وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمود على مستوى العلاقات بين روسيا واوكرانيا بأنها أشبه بـ “الجدار” المشيد بين الشعبين الروسي والأوكراني وهي محنة ومأساة كبيرة.
وتدهورت العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، إلى أدنى مستوى تاريخي في أعقاب انقلاب ميدان فبراير 2014 حيث أطاحت القوات الموالية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بحكومة أوكرانيا المنتخبة ديمقراطياً، وقاد الانقلاب شبه جزيرة القرم للانفصال عن كييف والانضمام إلى روسيا وأشعل فتيل حرب أهلية في شرق أوكرانيا.
وفي مقال نُشر على الموقع الرسمي للرئيس الروسي اليوم الاثنين، بعنوان “حول الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيين”، اتهم بوتين الغرب بالتدخل المباشر في الشؤون الداخلية لأوكرانيا في عام 2014، وأشار إلى أن “إرهاب روسيا العدواني” الذي روج له القوميون المتطرفون بدأ في تشكيل سياسة الدولة منذ ذلك الوقت.
وأضاف بوتين: “مؤخرًا، أثناء الرد على سؤال خلال جلسة الأسئلة والأجوبة الخاصة بي على الخط المباشر حول العلاقات الروسية الأوكرانية، قلت إن الروس والأوكرانيين هم شعب واحد، هذه الكلمات ليست تقديرًا لنوع من التخمين، لقد تحدثت عن هذا أكثر من مرة، وهذا هو اقتناعي”.
وتابع: “دعني أؤكد في البداية أنني أعتبر الجدار الذي نشأ في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، محنة مشتركة بين الدولتين، ومأساة كبيرة”.
واقترح بوتين أن الوضع الحالي هو “أولاً نتيجة عواقب أخطاء روسيا نفسها خلال فترات تاريخية مختلفة، ونتيجة العمل المتعمد للقوى الغربية التي سعت دائمًا إلى تقويض وحدتنا، والصيغة المستخدمة معروفة منذ زمن بعيد - فرق تسد، ولا يوجد شيء جديد هنا”.
وجادل بوتين بأن استخدام هذه الصيغة هو الذي أدى إلى محاولات للعب على القضية القومية - وزرع الفتنة بين الناس، وباعتبارها “مهمة عظمى” لتقسيم هذه الأجزاء المختلفة ضد بعضها البعض.
ومضى الرئيس بوتين مذكرا بأن الشعوب السلافية الشرقية الروس والأوكرانيون والبيلاروسيين هم “ورثة الروس القديمة، إحدى أكبر دول أوروبا”، التي توحدت بلغة مشتركة، وروابط اقتصادية".
وشدد بوتين على أن كييف احتلت موقعًا مهيمنًا في دولة “روس” القديمة، ولكن في النهاية، تم تجزئة هذا الكيان بسبب إضعاف القوة المركزية والغزوات الأجنبية.
وذكر بوتين أن "موسكو أصبحت المركز التاريخي، وكُلفت بمواصلة تقليد دولة روس القديمة، بالتخلص من المؤامرات الخارجية والبدء في توحيد الأراضي الروسية التاريخية"