الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوم الثاني من الحوار الاستراتيجي.. تقارب مصري أمريكي في أفريقيا وتعاون مستمر

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن

بدأ اليوم الثلاثاء، اليوم الثاني والأخير من مؤتمر الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر في العاصمة الأمريكية واشنطن، الذي يعقد بحضور كلا من وزير الخارجية السفير سامح شكري ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والمقرر له يومي 8 و9 نوفمبر الجاري.

و يتضمن الحوار الاستراتيجي كافة أوجه علاقات التعاون الثنائي ومجالات العمل وتعزيزها خلال الفترة المقبلة، على ضوء العلاقات القوية بين البلدين.

ويتناول الحوار أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك،  في إطار مواصلة التشاور مع الجانب الأميركي بشأن أبرز ملفات التعاون والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

الموقف الأمريكي من سد النهضة

وكشف وزير الخارجية الأمريكي عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من أزمة سد النهضة الإثيوبي.

حيث قال أن بلاده تدعو إلى حل أزمة سد النهضة، مشيرا إلي أن الأزمة في إثيوبيا تضع الاستقرار في إفريقيا على المحك.

القضية الليبية

وبالنسبة للقضية الليبية، أعلن المسؤول الأمريكى اتفاقه مع القاهرة على ضرورة انسحاب جميع القوات والمرتزقة الأجانب من ليبيا، مشيدًا بدور مصر، الذى وصفه بـ «الحيوى» فى دفع عملية السلام فى ليبيا، مؤكدًا أهمية إجراء الانتخابات الليبية فى موعدها بديسمبر.

العودة للمسار الديمقراطي

وحول الأحداث فى السودان، قال بلينكن، إن العودة إلى المسار الديمقراطى فى السودان هى الحل الصحيح، كما أن غياب الاستقرار فى السودان أثر على منطقة القرن الإفريقى، مؤكدا أهمية انخراط الأطراف السودانية فى مفاوضات للوصول إلى حل للأزمة.

تقارب ظاهري

وعن التقارب المصري الأمريكي في وجهات النظر التي تخص القارة الأفريقية، قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الموقف الأمريكي بالنسبة لقضايا القرن الإفريقي يتفق مع مصر على المستوى النظري، ولكن في الممارسة العملية نجد أن التحركات الأمريكية على الأرض لا ترقى إلى مستوى مواقفها المعلنة،

وتابع رسلان في تصريحات لـ "صدى البلد"، نستطيع أن نقول أن الترجمة الفعلية في تصرفات الولايات المتحدة تجاه قضايا القرن الإفريقي تظهر نوعا من الفجوة بين المواقف المعلنة والسلوك الفعلى، وهذا ينطبق على أزمة سد النهضة كما ينطبق على الموقف من السودان.

الجهود المصرية في أفريقيا

وعن الجهود المصرية في حفظ الاستقرار بالقارة الأفريقية، أوضح رسلان أن مصر تحرص على الاستقرار فى القارة وهو مبدأ عام يوجه تحركاتها في القرن الأفريقي.

وتابع: "لكن مصر تتصرف في إطار الآليات الدبلوماسية والقانونية القائمة، مثل النشاط فى العمل الجماعى الأفريقى وفى جهود حفظ السلام وفي تنشيط العلاقات الاقتصادية سواء عبر العلاقات الثنائية أو من خلال اتفاقيات التجارة الحرة وغيرها.

وأكد رسلان على أن مصر لا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول ولا تقبل أيضا التدخل فى شئونها من الآخرين، لافتا أن الجهد المصرى لتحقيق الاستقرار هو من مبادئ سياستها الخارجية وفى حدود ما تستطيعه من قدرات وإمكانيات وتحرك سياسى ودبلوماسى.

قوة العلاقات بين مصر الولايات المتحدة ومصر

ومن جانبه أعرب السفير سامح شكري، وزير الخارجية، عن سعادته بتواجده في واشنطن، التي كان يعيش فيها بسرور، وخدم فيها سفيرا لمصر في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أعرب عن سروره الكبير بلقائه مع أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، والحديث في مجال الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر، «أريد أن أشكرك جدًا على استقبالك الحافل والنقاشات البناءة التي تقاسمناها سواء في الاتصالات الهاتفية أو في لقاءاتنا وجها لوجه».

وأضاف شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، أنه يتطلع لاستمرار هذه العلاقة الإنسانية والمهنية مع نظيره الأمريكي، مؤكدًا أن هناك توجيهات للحكومة المصرية، بتحسين العلاقات المصرية الأمريكية، وذلك لاعتقادنا بأن العلاقات المشتركة أو الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر مهمة للغاية، من أجل المحافظة على السلام والازدهار، مؤكدًا أن الشراكة بين البلدين، تُعد حجر زاوية لاستقرار المنطقة لعشرات السنين.

