EN 
مازالت تداعيات أزمة غلاء الأسعار، تشغل بال الرأي العام والتي استدعت تدخل رئيس الجمهورية بنفسه للحد من غلاء الأسعار، وخاصة السلع والخبز الذي ارتفع سعره بعد أزمة القمح الأخيرة، وهو ما دفع نفيب الفلاحين للتحذير من إنتاج الفريك حتى لا يتأثر مخزون القمح.
كيف يُنتج الفريك من القمح ؟
الفريك ماهو إلا حبات القمح قبل النضوج التام، حيث يقوم الفلاحون بإنتاج الفريك بطريقتان، الطريقة الأولي بحصاد محصول القمح، وسنبلاته ما زالت خضراء، ثم حرق هذه السنابل وهى داخل الأرض الزراعية، ثم فركها وإخراج ما بها بعد أن تحولت إلى فريك، ولكن هذه الطريقة تتسبب فى وجود أتربة على الفريك.
أما الطريقة الثانية وهي شائعة في أسيوط الشهيرة بإنتاج الفريك البلدي، حيث يقوم الفلاحين بإقامة أفران بلدية خصيصا لهذا الغرض داخل الأراضى الزراعية المستهدفة حصاد القمح فيها لغرض تصنيع الفريك، ويتم حرق أو تحميص سنابل القمح عليها حتى تخرج هذه السنابل نظيفة دون ملامستها للأرض الزراعية مرة أخرى، ثم وضع هذه السنابل على مشمع كبير أو حصيرة استعدادا لفصل الفريك منها عن طريق الآلات "الدراسة" المخصصة لذلك.
تصريح نقيب الفلاحين
وبما أن الفريك يتم إنتاجه من القمح فهو بالتالي يؤثر على كمية القمح ومخزونه، ومن هذا المبدأ طالب حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، الحكومة بالتصدي لظاهرة شوي الأقماح وتحويلها إلى فريك، قائلا: "موضوع الفريك يعتبر في الوقت الحالي خطير".
وتابع نقيب الفلاحين في تصريحات تليفزيونية خلال الأيام الأخيرة تعليقاً على أزمة القمح: "إحنا بنشوي القمح قبل معاد نضجه وموسم الفريك بيكون أول إبريل والناس تقطع سنابل القمح خضراء وتتشوى علشان يباع بسعر أعلى من القمح وده بيفقدنا كمية كبيرة، مؤكدا أن هذه الظاهره تتسبب في قلة الإنتاجية العامة من القمح بنسبة تصل إلى 20%.
وقال نقيب الفلاحين: "الفريك وصل حاليا لأسعار عالية الكيلو بـ24 جنيها في حين القمح سعر الكيلو حوالي 6 جنيهات وطبعا ده فرق كبير".
ووجه رسالة للشعب المصري للحد من استخدام الفريك قائلا: "احشوا الحمام بالأرز بدل الفريك حفاظاً على القمح.. يعتبر حشو البط والوز والحمام في الوقت الحالي بالفريك رفاهية إحنا عندنا الأرز ممكن نحشي بيه".
مخزون القمح 2022
من جهة أخرى أكد المهندس عبد المنعم خليل رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، أن مصر لديها مخزون استراتيجي من القمح يكفى لـ 4 أشهر، بجانب الإنتاج المحلى الذى سيبدأ فى منتصف أبريل المقبل، وأن الدولة قامت بعمل حوافز للمزارع، لتوريد القمح.
وكشف أن أردب القمح هذا العام مرتفع عن العام الماضى بـ 165 جنيه، وهذا لكى يكون هناك حافز للمزارع، وتتمكن الدولة من تجميع القمح، ولا تعطى الفرصة للسوق السوداء.
وأوضح أن الدولة لديها صوامع تستوعب بين 5.5 ملايين طن قمح لـ 6 ملايين طن، مؤكدًا أن القمح الموجود فى مصر يكفى لـ نهاية عام 2022.
السيسي وأزمة القمح
وكشف تقرير صادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء، عن جهود الدولة لمواجهة ارتفاع أسعار القمح عالمياً، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنح حافز توريد إضافي لسعر إردب القمح المحلي للموسم الزراعي الحالي لتشجيع المزارعين على توريد أكبر كمية ممكنة.
وتشمل جهود الدولة لمواجهة ارتفاع أسعار القمح عالمياً، وفقاً للتقرير تنويع مصادر الواردات للقمح، حيث يوجد15 منشأ لتوريد القمح وهم روسيا، وأوكرانيا، ورومانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، والأرجنتين، وكازخستان، وصربيا، وبلغاريا، والمجر، وباراجواى، وألمانيا، وبولندا، ولاتفيا.
وبشأن جهود الدولة لتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستيراد، أوضح التقرير أنه من المتوقع أن يبلغ إنتاج مصر من القمح 10 مليون طن عام 2022، مقارنة بـ 9 مليون طن عام 2021، بنسبة زيادة 11.1%، فضلاً عن زيادة مساحة القمح المزروعة بنسبة 7.4%، حيث بلغت 3.65 مليون فدان في 2022، مقابل 3.4 مليون فدان في 2021.
موسم توريد القمح
وأصدر الدكتور علي المصيلحي - وزير التموين والتجارة الداخلية ، والدكتور محمد معيط – وزير المالية ، والدكتور السيد القصير – وزير الزراعة قراراً ببدء موسم توريد القمح المنتج محليا لعام 2022 في الأول من ابريل بدلا من الخامس عشر من أبريل ويكون التوريد لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية ونص القرار الصادر من الوزراء ان يستمر موسم توريد القمح المحلي هذا العام حتى نهاية أغسطس من العام 2022.
القرار يأتي في إطار إستراتيجية الدولة لتكوين مخزون استراتيجي آمن من القمح المحلي حيث أن وزارة التموين والتجارة الداخلية استعدت جيدا لهذا الموسم بعد زيادة الطاقات والسعات التخزينية للقمح كما أن عدد كبير من الصوامع الحقلية سوف تدخل الموسم هذا العام.
