تظل المطربة فيروز إحدى قمم الغناء فى الوطن العربى، قدمت العديد من الروائع الغنائية والتى شكلت وجدان الشارع العربى، وكونت مع الأخوين الرحبانى فريق يغزو العالم بأغانيهما التى تلهب المشاعر والوجدان.
وكان أحد روائع فيروز أغنية “سألونى الناس” والذى تسببت فى غضب شديد من جانب عاصى الرحبانى وكانت سببا فى بكاء فيروز أيضا وبالرغم من ذلك حققت هذه الأغنية نجاحا كبيرا وتحولت إلى ما يشبه النشيد للعشاق المفترقين، لكن لهذه الأغنية قصة قد يجهلها كثيرون.
غضب عاصى الرحبانى
وترجع قصة غضب عاصي الرحباني من اغنية سألوني الناس ..الي أنه في عام 1972 أصيب عاصي بنزيف في المخ وتدهورت حالته بشكل أدي الي دخوله المستشفي .. وفي تلك الاثناء كانت فيروز تقوم بدور في مسرحية (المحطة ) للاخوين الرحباني.
وعند مرض عاصي وغيابه عنهم افتقده فريق العمل .. ما جعل من شقيقه منصور الرحباني يقوم بكتابة كلمات اغنية لتعبر فيها فيروز عن حزنها لغياب زوجها وتم الاتفاق علي أن تقدم هذه الاغنية ضمن احداث المسرحية ويقوم زياد نجل المطربة فيروز االذي كان يبلغ من العمر آنذاك 17 عاما بتلحينها.
وكتب منصور رجباني كلمات أغنية تعبر فيروز عن اشنياقها لزوجها المريض وتقول كلماتها
سألوني الناس عنك ياحبيبي
كتبوا المكاتيب واخذها الهوا
بيعز علي غني ياحبيبي
ولأول مرة ما بنكون سوا
وشاءت الأقدار أن تحقق الأغنية نجاحا كبيرا وتصبح من أهم الاغاني التي شدت بها فيروز ..ولكن بعد شفاء عاصي وعودته للعمل انزعج من الاغنية لشعوره بانهم تاجروا بمرضه وقرر الغاءها من المسرحية لكنه عدل عن قراره لرؤيته النجاح الكبير الذي حققته الاغنية ضمن العرض المسرحي.
بكاء فيروز
ولم تتوقف قصة تلك الاغنية عند هذا الحد لكن كان لها حكاية اخري مع فيروز فعندما حاولت جارة القمر غناءها مرة ثانية في احدي حفلاتها .. ولكن في هذه المرة كانت بدون زوجها فقد كانت بع رحيل عاصي والذي غيبه الموت 21 من مايو عام 1986 وعندما بدأت في الغناء وعند المقطع (ولأول مرة ما بنكون سوا ) بكت فيروز بكاء شديداً.