الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بحث في أسرار الوجود الإنساني.. كيف دافع فرنسوا مورياك عن القيم برواياته؟

فرنسوا مورياك
فرنسوا مورياك

تركزت روايات الكاتب فرنسوا مورياك، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، وحصل من قبل على جائزة نوبل في الأدب، على فئات الطبقة الوسطى في مسقط رأسه بوردو، عكس تناوله لموضوعي الخطيئة والحب في رواياته، معتقداته بوصفه نصرانيًا من طائفة الرومان الكاثوليك.

وتكشف روايات فرنسوا مورياك، عن أسرار الوجود الإنساني، وطبيعة القضاء والقدر والخطيئة الإنسانية، عن إيمانه بأن الله عادل غفور، وتتميز رواياته بلغتها الجميلة ذات البعد النفسي.

ولد فرنسوا مورياك، 11 أكتوبر 1885 في بوردو، ودافع عن القيم الروحية والدينية، بل ملأ كتاباته مواقف إنسانية وأخلاقية، وصلت حد وقوفه ضد احتلال بلاده للجزائر والمغرب واتخاذه مواقف مساندة للمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، وأي استعمار استخدم العنف في السيطرة على الشعوب.

في 1939م بدأ مورياك كتابة سلسلة من المقالات تُعبر عن وجهة نظره في الحياة والأدب لجريدة لو فيغارو، وأعيد طبع هذه المقالات على فترات أطلق عليها اسم جورنال، وكتب مورياك أيضًّا العديد من المسرحيات منها، أسمودي (1938م)؛ الجحيم فوق الأرض (1951م)؛ وجمعت أشعاره تحت اسم دم آتيس (1940م)، وتضمنت كتاباته في السير الذاتية مؤلَّفين عن المسيح عليه السلام وهما: حياة المسيح (1936م)؛ ابن الإنسان (1958م).

وتشمل مجموعة رواياته الشهيرة: لحم ودم (1920م)؛ قبلة للمجذوم (1922م)؛ تيريز ديسكروكس (1927م)؛ عقدة الأفاعي (1932م).

فكَّر مورياك بصورة معمقة في مشاكل الإبداع الروائي داعياً  في مقالاته، للمقارنة بين ديستويفسكي وبلزاك، أحد أهم أعمدة التاريخ الروائي في العالم، حيث وجد في الكاتب الروسي تجسيداً واقعياً لتعدد أوجه النفس الانسانية التي لا نستطيع اختصارها تحت مسمى واحد على عكس ما فعل بلزاك في معظم رواياته. 

ورأى مورياك على سبيل المثال، أن ديستويفسكي صور في معظم أعماله صراع الانسان مع الله والشيطان والمجتمع، على عكس بلزاك الذي اختصر شخصياته في نطاق محدود لم تستطع الخروج منه والتعبير عن هذا الصراع للعلن.

وحلل مورياك بشكل معلن ظاهرة إخفاء هذا الصراع الإنساني في فرنسا بلوم الرواية الفرنسية التي لزمت وقتاً طويلاً تقتدي ببلزاك حتى أصبحت جميعها بلزاكية، وهذا ما ظهر جلياً لدى المجتمع الفرنسي، الذي أضحى يتجمل بلون واحد لا يغيره، فلك واحد فقط.

وأثني مورياك بشكل كبير على دور ديستويفسكي في إعلاء الشعب الروسي، وايقاظ مبادئ الصدق والحب والنقاء ورابطة الأسرة، ليتمنى في نهاية مقالاته أن يتمكن الشعب الفرنسي من عقد معاهدة سلام مع الله ومناجاته، ليس من منطلق ديني لكن من منظور حياتي وكوني.