تصدر ملف تطوير وتحديث الصناعة المصرية اولويات الدولة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه، بتوجيهات رئاسية وتعاون الجهات المختصة تم إطلاق خطط طموحة لرفع نسبة مساهمة النشاط الصناعى فى الناتج المحلى للبلاد.
وكانت صناعة الغزل والنسيج الحرفة الأشهر فى مصر منذ عقود طويلة وحتى الآن تحظى بحظ وافر ، حيث اطلقت الدولة خطة طموحة لإحياء القطاعبمدينة المحلة الكبرى نظرا لاستيعابها أعدادا كبيرة من الأيدى العاملة التى تمثل نحو 30% من العمالة المصرية.
وكشفت وزارة قطاع الأعمال العام عن استراتيجيتها الشاملة لتطوير شركات الغزل والنسيج التابعة لها بتكلفة استثمارية 21 مليار جنيه وفقا دراسة المكتب الاستشارى العالمى وارنر.
وتضمنت الاستراتيجية التي حصل عليها "صدى البلد"، خطة تطوير شاملة بدمج شركات الغزل و النسيج من 23 شركة إلى 8 شركات فقط، ودمج 9 شركات حليج لتصبح شركة واحدة فقط.
وتستهدف الخطة مضاعفة الطاقات الإنتاجية للمحالج والمصانع، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة للمحالج نحو 4 ملايين قنطار قطن سنويًا صعودًا من 1.5 مليون قنطار سنويًا الطاقة الإنتاجية الحالية، وفي مصانع الغزل تبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة 188 ألف طن سنويًا صعودًا من 37 ألف طن سنويا يتم إنتاجها حاليًا، وفي مصانع النسيج من المستهدف إنتاج 198 مليون متر سنويًا صعودًا من 50 مليون متر سنويًا الطاقة الإنتاجية الحالية، أما الطاقة الإنتاجية المستهدفة في الملابس الجاهزة والمشغولات والوبريات تبلغ 50 مليون قطعة سنويًا في مقابل 8 ملايين قطعة يتم إنتاجها حاليًا.
وأعلنت وزارة قطاع الأعمال العام عن التنسيق بين الوزارات المختلفة لإزالة كافة المعوقات التي تعترض الصناعة بداية من زراعة الأقطان حتى مراحل الانتاج و التصدير.
زراعة القطن :
جار التعاون بين وزارتى قطاع الأعمال العام والزراعة لتطوير منظومة زراعة وإنتاج القطن للسماح بزراعة 10 آلاف فدان من الأقطان قصيرة التيلة بالتعاون مع القطاع الخاص والقوات المسلحة لتناسب الآلات الحديثة.
وتم بالفعل تجربة زراعة القطن قصير التيلة بمنطقة شرق العوينات على مساحة نحو 219 فدانا باستخدام أساليب الميكنة في الزراعة، وكذلك الجني الذي من المقرر أن يتم قبل نهاية سبتمبر الجاري ولذلك لإحلال الواردات من القطن قصير التيلة، وكذلك فتح مناشئ جديدة لاستيراد القطن الشعر، والاكتفاء بالتبخير الكيماوي لمرة واحدة فقط.
منظومة تداول القطن الجديدة
وانطلقت فى الاول من سبتمبر منظومة تداول القطن الجديدة للموسم 2020 فى 4 محافظات بنى سويف و الفيوم و البحيرة و الشرقية لهذا الموسم 2020.
و تم تحديد 50 مركزا لاستلام وتجميع الأقطان من المزارعين في المحافظات الأربع وفقا للمساحات المزروعة بالقطن بواقع 19 مركزًا في البحيرة، 15 في الشرقية، 7 في بني سويف، 9 في الفيوم.
