الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الروبل يخضع الجميع| كيف أصبحت العملة الروسية المنتصر الوحيد في حرب الاقتصاد؟.. تسلسل الأحداث

انتصار الروبل
انتصار الروبل

اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كانت بمثابة ضربة قاضية، للنظام الاقتصادي العالمي، الذي بدا يترنح مؤخرا، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم، إلى جانب ارتفاع أسعار الحبوب والمواد الغذائية، نتيجة قلة المعروض في ظل ارتفاع الطلب، هذه التداعيات طالت العالم أجمع، يرجع بعض منها إلى الحرب، والبعض الآخر بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا، إلى جانب الأزمة الممتدة من فترة جائحة كورونا .

دفعت هذه التحديات الجديدة، موجات التضخم العالمية إلى الارتفاع، وهو ما أجبر العديد من الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة لرفع أسعار الفائدة، لامتصاص هذه الموجات، حتى لا ترتفع الأسعار أكثر من ذلك، ولكن وسط انشغال العالم بالتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فإن الأخبار الواردة عن حالة الروبل الروسي، تؤكد أنه الورقة الوحيدة التي تنعم بالاستقرار، بل وتنمو أمام العملات الأخرى.

في هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن التداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا وروسيا، رحلة العملة الروسية، وكيف نجا الروبل من معركة العملات والرصاص؟

الحرب وبداية العقوبات

كانت بداية العقوبات على روسيا قبل إطلاق جيشها أولى طلاقته ناحية أوكرانيا، ففي يوم الاثنين 22 فبراير الماضي، أي قبل الهجوم الروسي بيومين، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إعلان الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك عن أوكرانيا، ليعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، تعليق التصديق على مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، ليقود ألمانيا إلى سبق فرض العقوبات ضد روسيا فيما يتعلق بقطاع الطاقة.

وفي 24 فبراير الماضي، عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، تجنب الاتحاد الأوروبي وقتها فرض عقوبات ضد قطاع النفط والغاز الروسي، خاصة أنه يستورد 25% من احتياجاته النفطية و 40% من احتياجات الغاز من روسيا، لكن المفوضية الأوروبية أكدت وقتها أنها تعمل على جعل القارة العجوز مستقلة عن واردات الطاقة الروسية بانتهاء 2030، ثم توالت العقوبات حتى وصلت لـ 5 حزم على الاقتصاد الروسي، سواء بنوك أو عملات أو شركات ورجال أعمال وسياسيين.

الغاز الروسي

رد الفعل الروسي تجاه العقوبات

أمام هذه العقوبات الكثيرة التي تضرب الاقتصاد الروسي بشدة، لم يكن أمام موسكو سوى اتخاذ بعض الإجراءات التي تخفف من شدة الضربات الاقتصادية وكانت:

  • رفع البنك المركزي الروسي معدل الفائدة من 9.5% إلى 20% وسط انخفاض قيمة الروبل أمام الدولار لمستويات قياسية.
  • منعت روسيا المستثمرين الأجانب الذين يمتلكون أسهم وسندات تُقدَّر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات من بيع تلك الأصول.
  • هددت أيضا بفرض عقوبات على الغرب قد تشمل تقليل أو إيقاف إمدادات الغاز إلى أوروبا.
  • أهم القرارات.. بيع موسكو النفط والغاز بـ عملتها "الروبل"، بدلا من الدولار، وهو ما أكده الرئيس فلاديمير بوتين.

اعتبر قرار بيع الغاز بالروبل، خطورة روسية للالتفاف وراء العقوبات الغربية، ورفضت العديد من الدول في البداية القرار الروسي، ولكنهم وبعد شهر من الآن رضخت مجبرة تحت طاولة الروبل، وقفز إلى أعلى مستوياته أمام الدولار منذ بداية مارس الجاري، ولم تكن أمام الدول الغربية أي حلول لأنه لا يمكن الاستغناء عن روسيا كمصدر هام في سوق الطاقة العالمي، حيث تمد العالم بنحو 12% من احتياجات البترول، بينما تبلغ نسبة الغاز الطبيعي 17%، تذهب نسبة كبيرة منها إلى أوروبا، كما تعد روسيا ثاني أكبر مُصدر للنفط في العالم، وتنقل نحو 7 ملايين برميل في اليوم من النفط ومشتقاته، وتمد أوروبا بـ 41% من إمدادات الغاز الطبيعي.

انتصار الروبل في معركة العملات والرصاص

نجح الروبل الروسي بعد شهرين من هذه الأحداث، في إخضاع 54 شركة طاقة أجنبية مرتبطة بعقود مع الشركة الروسية "غازبروم"، حيث فتحت هذه الشركات حسابات لتسديد مدفوعاتهم بالعملة الروسية بدلا من اليورو والدولار، وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الخميس، إن نحو نصف زبائن "غازبروم" من الشركات الأجنبية فتحت حسابات بالروبل لتسديد مدفوعاتها.

وأوضح أن 54 شركة مرتبطة بعقود مع جازبروم وافقت على فتح حسابات بالروبل، ومن هذه النقطة أصبح الروبل، العملة الأفضل أداء هذا العام، بالرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة.