منذ ظهور فيروس كورونا في العام الماضي وإصابة عدد كبير به ووفاة عدد آخر بالفيروس، لا شئ يشغل بال الكثير إلا سؤال واحد ، هل هذا الفيروس غضب من الله عز وجل بسبب كثرة الذنوب ..أم ماذا؟
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن كل شيء بيد الله وهذه حقيقة يقبلها الجميع ولكن بعقولهم فقط ويجب قبولها بقلوبنا ونعلم أن مالك هذا الكون الحقيقي هو الله، ليس هناك مالك سواه وهو الذي يتصرف فيها ولأنه رحمن رحيم وقوي وعزيز وخالق وبارئ، فإن كل ما يجرى في الكون من مظاهره خير أو شر، فإنه يعود بحكمة بالغة لنفع الإنسان من منطلق أن الله يحبنا .
وأضاف جمعة في رده على سؤال : " هل فيروس كورونا غضب من الله على العباد؟ " ، قائلا: إن الله يحبنا فعلا وليس محتاجا لمزيد من جهد منا وإنما هو يحبنا لأننا صنعته التي خلقها ورزقها، وكل فعل يفعله الله سبحانه وتعالى له حكمة بما فيها انتشار فيروس كورونا، وقد يكون جزءا من هذه الحكمة هو خير.
وقال جمعة : نعم افتقدنا أحبة لنا ولكنهم إذا كانوا ماتوا بسبب هذا المرض وهذا المبطون شهيد ، وهذا إكرام لهم وكانوا سيموتون في نفس اللحظة من تلك السنة بالذات من غير كورونا .
وأوضح جمعة لمن يقولون إن هذا المرض غضب من الله فهو غضب على من ؟ فهل من أصيب كان مغضوبا عليه ومن لم يصب مرضيا عنه ؟ .. ولكن أليس في هذا الجندي " أي كورونا " الذي ارسله الله تنبيها للبشرية كلها ؟ .
وحول من يسب عام 2020 قال الدكتور علي جمعة : لا تسبو الدهر لأن الله هو الذي خلق هذا العام وغيره من الاعوام ، فيقول الله : "لاتسبو الدهر فإني أنا الدهر" أي ان الله سبب خلق هذا الدهر الذي نعيش فيه لذلك لا يجوز سب الزمن لأنه ليس له ذنب " نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا " .
وتابع: علنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نغير الحال فقال : ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ولا يجوز إطلاقا سب الزمان ولكن يجوز ان نقف ونتأمل ونرى فيه الخير ونتعوذ من الله سبحانه وتعالى من المصائب ونطلب اليه بقلوبنا أن يصرف عنا السوء بما شاء وكيف شاء وإذا شاء .
واختتم قائلا: نحن نكره الموت ونحب الحياة الدنيا لكن هذه الكراهية ليست كراهية رفض بل هي كراهية الألم والفراق والشعور الإنساني الذي أراده الله لنا ووضعه فينا، وأيضا لابد أن نرى المحنة كمنحة لأن الله حبيب سواء أنزل هذا أم لم ينزل .