وتعتمد المنظومة الجديدة على استلام الأقطان من المزارعين مباشرة بموجب الحيازة الزراعية والبطاقة الشخصية في مراكز للتجميع موزعة حسب المساحات المزروعة بالقطن، ويتم إجراء مزادات علنية على الأقطان في اليوم التالي لاستلامها، حيث يحصل المزارع على 70% من القيمة الأساسية للمزاد من الشركة الراسى عليها في اليوم التالي للمزاد، والباقي خلال أسبوع من إجراء المزاد، و يتم التحصيل من خلال أحد البنوك التي يتم التعاون معها في تفعيل هذه المنظومة.
وتستهدف المنظومة الجديدة الحفاظ على نظافة القطن وتحسين جودته بما ينعكس إيجابًا على أسعاره وصادراته واستعادة مكانته عالميا، مع تحقيق صالح المزارعين من خلال بيع الأقطان بأعلى سعر فى مزادات علنية.
تطوير المحالج
عملية حلج القطن تعد إحدى المراحل الأساسية في صناعة الغزل والنسيج والتي تؤثر بشكل كبير في جودة ونظافة القطن وأسعاره وكذلك المنتج النهائي، لذا شملت خطة وزارة قطاع الأعمال العام للتطوير الشامل لشركات القطن والغزل والنسيج التابعة لها، تحديث محالج القطن من خلال تطوير المنشآت وكذلك توريد أحدث تكنولوجيا في هذا المجال.
فعلى مدار عقود طويلةمحالج القطن فى مصر لم يلحق بها أى تطوير يذكر، إذ يرجع تاريخ صنع بعض الماكينات المستخدمة فى الحليج إلى العام 1878، حيث كان يتناثر القطن فى أرضيات المحلج قبل الحليج، وعمليات تداول ونقل القطن تتم يدويا ما يعرضه للتلوث وبالتالي موقف القطن المصرى تأثر سلبًا محليًا وعالميًا من حيث الجودة والسعر، فضلا عن عدم ملائمة بيئة العمل للعاملين نظرًا لتصاعد الأبخرة والغبار الناتج من عملية الحليج والتداول اليدوى
وتتضمن الخطة تطوير 7 محالج للعمل بأحدث تكنولوجيا في هذا المجال يتم توريدها من شركة باجاج الهندية، حيث تتم عمليات الحليج آليا خلال ماكينات دون تدخل يدوي، لتوفير القطن الخام اللازم للصناعة بجودة عالية وخالى من الشوائب والملوثات، فضلا عن توافر جهاز الكترونى حديث (H.V.I) لقياس خواص شعيرات القطن واجراء اختبارات الرطوبة داخل المحلج، كما يتم وضع "باركود" على كل بالة يتم إنتاجها في المحلج عليها كافة بيانات القطن (منطقة الرزاعة – اسم حائز القطن – اسم المحلج – تاريخ الحليج – المواصفات الفنية للقطن الشعر).
وتم الانتهاء من إنشاء وتشغيل أولى المحالج المطورة والذي يقع على مساحة 10 افدنة على طريق الفيوم / بنى سويف بعيدا عن الكتلة السكنية، ويعمل بتكنولوجيا حديثة لأول مرة في مصر وبطاقة إنتاجية 5 طن / ساعة، وتبلغ التكلفة الإجمالية لإنشاء المحلج نحو 250 مليون جنيه.
وجاري حاليًا الانتهاء من تطوير 3 محالج بالزقازيق وكفر الدوار وكفر الزيات لبدء التشغيل التجريبي في مايو 2021، ومن المقرر تطوير 3 محالج أخرى نهاية 2021، ليصبح إجمالي المحالج المطورة 7 محالج تكفي لحلج كافة الأقطان المصرية.
تطوير شركات الغزل و النسيج :
اعتمدت خطة تطوير شركات الغزل والنسيج ومحالج الأقطان تطوير ماكينات صناعة الغزل والنسيج وفض التشابكات المالية مع بعض الجهات الحكومية المدينة للشركات من بينها بنك الاستثمار القومي، بالإضافة لإعادة استغلال الأصول غير المستغلة لتحقيق قيمة مضافة بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة، بالإضافة للحصول على تمويلات من البنوك والمؤسسات المالية ليتم تدبير 1.5 مليار جنيه من بنك الاستثمار القومي و540 مليون يورو من المؤسسات الأجنبية لعقود توريد الماكينات.
