الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجغرافيا فرضت عليهم المهنة.. أهالي عزبة ساحل البحر بقنا: الصيد حرفة توارثناها عن الآباء والأجداد ..شاهد

أهالي عزبة ساحل البحر
أهالي عزبة ساحل البحر بقنا مع مراسل صدى البلد

وقوعهم على الشاطئ الشرقى لنهر النيل فى مركز قوص بمحافظة قنا، حول عزبة ساحل البحر كما يطلقون على أنفسهم، إلى أشهر صيادين فى المحافظة، فالموقع الجغرافى لم يجعل أمامهم خيار آخر إلا امتهان حرفة الصيد و اعتبار نهر النيل هو مصدر الرزق الأول لهم ولأبنائهم.

حرفة صيد السمك التى يتوارثها الأجيال جيلًا بعد آخر، يؤكد الأهالى أنها قديمة بعمر وجودهم فى المنطقة، حولت معظم السكان كبارًا وصغارًا إلى صيادين للسمك، بعضهم يعتبر الصيد كل حياته، يعيش ويأكل من حصاد ما تصطاده شباكهم، ويبيع ما زاد عن حاجته لأهالى المنطقة للإنفاق على احتياجاته المعيشية.

عملهم فى الصيد منذ عقود بعيدة، مكن الأهالى و خاصة الشباب منهم لابتكار طرق و أشكال متنوعة لاصطياد الأسماك حتى لا يرجعون إلى بيوتهم بأيادى و شباك خاوية من الرزق، أبرزها شبكة الفارسى و الجابية ، والحصالة، والشبكة التقليدية و السنارة للهواه وحديثى العهد بالصيد.

قال رمضان البخ " صياد سمك" أعمل فى نهر النيل منذ صغرى، فقد نشأت وتربيت على شاطىء النيل، وكنت أشاهد والدى و أهلى وهم يصطادون، فبدأت أتعلم منهم ومن وقتها و أنا فى نهر النيل اصطاد و أزرع قطعة أرض بجوار النيل، ومن أكثر الطرق التى استخدمها فى الصيد طريقة" الحصالة" وهى أسهل طريقه لصيد السمك، حيث اتركها لمدة 24 ساعة فى منطقة بها حشائش، و يدخل إليها السمك دون أن يدرى أنها وقع فى الشبكة، بعدها يجد نفسه محاطًا بالشباك، وبعد مرور فترة كافية أحضر لاستخراج الحصالة أو الشبكة، و أجد فيها الأسماك لكن كل يوم وكل فترة لها رزقها والأرزاق فى النهاية من عند الله.

و قال محمود عبدالرحيم" دبلوم صنايع"، تعلمت الصيد منذ أن كنت طالبًا بالمدرسة، كنت أشارك فى الصيد بعد عودتى من المدرسة، إلى أن جعلت وقتى كله للعمل فى النيل، وابتكار طرق متنوعة لاصطياد الأسماك لأنها حرفتنا الوحيدة فى المنطقة، لككنى اعتمد بشكل دائم على الصيد من خلال العدة الفارسى وهى أداه مصنوعة من العصى والشبك، يتم تجهيزها بطريقة معينة ومسافات معينة، لفردها على الماء، وبعدها فردها بالكامل يتم التخبيط بهلب حيد على المركب لإجبار السمك على القفز والخروج من المياه و أثناء محاولته الهروب يقع السمك الفطاط فوق الشبكة والنوع العادى يدخل فى قلب الشبكة.

و أوضح عبدالرحيم، أن الصيد بعدة" الفارسى" يشبه عملية فرد حصير على الماء، حيث يتم فردها بطريقة منظمة لتسهيل عملية طيها و جمع ما علق بها من أسماك بعد ذلك، لافتًا إلى أنه يتم مراعاة أن تكون فتحات الشبك كبيرة حتى لا يتمكن السمك الصغير من الخروج وحتى تستمر دورة الحياة كاملة للسمك، وهو ما يعود بالنفع على الجيمع فى النهاية. 

و أشار عبدالرحيم، إلى أنه اعتاد على صيد أنواع كثيرة من السمك من أشهر "الشبار، البلطى، الفتيلة "، لكن الفترة الذهبية لصيد السمك فى النيل تبدأ من شهر أبريل، أما ما عدا ذلك فالصيد يكون محدود للغاية وهو ما يمثل عبء على الكثير من الأهالى لعدم وجود أى حرف بديلة للانفاق على أنفسهم وعائلاتهم.

و قال محمد عبدالرازق42 عاما، دخلت تعليم حتى الصف السادس الابتدائى، بعدها تركت التعليم و بدأت العمل فى نهر النيل و عمرى 12 عامًا، وبعد فترة بدأت العمل على مركب صغير، أضع من خلاله الشبك فى منطقة معينة و فى اليوم التالى أحضر لاستخراج الشبكة و ما بها من أسماك فى الصباح، و أبدأ عملى يوميًا من بعد صلاة الفجر مباشرة حتى العاشرة أو الحادية عشرة صباحًا.

و أضاف عبدالرازق، ورثت تعلم صيد الأسماك أنا و أشقائى من والدى، ولذلك علمتها لأبنائى الاثنين، و يعملون معى فى الصيد و إعداد الشبك وتجهيزه لعملية الصيد، وبعدها فى بيع السمك لأهالى القرية والقرى المجاورة، لأنها الحرفة الوحيدة التى نجيدها مع الزراعة.

و أشار عبدالرازق، إلى أنه يصطاد سمك المشط من خلال المركب، و يصيد أنواع أخرى مثل الحوت والفتيل و القرموط من خلال السنارة، و أن أصعب الأزمات التى تواجههم خلال الصيد الهواء وتقلبات الجو حيث تمثل صعوبة شديدة حتى تجعلهم يعودون بلا أى صيد، بالإضافة إلى ما يسمى بالجنابر التى تمسك بالأرجل فى الماء.

اقرأ أيضًا :