EN 
ينعقد اليوم السبت مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8"، في تونس، والذي يمثل فرصا استثمارية ودبلوماسية كبيرة للقارة السمراء، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية نتيجة التداعيات الممتدة من جائحة فيروس كورونا، وتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى أزمة التضخم التي تضرب العالم.
مؤتمر تيكاد، كانت اليابان قد دشنته في دورته الأولى عام 1993، بهدف تسريع الحوار السياسي بين الفاعلين والشركاء في أفريقيا ورفع التحديات التي تواجهها القارة، فيما حصلت تونس في فبراير 2020 على الموافقة لتنظيم تيكاد 8، والذي ينعقد يومي 27 و 28 أغسطس الجاري، بمشاركة حوالي 5000 مشارك في اليابان وأفريقيا.
وتشارك مصر في مؤتمر تيكاد 8، ويترأس الوفد المصري الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بعدما وصل إلى تونس أمس، وذلك نيابة عن الرئيس السيسي.
مدبولي: يجب تقديم التمويل لأفريقيا
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في بداية كلمته خلال مؤتمر تيكاد 8، عن شكره لجهود اليابان الكبيرة بالتعاون مع أفريقيا في مجالات التنمية، مشيرا إلى أهمية تنويع مصادر الغذاء ودعم الدول الأفريقية عبر تقديم حزم اقتصادية، لتخفيف أعباء الديون عن كاهل أبناء القارة السمراء ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وشدد مدبولي على أهمية بعض الملفات أبرزها ضرورة تفعيل دور المنطقة الحرة الأفريقية، ودراسة التغيرات المناخية التي تتطلب تكاتف دولي، وزيادة التمويل الدولي لأفريقيا، مشيرا إلى أن التنمية الاقتصادية الحقيقية تستدعي تعزيز مناخ السلم والأمن داخل القارة الأفريقية، واعتماد مقاربة شاملة تحول دون العودة للصراعات.
تعزيز العمل الأفريقي المشترك
وأكد رئيس الوزراء أن مصر سوف تعمل من خلال استضافتها لـ "مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية" على التواصل مع الشركاء الدوليين والإقليميين، لدعم خطط دول القارة في هذا المسار لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
واختتم رئيس الوزراء كلمته، التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتأكيده إيمان الدولة المصرية بأهمية تكامل العمل الإقليمي والقاري لدعم الجهود الوطنية القائمة لتنفيذ أهداف "أجندة 2063 "؛ سعياً للوصول إلى مرحلة التكامل الاقتصادي، واستدامة السلام، وتحقيق تطلعات دول القارة، الأمر الذي لن يتأتى سوى بتضافر الجهود الدولية وتوجيهها لصالح دعم الدول الأفريقية ومؤسساتها المعنية بتحقيق الأمن والتنمية في أفريقيا.
تنظيم مؤتمر تيكاد 8 خارج اليابان
في هذا الصدد، قال نزار الجليدي، الكاتب والمحلل السياسي التونسي، إن تونس ومختلف دول القارة، تحضر يومي 27 و 28 أغسطس الجاري، مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8"، والذي انطلق لأول مرة عام 1993 وتكمن أهمية مؤتمر تونس في أنه الثاني من نوعه الذي ينتظم خارج اليابان (حيث احتضنت مينيا الدورة 2016)، وقد شهد حضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية من 50 بلدا أفريقيا.
وأوضح الجليدي في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن قائمة الوفود الرسمية التي وصلت تونس للمشاركة في مؤتمر طوكيو حوالي 66 شخصية رسمية من بينها 20 شخصية تتوزّع بين رؤساء دول وحكومات وملك ووزير أول ووزراء خارجية ووزراء تجارة ومنظمات مالية عالمية وإقليمية، مؤكدا على أهمية مؤتمر تيكاد 8، كونه مؤتمر سياسي اقتصادي وتقني بالأساس.
34 مليار دولار للتنمية في أفريقيا
وأشار إلى إعلان الوزير الأول الياباني في كلمته عن بعد عن تخصيص بلاده لـ 34مليار دولار للتنمية في أفريقيا على امتداد الثلاث سنوات المقبلة، حيث من المنتظر أن يناقش المؤتمر سبل تفعيل العلاقات اليابانية الافريقية و خاصة في مجال الاستثمار، حيث بلغ حجم تمويلات المشاريع المعروضة و البالغ عددها 82 مشروعا، في حدود 2.7 مليار دولار في عدد من المجالات، على غرار قطاعات الصحة وصناعة السيارات والطاقات المتجددة، والتي ستستفيد منها تونس بالأساس وعدد من الدول الافريقية.
وأوضح الجليدي، أن المؤتمر سيناقش سبل الاستفادة القصوى من التكنولوجيا اليابانية بالتوازي مع منح طوكيو الأولوية في عدد من مشاريع الاستثمار في أفريقيا، كما أنه وعلى المستوى التونسي فقد وقعت وزارة الصحة التونسية، الجمعة، مع الجانب الياباني 4 اتفاقيات تمويل وشراكة في 4 مشاريع صحية، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة بين منظمة الأعراف التونسية ونظيرتها اليابانية.
واختتم: في المحصلة مؤتمر طوكيو 8 سيكون علامة فارقة في علاقة اليابان بأفريقيا نظرا لحاجة الجانبين إلى مزيد من التكتل في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة.
