محدودية الرقعة الزراعية فى مصر أدت إلي ظهور مشكلة كبيرة فى توافر أعلاف الماشية خاصة الذرة والصويا ، ولمواجهة هذه الأزمة اتجهت الحكومات لاستيراد الحيوانات الحية واللحوم المبردة والمجمدة من الدول التى بها فائض من الحيوانات، سواء من دول جنوب إفريقيا مثل (الصومال، إريتريا، إثيوبيا، السودان) أو من بعض الدول الأوروبية.
نقص المواد العلفية
ويعتبر نقص الموارد العلفية من المعوقات الأساسية فى تنمية وتطويرالإنتاج الحيوانى، وتشير العديد من الدراسات إلى أن الحيوانات الزراعية لا تحصل على احتياجاتها الغذائية اللازمة لإظهار كفاءتها الإنتاجية الحقيقية، الأمر الذى أدى إلى تدهور إنتاجيتها.. لذا يتم بذل الجهود العلمية والبحثية من أجل توفير بدائل لأعلاف الماشية للتغلب على هذه المشكلة .
وفى هذا الصدد ، أكد الدكتور حسام سلام عضو لجنة الدعم الفنى والمتابعة الميدانية بقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أن إنتاج أعلاف الحيوانات بطريقة المكامير طريقة غذائية آمنة ، لإنها عبارة عن مخالفات من الذرة والأعلاف الخضراء يتم فرمها وحفظها بعيدا عن الهواء .
إنتاج أعلاف المكامير للحيوانات
وأوضح "سلام" خلال تصريحات ل "صدى البلد " ، أن إنتاج أعلاف المكامير ليست فكرة جديدة ، ولكن يستخدمها المربيين منذ 35 عاما ، وذلك لتقليل تكاليف تربية الماشية ، حيث يقلل من استخدام الأعلاف للماشية وبالتالى تقلل من تكاليف إنتاج المواشي بنسبة تتراوح من 15 ل 20 % .
وأشار " عضو لجنة الدعم الفنى والمتابعة الميدانية بقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة" إلي أن إنتاج أعلاف المكامير للحيوانات لايمكن أن تكون بديلا عن الأعلاف ، ولكن تستخدم كمكملات غذائية مع الأعلاف وفى نفس الوقت تقلل من تكاليف تربية المواشي التى أصبحت باهظة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف .
وأشاد الدكتور حسام سلام بدور الإرشاد الزراعي فى تعريف الفلاحين ومربي الماشية بالطريقة الصحيحة لحفظ مخالفات الذرة والأعلاف الخضراء بعد فرمها لتقديمها كأعلاف للمواشي
الأعلاف غير تقليدية
كما يقول الدكتور فاروق أمين السيد الباحث بمعهد الإنتاج الحيوانى، أن توفير الموارد العلفية ضرورة حتمية للنهوض بالثروة الحيوانية، وأن أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف هو عمل خطة للاستفادة من بعض النباتات غير التقليدية التى تزرع فى مصر، لاستخدامها فى تصنيع الأعلاف، مثل نبات الجواركورما والجوجوبا والكانولا، وكذلك المخلفات الزراعية، وهى موجودة بكميات كبيرة ومن أهمها الأتبان والأحطاب وقش الأرز وعروش الخضراوات، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه الكميات من المخلفات سوف تغطى بكفاءة العجز فى الموازنة العلفية لغذاء الحيوانات، وذلك بعد معاملتها ميكانيكياً، أو طبيعياً، أو كيميائياً، أو بيولوجياً لرفع قيمتها الغذائية، ثم استخدامها كأحد مكونات الأعلاف الحيوانية، كما يمكن رفع القيمة الغذائية لاستهلاك هذه المواد باستخدامها مع الإضافات مثل المغذيات السائلة المحتوية على المولاس مع اليوريا أو باستخدام قوالب المولاس.
ويضيف بالنسبة للأعلاف غير التقليدية وهى استغلال مخلفات المحاصيل الزراعية بطرق أفضل فى تغذية الحيوان، كان لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى العديد من الدراسات البحثية فى هذا المجال أهمها، الاستفادة من معاملة الأعلاف الخشنة بمحلول اليوريا فى تغذية الحيوانات، وهى تقنية بسيطة يستطيع أى مزارع أن يقوم بها دون الحاجة إلى وحدات تصنيعية إضافية، والتى ثبت من نتائج تطبيقها على مدى سنوات طويلة فى مواقع مختلفة ولدى شرائح متعددة من المربين جدوى استخدامها، حيث نتج عنها إثراء المحتوى الآزوتى لهذه المخلفات، مما تسبب فى زيادة كمية المأكول اختياريا بواسطة الحيوان من هذا المخلف المعامل بنسبة تراوحت بين 20 – 60 %، ووصلت النسبة فى بعض الحالات إلى 100%، بالإضافة إلى ارتفاع القيمة الغذائية للمخلفات المعاملة بنسبة تراوحت بين 20 – 30 % نتيجة لمضاعفة نسبة البروتين وكسر الروابط بين اللجنين والسيليولوز.