التعاون بين مصر والولايات المتحدة

وأوضح وزير الخارجية، أن مصر تتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في جميع المجالات، بما في ذلك العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة لتحسين الأوضاع في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، يشتركان في العديد من الرؤى المشتركة حول الأوضاع الإقليمية والدولية، ومن مصلحة البلدين أن تتحسن هذه العلاقات، مؤكدًا أن مصر تمكنت من تحسين أوضاعها، وتمكين استقرارها، وتحويلها لقوة إقليمية، ولها دور كبير في استقرار المنطقة.

وأكد السفير سامح شكري، وزير الخارجية، أنه يُثمن العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بين البلدين، بما في ذلك الأمن، ومحاربة الإرهاب والتطرف، الذي ينهش في جسد الأمم، ويجب توثيق العلاقات بين البلدين، للتغلب على كافة التحديات، مستشهدًا على هذا الأمر بما حدث في قطاع غزة، إذ إنه بالتعاون الأمني والتنسيق الكبير بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، أمكن تعزيز استقرار المنطقة.

التعاون العسكري

وأضاف شكري أن التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في شهر سبتمبر السابق، فضلًا عن الاجتماعات بين قادتنا العسكريين؛ عززت من التعاون العسكري بين بلداننا، بالإضافة إلى التعاون في المسائل الإستراتيجية التي ساهمت في تعزيز دور الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن العلاقات المصرية مع الولايات المتحدة الأمريكية لا تقتصر فقط على الأمن والاستقرار.

 

وأشار وزير الخارجية، إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية متواجدة في الجانب العلمي والاتصالي والثقافي، وهي مجالات تعزز من أواصر الصداقة بين البلدين، لذلك ندعم تقوية العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، من أجل بلداننا، بما فيها التجارة والبحث العلمي والبحث الأكاديمي، «نحن في بلدنا لدينا تحديات كبيرة خاصة في مجالات متطورة مثل البحث العلمي على سبيل المثال».

تطور المجتمع

وأوضح السفير سامح شكري، وزير الخارجية، أنه يجب على القادة السياسيين في العالم أجمع، أن يفكروا في كيفية مواجهة التحديات التي تواجه بلادهم حاليا، موضحًا أنه يعتقد بأن التحديات التي تواجه القيادة السياسية في مصر هي أن المجتمع يجب أن يتطور إلى الأرقى، ويكون هناك اهتمامًا زائدًا بالحقوق السياسية والثقافية، كما يجب الاهتمام بمجالات العلاقات السياسية والاجتماعية والدينية في البلاد وكذلك الثقافية أيضًا، فضلًا عن ضرورة التعاون بين الدول فيما يتعلق بالتحديات.

 

وأشار شكري إلي أنه يجب علينا أن نعترف بأن الشعب المصري هو من يقرر بالطبع نظامه السياسي ونظامه الاقتصادي، وما يجب علينا أن نفعله من أجل أن ينعم الشعب المصري بحقوقه على المستوى الاجتماعي، وهو ما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويجب الحفاظ على وحدة الأراضي خاصة في سبيل تطوير البلد وتوحيد الجهود الدبلوماسية من أجل عودة السلام والاستقرار في المنطقة العربية.

علاقات استراتيجية

وأوضح وزير الخارجية، أن مصر تسعى إلى عقد علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية مبنية على التعاون المتبادل بين البلدين، وأنه يُعتقد بأنه في الشهور القادمة، يجب علينا أن نركز على هذا الحوار الاستراتيجي بأن يكون فرصة لتحسين العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، «ما نقوم به هو من أجل المصلحة المشتركة والمصلحة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وأشكركم على ضيافتكم، وأتمنى أن النقاشات تكون بعمق وأن تكون ناجحة من أجل تعميق العلاقة القائمة والصداقة والتفاهم المشترك بين البلدين».

أهمية الحوار الاستراتيجي

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أهمية الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة لمواجهة كثير من التحديات.

وقال بلينكن  خلال مؤتمر صحفي، إن الحوار الاستراتيجي بين البلدين سيغطي كثيرا من القضايا، مثل الأمن الإقليمي في المنطقة لأن هذا هو حجر الأساس للاستقرار.

ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تتوسع الآن في كثير من مجالات التعاون.

وأشار أنتوني بلينكن إلي أن العلاقات مع مصر في أعلى مستوياتها وتتوسع في مجالات تعاون مختلفة.

وأضاف أن مصر والولايات المتحدة لديهما علاقة قوية قائمة على التعاون والصداقة ونسعى لتطوير العلاقات مع مصر بشكل أقوى.