سمع غيبة في مسلم أن يردها وينكر على قائلها فإن عجز أو لم يقبل منه وجب عليه مفارقة ذلك المجلس، وفي الحديث: "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة".