EN 
"سلّملي عليه.. قله إني بسلم عليه.. بوّسلي عينيه.. وقله إني ببوّس عينيه".. كلمات أشهر أغنيات ياسمينا الشام، التي لم تكن باي حال كلمات عادية او اغنية غرامية، فهي غصة ألم في قلب أم ارتجلتها المطربة فيروز من أجل ابنها "هلي"، الذي كان من "ذوي الهمم" لا يسمع ولا يتحدث، وكرست فيروز الجانب الاكبر من حياتها للاعتناء به حتى يومنا هذا، وهي في سن 86 عام، ونجلها تخطى الستين من عمره.
لم تلتزم بقواعد كتابة الأغنيات، ولم تتمسك بقافية أو وزن، ولم تطلب من أي شاعر أن يكتب لها ذلك، بل قررت أن ترتجل الاغنية وتعتبر هي الاغنية الوحيدة التي كتبتها فيروز بنفسها، وطلبت من ابنها زياد الرحباني أن يضع لها لحن مناسب وغنتها ل"هلي"، الذي لم يسمعها ولن يفهمها.
ظلت فيروز تشدو بها لسنوات في حفلاتها والألم يعتصر قلبها، ولاحساسها الصادق بها تظل تلك الاغنية الاقرب للقلوب من اغنيات فيروز.
فيروز التي تزوجت من الملحن الراحل عاصي الرحباني أنجبت من الأبناء الملحن العبقري زياد الرحباني، والمخرجة التلفزيونية الراحلة ليال، التي توفيت في ريعان شبابها، وهلي الرحباني من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمخرجة السينمائية ريما الرحباني، التي تعد مديرة اعمال والدتها.
بالنسبة لابنها، كلمة ”هلي” هي كلمة عامية تعني (أهلي) أي عائلتي، فقد ولد باحتياجات خاصة عقلياً وجسديا، وظل حياته على كرسي متحرك.
أحزان في حياة جارة القمر
رغم قوة صوتها وجاذبية احساسها في اغنياتها الا ان حياتها كانت ممتلئة بالاحزان، التي لم تنعكس على فنها، ونجحت في الحفاظ على مكانتها في العالم العربي، فاجعة قد تكون هي الأقوى واجهتها السيدة فيروز، عندما تلقت خبر وفاة ابنتها الشابة «ليال» التي لم تتجاوز الـ 29 عاما، في 1988، والتي رحلت بسبب انفجار في المخ، وهو نفس المرض الذي توفي بسببه والدها عاصي الرحباني، بحسب ما كشفت شقيقتها ريما الرحباني عبر حسابها على «فيس بوك»، ونفت كل الشائعات التي تم تداولها حول وفاتها بسبب جرعة زائدة من المخدرات، واتهمت عمها منصور الرحباني بالوقوف خلف تلك الشائعة.
وقالت ريما في تدوينتها: «سمعت خبر وفاة ليال على إذاعة لبنان الحر، كانت لا تزال موجودة في العناية، اتصلت بالإذاعة معميّة من الغضب فأخبروني أن مصدر الخبر هو عمي منصور.. اضطررت كالعادة إلى الصمت، وابتلعت وجعي وحيدة، ويوم الأربعاء ماتت ليال»، وتابعت: «واكتشفت بعد زمن أنّ عمّي منصور أيضاً هو من كان وراء خبر وفاتها أوفردوز».
ولم يكن ذلك الألم الوحيد الذي اختبرته «جارة القمر» في أبنائها، حيث قضت عمرها تعتني بنجلها هلي لظروفه الصحية، اضافة الى خلاف فيروز مع الاخوين رحباني الاول زوجها عاصي الرحباني حتى انفصلا، ثم امتد الخلاف مع شقيقه منصور الرحباني والمستمر حتى الآن بين الابناء.
ريما الرحباني أصدرت في 28 أكتوبر العام الماضي بياناً مشتركاً مع أخيها زياد الغائب عن الساحة الإعلامية، الذي يرفض التعليق عادة على مثل هذه الأمور، وقال البيان: "إن ورثة عاصي الرحباني، ممثلين بزياد وريما، يعلنون رفضهم التام لقيام أيّ كان، حتى لو كان من ورثة منصور الرحباني، بإعادة تسجيل أو تصوير أو تكييف أو توزيع أي أعمال فنية تعود للأخوين رحباني أو زياد الرحباني بدون موافقتهم".
وأضاف: "كما أنهم يحذرون من منح أي أذونات أو إجازات للغير من طرف واحد، تعود لأصحاب الحقوق مجتمعين، وذلك في لبنان أو خارجه، ومهما كانت الوسيلة أو الإطار أو المناسبة، لذا اقتضى التوضيح".
وجاء البيان بعد هجوم عنيف ومباشر شنّته ريما عبر صفحات التواصل على الموسيقي أسامة الرحباني، بسبب وضع اسمه كملحن لأغنية "حبيتك بالصيف" التي قدمتها فيروز عام 1970 ضمن مسرحية "يعيش يعيش".
علاقة صوت فيروز بالقهوة
منذ سبعينيات القرن الماضي، تعانقت ألحان فيروز فى أذن المستمعين، فأصبحوا هائمين فى صوتها ومذاق المشروب الشهير، فبعدما غنت "فى قهوة ع المفرق" من ألحان الأخوين رحباني، كان صوتها وكأنه يحكى عن المكان الذى يمزج بين رائحة البن وأسرار الماضى والذكريات.
ومن ذلك الحين توارث الأجيال عشق القهوة وربطها بصوت جارة القمر "فيروز"، لا سيما فى الصبح، ومع ظهور السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، تجلت الظاهرة وأصبح الصباح لا يرتبط فى مخيلة محبى الموسيقى والفن إلا من خلال الاستماع إلى فيروز، وتناول فنجان قهوة"
