EN 
برؤية واضحة للأشياء، وأنامل ذهبية صغيرة، وقدرة على اختيار الزاوية الأفضل للصورة، ومتابعة لكل ما هو جديد في عالم التصوير فاز عبد الرحمن ورداني، أصغر مصور في مصر بالمركز الثاني في مسابقة المملكة المتحدة لتصوير الطبيعة الساحرة عام 2021 بصورة لمجسم زرافتين من مركز الطفل للحضارة والإبداع بمصر الجديدة وسط مشاركة الالآف من المصوريين من كل أنحاء العالم في فئات عمرية مختلفة ليكون المصري الوحيد الفائز في المسابقة العالمية.
يوضح «عبد الرحمن ورداني» البالغ من العمر 9 سنوات لموقع «صدى البلد» أنه حريص على المشاركة بصوره المميزة في كل مسايقة عالمية و محلية حيث فاز في 2019 بالمركز الثالث في مسابقة وزارة الشباب والرياضة ليكون واحدًا من أصغر المتسابقين المصريين الذين يفوزون بجوائز رسمية وسط إشادات بمهارته التصويرية رغم صغر سنه، كما حصد المركز الأول في جائزة "ناشيونال جيوغرافيك" العالمية تحت سن 16 عاما في عام 2020 بصورة لفتاة تقرأ الكتاب في ضوء مميز من جزيرة الذهب، بجانب مشاركته في عدد كبير من المعارض الخاصة بالتصوير كان أبرزها بساقية الصاوي و أخرى بدولة العراق.
يضيف أصغر مصور للطبيعة في مصر أن والده قدم له في مسابقة المملكة المتحدة RHS للتصوير الفوتوغرافي في اللحظات الأخيرة منذ 3 شهور بأقرب صورته لقلبه - وهي صورة الزرافتين- ولم يعطى الأمر أهمية كبيرة في الفوز بها، لكنه فوجىء بتواصل المسؤولين عن المسابقة معه منذ أيام قليلة و إخباره بأنه اقتنص المركز الثاني في المسابقة في الفئية العمرية تحت سن ١١عامًا معربًا عن سعادته بهذه الجائزة «بحب الصورة دي جدًا، قدمت بيها في مسابقين ومعارض قبل كدا، دي كانت مفروض تفوز من زمان».
أما عن كواليس الصورة فيشير عبد الرحمن إلى أنه ذهب في نزهة مع والده ووالدته وشقيقته إلى مركز الطفل والإبداع وكان يتجول بكاميراته الخاصة حيث أنه لا يعود من أي نزهة خارجية إلا وهو ملتقط مجموعة من الصور الجميلة يجلس لأيام يفاضل بينها مستشيرًا والده في الاختيار الأفضل ثم رأى الزرافتين فقرر تصويرهما من زاوية مميزة دون أن يلتفت إليه أحد من عائلته حيث كانت والدته تراقبه وتلتقط له صور من بعيد ووالده مشغول مع شقسقته الصعر صاحبة الـ 5 سنوات.
وعن حصده للجوائز يؤكد ورداني أن قيمتها المعنوية كبيرة جدًا وتعطيه الكثير من الدوافع لتحقيق المزيد من التقدم حيث شارك من حوالي أسبوعين في معرض مهم في النرويج حيث اختاروا فيه أفضل 20 فنانًا حول العالم تقدموا بصور لعرضها للجمهور، وكان واحدًا من بينهم بصورة عن المرأة المصرية.
جدير بالذكر أن عبد الرحمن بدأ التصوير مع والده منذ 5 سنوات مركزًا على تصوير الطبيعة لما فيها من أشياء جميلة مثل الأشجار والنباتات والحيوانات، لكن منذ فترة كورونا يحاول تطوير نفسه في البيت، ويتعلم الكثير عن المجال مع أخته الأصغر مريم، منوهًا على مدى حبه للتصوير الذي ورثه من والده محمد ورداني الحاصل على أكثر من 20 جائزة تصويرية أبرزها من الاتحاد الأوربي عام 2018 ، كما شارك في 35 معرض محلي ودولي عن تصويره للشارع من حرف تراثية وأماكن سياحية وغيرهما، فهو سفير للجمال للمصري، كما يصف.
ويلفت محمد ورداني، والد عبد الرحمن: «عندما فاز عبد الرحمن بجائزة ناشيونال جيوغرافيك قام عدد من المسؤولين عن الجائزة بالتواصل معه لمعرفة مدى معرفته بالتصوير وسؤاله عن تفاصيل الصورة، وقدم لهم بالفعل كل الإثباتات لذلك، وكانوا مبهورين منه على الرغم من صغر سنه، مما جعله يزداد إدراكا بأهمية المشاركة في المسابقات العالمية خاصة».
ويختتم محمد ورداني أن ابنه عبد الرحمن يسير أيضًا على خطي جده الكابتن نني، شيخ مدربي حلوان، الذي رحل منذ شهور عن عمر ناهز 74 عامًا قضاها باللعب في أندية كبرى بمصر، وكان خلال هذه الفترة ينقل الموهبة إلى ابنه ومن ثم حفيده، منوهًا: «جد عبد الرحمن ووالدي كان يعشق التصوير الشخصي فالتقط لي فقط فوق ما يزيد عن 1000 صورة، كما كان له دور كبير في احترافي مؤخرًا التصوير إضافة إلى والدتي التي كان لها نظرة فنية بحكم عشقها للرسم».