وأوضح: ولإجراء المعاملة فإن المخلفات الحقلية يتم تقطيعها بواسطة ماكينة الدراس العادية، ثم ترص فى طبقات وترش كل طبقة بمحلول اليوريا المحضر (لكل 100 كجم تبن أو قش أو حطب يحتاج إلى 4 كجم يوريا يذاب فى 50 لتر ماء)، ثم يتم كبس المخلفات المعاملة بالأرجل، وتغطى هذه الكومة المعاملة بالبلاستيك حتى تمنع تسرب غاز الأمونيا الذى سيتكون من تحليل اليوريا، وتترك الكومة مغطاة تماماً لمدة 2 - 3 أسابيع، ثم يرفع الغطاء من مكان أخذ العلف المعامل، وتتم التغذية عليه تدريجياً، مع ملاحظة أن تلك الكومة المعاملة، يمكن أن تتم على سطح الأرض مباشرة أو فى حفرة (1×1×1) أو فى سيلوهات (حيث تبنى حوائط كحواجز عرضية بطول 2م وارتفاع 1م).
الشعير المستنبت
وكذلك يمكن الاستفادة من الشعير المستنبت فى تغذية الحيوانات، حيث وجد أنه البديل الوحيد الذى يوفر ما يقارب من 50 % من العليقة المقدمة لحيوانات التسمين، والجدوى الاقتصادية من الشعير المستنبت تتمثل فى أن كل مساحة قدرها 50 م2 تنتج كمية قدرها 180000 كيلو شعير مستنبت طوال العام، بما يعدل إنتاج سبعة أفدنة من البرسيم طوال العام، كما أن كل واحد طن من الشعير الجاف ينتج من 6 - 8 أطنان من الشعير المستنبت، ولكن لابد من إنشاء (حضانة) لاستنبات الشعير حتى يمكن التحكم فى الإضاءة والحرارة والرطوبة اللازمة للاستنبات.
مصادر علفية حديثة
ثم تحدث دكتور فاروق عن أهم المصادرالحديثة التى يتم استخدامها فى إنتاج الأعلاف وهى:ـ
1- جواركورما (Guar korma)، ويعتبر مصدراً جيداً للبروتين، وأن الجواركورما المجهزة عادة غنية بالبروتينات والكربوهيدرات، حيث إنها تحتوى على نسبة مرتفعة من البروتين الغذائى ، موضحاً أن هذا النبات يستخدم أساساً لتغذية الحيوانات الحلابة لزيادة إنتاج اللبن الذى يحوى نسبة أعلى من الدهون، كما أنه أرخص من منتجات فول الصويا، وبالتالى فهو يستخدم كبديل له.
2- الجوجوبا (Jojoba ): وهو نبات زيتى معمر يصل عمر أشجاره إلى نحو 150 عاماً وينمو فى الصحراء القاحلة، ويتميز بتحمله لدرجة عالية من ملوحة المياه والتربة، الأمر الذى يسمح بزراعته على مياه الصرف الصحى ودون معالجة لها، وثمار الجوجوبا تعطى تقريباً 50 % زيت و 50 % كسب، ويحتوى كسب الجوجوبا على 28 % - 36 % بروتين، يتضمن 17 حمضاً أمينياَ منها 7 أحماض أساسية وبنسب عالية تجعله صالحاً للاستخدام كعلف للحيوانات بعد المعالجة للتخلص من مادة (السيموندسين)، التى تعمل على فقد الشهية، ويمكن التخلص من مادة (السيموندسين) من كسب الجوجوبا بأسهل الطرق وأقلها تكلفة، وهى إدخال بخار الماء الساخن بين وحدات كسب الجوجوبا وتخللها لمدة 25 دقيقة.
3- كسب الكانولا (Canola Meal): هو منتج ثانوى بعد استخلاص الزيت من بذور اللفت، ومعاملتها بالحرارة والطحن وبعد المرور بعمليات التحسين والتعديل فى المنتج للتخلص من السموم ومثبطات النمو،
4- بنجر السكر (Dried sugar beet): وهى إحدى مخلفات عملية استخلاص السكر من البنجر، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الألياف به إلا أن معامل هضمه ودرجة الاستفادة منة مرتفعة ومستساغ للحيوان، ويمتاز بالتماثل مع الشعير فى مستوى الطاقة، ولكنه أقل فى مستوى البروتين (9 %) من الشعير، ويمكن استخدامة بنسبة من 15 – 30 % من العليقة، وقد تصل النسبة إلى 50 % فى إحلاله بالشعير فى الحيوانات ذات الوزن الأعلى من 150 كجم، مع مراعاة إحلاله تدريجياً لتجنب مشاكل الهضم.