وترتكز خطة التطوير على إنشاء كيانات قوية من خلال دمج 32 شركة قطن وغزل ونسيج ليصبح عددها 9 شركات فقط، مع تعيين أعضاء منتدبين جدد للكيانات الجديدة بهدف تحسين أداء الإدارات، مع الاستعانة بفريق تسويق بالتعاون مع وكلاء عالمين لتسويق منتجات الشركات.
بالاضافة الى تحديد ثلاث مراكز رئيسية متكاملة تضم كافة مراحل الصناعة، وثلاث مراكز للتصدير، وتخصص الشركات الستة الباقية فى مرحلة تصنيع معينة (غزل، نسيج، صباغة وتجهيز) أو منتجات تستهدف فئة معينة مثل الجينز والمنسوجات الشعبية وتم التعاقد مع وارنر كاستشارى عام لتنفيذ المشروع بالإضافة إلى استشارى موارد بشرية لإعادة هيكلة العمالة، واستشارى مالى لتنفيذ عملية الدمج المالى للشركات.
وجارى الان على قدم و ساق تنفيذ الاعمال الانشائية وتحديث البنية لمصانع الغزل والنسيج والتي تشمل 65 مبنى ما بين إنشاءات جديدة وترميم، بتكلفة تقديرية حوالي 7 مليارات جنيه، ومن المتوقع الانتهاء منها في منتصف العام المقبل.
أكبر مصنع غزل ونسيج بالعالم
وقعت الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس فى يوليو الماضى عقد إنشاء مصنع غزل (1) الجديد بشركة مصر للغزل والنسيح بالمحلة الكبرى، والذي يعد أكبر مصنع غزل على مستوى العالم.
ويقام المصنع على مساحة حوالي 62500 متر مربع، ويستوعب أكثر من 182 ألف مردن غزل، بمتوسط طاقة إنتاجية 30 طن غزل / يوم.
وتستغرق الأعمال الإنشائية للمصنع نحو 14 شهرًا بتكلفة تقديرية حوالي 780 مليون جنيه.
مصانع كفر الدوار
وقعت الشركة الوطنية للمقاولات و الشركة القابضة للغزل والنسيج عقود الأعمال الإنشائية لتطوير مجمع مصانع شركة مصر للغزل والنسيج بموقع صباغي البيضا بكفر الدوار و التى تضم 5 شركات جاري دمجها، وسيقام المشروع على مساحة حوالى 175 الف متر مربع، ويهدف إلى إقامة عدد (6) مصانع متكاملة لتصنيع الغزل والنسيج وهي: مصنع الصباغة والتجهيز ، مصنع الغزل، مصنع النسيج، مصنع تحضيرات النسيج، مصنع التفصيل، مصنع البرم.
وتبلغ التكلفة الإنشاءات هذا المشروع 2.4 مليار جنيه، بخلاف قيمة الماكينات والآلات، موضحا أنه من المستهدف في مجمع كفر الدوار إحلال 170 ألف مردن متهالك بعدد 88 ألف مردن جديد بتكنولوجيا متطورة، بطاقة إنتاجية 9027 طن سنوي من الغزول بدلا من 366 طن يتم إنتاجها حاليا، وإنتاج 50.7 مليون متر سنويا من النسيج بدلا من 13 مليون متر يتم إنتاجها حاليا، مع إضافة طاقة إنتاجية 50.7 مليون متر من الصباغة والتجهيز بتكنولوجيا متطورة.
ويبلغ اجمالى العاملين بالشركات التابعة للقابضة للغزل و النسيج و الملابس الجاهزة نحو 54 الف عامل.