الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تونس تكتب التاريخ|ملفات مهمة تنتظر نجلاء بودن أول امرأة عربية ترأس حكومة|خاص

نجلاء بودن والرئيس
نجلاء بودن والرئيس قيس سعيد

في خطوة وصفت بالتاريخية والغير مسبوقة في الوطن العربي، كلف الرئيس التونسي، قيس سعيد، نجلاء بودن رمضان بتشكيل حكومة جديدة.

وحال نجحت نجلاء بودن في تشكيل الحكومة، ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ تونس والوطن العربي، الذي يشهد تطورا غير مسبوق في أوضاع المرأة ونيل حقوقها.

ويرى عدد من المحللين والمتابعين للشأن التونسي، أن تعيين نجلاء بودن يحمل رسائل عدة داخلية وخارجية، كما أن رئيسة الحكومة التونسية الجديدة ينتظرها تركها كبيرة، وطريقها ليس مفروشا بالورود، وتحتاج لتكاتف الجميع حتى تعبر بتونس هذه الفترة الصعبة سياسيا. 

نجلاء بودن ورسائل قيس سعيد

وقال المحلل السياسي التونسي بسام حمدي، أن تعيين الرئيس قيس سعيد لـ سيدة على رأس الحكومة التونسية الجديدة يحمل دلالات داخلية وخارجية، موضحا: "أولى الدلالات الداخلية التي تخص التونسيين، أن الرئيس يريد أن يظهر لشعبه أنه رجل متحرر، غير معاد للمساواة بين المرأة والرجل، يؤمن بالحريات الفردية وكذلك بحق المرأة في قيادة المرحلة".

وأضاف حمدي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن "ثاني الدلالات الداخلية من تعيين نجلاء بودن كرئيس للحكومة تتمثل في سعي الرئيس قيس سعيد لاستقطاب الجمعيات والتونسيين الذين يطالبون بالحق في المساواة بين الجنسين والذين يؤمنون بالدولة التقدمية والدولة الديمقراطية".

ولفت: "من الناحية الدولة أراد الرئيس قيس سعيد أن يبرهن للرأي العام الدولي من خلال تعيينه نجلاء بودن على رأس الحكومة، إنه ليس رجلا انقلابيا، وإنما يريد فقط المحافظة على الدولة وفق تدابير استثنائية، باعتبار أن الانقلاب لا يمكن أن ينتهي بتطبيق أهم مطلب من مطالب الحريات الفردية وهو المساواة بين المرأة والرجل".

ملفات مهمة تنظر حكومة بودن

وحول أهم الملفات التي تنتظر حكومة نجلاء بودن، أشار حمدي إلى أن "أهم الملفات حاليا ملف محاربة الفساد وتنظيف المؤسسات العمومية التونسية من أزلام الفساد والمتورطين مع أحزاب سياسية في ممارسة جرائم مالية سواء كانوا داخل السلطة أو بالتعاون مع من هم مع السلطة".

وتابع: "الملف الثاني المطروح على طاولة الحكومة التونسية الجديدة برئاسة نجلاء بودن هو تحسين المقدرة الشرائية للتونسيين باعتبار أن نسب الفقر ارتفعت في البلاد وكذلك نسب البطالة"، مؤكدا أن "المسائل الاجتماعية تعد من أبرز الملفات الموكلة لحكومة نجلاء بودن".

وأردف: "من أهم المسائل أيضا كيفية إدارة الوضع الاقتصادي طيلة المرحلة القادمة، وكيف ستتحكم تونس في بعض المساعدات المالية التي قد تتلقاها خلال الفترة القادمة؟".

حكومة بودن ومستقبل الرئيس

ولفت: "يبدو أن حكومة نجلاء بودن حكومة انتقالية ولن تطرح عليها الملفات السياسية، بل ستكون لها بعض الأوليات التي سبق وأشرنا إليها ومنها: ملف مكافحة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للتونسيين، إضافة الى دور غير مباشر في استعادة ثقة المواطن التونسي في المشهد السياسي  بعد الأحداث الأخيرة".

واختتم: "إذا نجحت حكومة نجلاء بودن فسوف تمنح ثقة جديدة للرئيس التونسي قيس سعيد وفي خياراته، وأن فشلت فربما سـ تؤثر على شعبية الرئيس". 

من هي نجلاء بودن؟

وولدت نجلاء رمضان في عام 1958 في محافظة القيروان، وهي أستاذة علوم الجيولوجيا في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس.

وكانت تشغل قبل تكليفها مهمة تنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتولت قبل ذلك مناصب عدة في مجال التخطيط والإدارة ضمن الوزارة.

وفي يوليو الماضي، أعفى الرئيس قيس سعيد رئيس الحكومة هشام المشيشي، كما أقر جملة من التدابير الاستثنائية من بينها تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب.