تُعَدُّ العلاقات بين مصر ودولة إسرائيل موضوعًا حساسًا ومُعقَّدًا للغاية، خاصةً فيما يتعلق بالأمور الأمنية والعسكرية على حدود البلدين، ولاسيما في ضوء الأحداث الأخيرة في مدينة رفح الفلسطينية.
وتصاعدت التوترات بين الجانبين يوم الثلاثاء الماضي، حين أدانت وزارة الخارجية المصرية بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، والتي نتج عنها سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري.
الموقف المصري وتحذيراته
وفي بيانها، أكدت مصر على خطورة هذا التصعيد العسكري، ودعت الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة ضبط النفس والابتعاد عن سياسات الهوة المميتة التي قد تعرض جهود التسوية للخطر داخل قطاع غزة.
وتشير مصر إلى أن معبر رفح يُعَدُّ شريان حياة أساسيًا لقطاع غزة، حيث يعتمد عليه الملايين من الفلسطينيين للوصول للعلاج الطبي ولاستقبال المساعدات الإنسانية.
ويُناشد البيان الدول بالتدخل لإنهاء الأزمة الحالية ودعم الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
المحور فيلادلفي والاتفاقيات الدولية
وتعد منطقة "فيلادلفيا" التي دخلتها القوات الإسرائيلية لأول مرة منذ عام 2005، محورًا استراتيجيًا بين مصر وقطاع غزة.
ووفقًا لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، يخضع هذا المحور لشروط محددة للعبور والنشاطات العسكرية.
وتشير المعاهدة إلى أنه يُسمح بانتشار قوات محدودة في المنطقة بهدف منع التهريب وضمان الأمن، مع التأكيد على عدم وجود دبابات أو صواريخ في المنطقة.
رد فعل الخبراء المصريين
وبحسب تصريحات اللواء علي حفظي الخبير العسكري، يُشير إلى أن منطقة فيلادلفيا تُعَدُّ منطقة عازلة، وتقوم القوات المسلحة المصرية بتأمين حدودها بكفاءة عالية. ويُشدد على أنه لا يُمكن لأي قوات إسرائيلية اقتراب المحور، وهو خط أحمر بالنسبة لمصر.
تدمير الأنفاق والتصعيد الحالي
ويشير اللواء حفظي إلى أنه في حال وجود أنفاق في المنطقة، فقد تم تدميرها خلال حملات مكافحة الإرهاب السابقة. وتأتي هذه التطورات في إطار عملية عسكرية إسرائيلية أعلنت عنها يوم الثلاثاء، والتي شهدت تصعيدًا كبيرًا في منطقة معبر رفح.
وفي ضوء هذه التطورات، تستمر مصر في دعم استقرار المنطقة وحماية حدودها، مع التأكيد على أهمية تفادي التصعيد واللجوء إلى الحوار الدبلوماسي كوسيلة لحل النزاعات. ومن المتوقع أن تستمر التطورات السياسية والعسكرية في جذب الاهتمام الدولي والإعلامي في الأيام المقبلة.