داخل منزل صغير بقرية هادئة في مركز المراغة بمحافظة سوهاج، جلست سماح، الأم الثلاثينية، تراقب طفلها الصغير عبد العزيز الذي لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات، كان يلهو أمامها ببراءة لا تعرف عن صراعات الكبار شيئًا.
خلف تلك اللحظات العائلية الظاهرية، كان يدور صراع داخلي في قلب سماح، صراع جعلها تتخذ قرارًا هزّ أركان عائلتها.
البداية
في يوم 2 من الشهر الجاري، اختفى عبد العزيز بشكل مفاجئ من المنزل. هرع والد سماح، الرجل الستيني عطا، للبحث عنه، الطرقات والأزقة شهدت خطوات القلق من الجد وابنته، اللذين أسرعا إلى مركز الشرطة لتقديم بلاغ عن اختفاء الطفل، دون أن يتهما أحدًا.
الصدمة
لكن الشرطة، في بحثها عن الحقيقة، اكتشفت ما لم يتوقعه أحد، تحريات المباحث قادت إلى كشف مؤامرة مروعة الأم نفسها، بدافع الغضب واليأس، كانت العقل المدبر لاختطاف ابنها.
الدافع
كانت الخلافات المالية تعصف بالعائلة، فقد أقرضت سماح شقيقها علي مبلغًا من المال، لكنه رفض إعادته، حاولت حل الخلاف بالطرق السلمية، لكن الأمور تصاعدت، وقررت استخدام ابنها كورقة ضغط.
المؤامرة
اتفقت سماح مع اثنين من زملائها في بيع الطيور بالسوق، محمد وأحمد، على تنفيذ خطتها، أخذوا الطفل إلى منزل أحدهم، بينما تولى الآخر الاتصال بوالدها، وطلب فدية لإعادة الطفل.
كان الهدف واضحًا: الحصول على المال بأي ثمن، حتى لو كان الثمن هو براءة طفلها.
تحركت الشرطة بسرعة وتمكنت من ضبط المتهمين واستعادة الطفل قبل أن يصيبه أي أذى، ومع ذلك، فإن المشهد المؤلم الذي رأى فيه الطفل والدته تُقاد إلى التحقيقات ترك أثرًا لن يُمحى بسهولة.
المأساة العائلية
القصة ليست مجرد واقعة اختطاف؛ إنها مأساة عائلية كشفت عن الانهيار العاطفي والمالي الذي يمكن أن يدمر حتى أقرب العلاقات. سماح، الأم التي كان يُفترض أن تحمي طفلها، أصبحت بطلة حكاية مأساوية أضرت بطفلها وعائلتها.